كانت بداية مرحلة جديدة لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية، فى الوقت الذى منح لهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خيارات مقابل تراجعهم عن التمرد المسلح الذى قاده مؤسس المجموعة يفجيني بريجوجين فى 23 يونيو الماضى، وانتهى بعد توسط الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
احدى خيارات بوتين لقوات فاجنر كان التوجه إلى بيلاروس، وشرعت تقارير أجنبية تتحدث عن مصيرهم فى مينسك، فيما ذكرت تقارير غربية، أنَّ عناصر مجموعة "فاجنر" الروسية، يعملون على إعادة تنظيم صفوفهم في بيلاروس، وذلك بعد منح مقاتلي المجموعة خيار الانتقال إلى مينسك، أو الالتحاق بوزارة الدفاع الروسية، إثر "تمرد" فاشل، نهاية الأسبوع الماضي، في روسيا.
وفي تقرير صادر عن "معهد دراسة الحرب" الأمريكي، نقلته وكالة "بلومبرج"، قال محللون إنَّ مقاتلي المجموعة "ربما بصدد إعادة تنظيم أنفسهم بشكل جماعي في بيلاروس".
ووفقاً للمعهد، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية "مئات المعسكرات الكبيرة" التي تمَّ نصبها خلال الأسبوع الماضي، في قاعدة مهجورة بمدينة أسيبوفيتشي على بعد نحو 150 ميلاً شمال الحدود الأوكرانية، مرجحاً أنَّ قوات "فاجنر" ستعمل "من خلال 3 معسكرات ميدانية" في بيلاروس.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، أظهرت صور أقمار اصطناعية أنَّ بيلاروس تبني بوتيرة متسارعة ما يبدو أنه منشآت مؤقتة في قاعدة عسكرية مهجورة، وسط توقعات بأن يكون الموقع مقراً محتملاً لـ"فاجنر".
وذكرت الصحيفة أن عمليات البناء ظهرت لأول مرة في صور أقمار اصطناعية التقطتها شركة "بلانيت لابز" (Planet Labs)، وهي شركة خاصة لديها شبكة أقمار اصطناعية، بعد يومين من وقف قوات "فاجنر" بشكل مفاجئ تقدمها نحو موسكو، إثر تدخل من الرئيس البيلاروسي.
وفى سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه تم القضاء على 21 ألف جندي من (فاجنر) العسكرية، وجرحت نحو 80 ألفا آخرين شرقي البلاد.
وأضاف زيلينسكي - وفقا لوكالة أنباء (يوكرينفورم) الأوكرانية - "فقط في شرق أوكرانيا، قضت قواتنا على 21 ألفا من المرتزقة الروس، وجرحت 80 ألفا آخرين.. أي قتل أو أصيب حوالي 100 ألف مقاتل من (فاجنر) على أيدي قواتنا في الشرق.. كانت هذه خسائر فادحة لـ (فاجنر).. الآن يمكن للجميع أن يرى: لقد دمرنا القبضة الحقيقية لمقاتلي (فاجنر) في شرق أوكرانيا".
ما هى مجموعة فاجنر الروسية؟
المعلومات عنها شحيحة بحسب تقرير مصور على قناة روسيا اليوم الإخبارية، لكن المعلومات المتوفرة فقط أن مجموعة فاجنر تعد من أكثر الشركات العسكرية الأمنية سرية وغموضا فى العالم، وبعد إطلاق الحرب فى أوكرانيا ذاع صيتها فى العالم.
ووفقا لتقرير روسيا اليوم، تأسست عام 2014 على يد رجل الأعمال الروسى يفجينى بريجوجين بحسب مقال المؤسس فى تصريح رسمى، ومالك الشركة الآن هو يفجينى بريجوزين، والذى يعد أحد أبرز الأوليجارش الروس ويُعرف باسم "طباخ بوتين"، ومن أهدافها حماية المصالح الروسية الوطنية والدفاع عن العالم الروسى بمافيه دونباس.
ومع اندلاع الحرب الروسية فى أوكرانيا، جرى حشد فاجنر فى بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاجنر بشكل متزايد فى المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار.