أعرب البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن خشيته من إصدار البرلمان قانوناً لبناء الكنائس فتضطر الكنيسة لرفضه، مطالبًا بالشفافية فى إعلان ما يدور فى البرلمان.
وقال البابا خلال لقائه لأعضاء النواب بالمقر الباباوى اليوم بلهجة حادة: إن أقباط المهجر، حتى الآن، فى منتهى الدعم لمصر، وأرسلت لهم فى كنائسنا بأمريكا مباشرة "مفيش مظاهرات تتعمل"، وأعلم "أن مش كلهم هيسمعوا الكلام".
وأضاف البابا، "فى المنيا تخرج مجموعات مؤججة بعد صلاة الجمعة وتتجه لحرق بيت، بدعوى أنه كنيسة، وهى ليست جريمة اجتماعية"، بل اعتداء مقصود، موضحاً أنه حين نسمى الأسماء بمسمياتها نبدأ العلاج.
ووجه البابا نظر النواب قائلا: أرجو أن يلفت ذلك نظركم، لماذا غضب الأقباط من الاعتداءات الصغيرة والتزموا الصمت بعد حرق الكنائس عقب أحداث الفض؟ مجيبًا: كنا مدركين، مسلمين ومسيحيين، أننا نواجه عدواً، أما الحوادث التى تقع حاليًا فهى أقل حجمًا مما جرى من حرق الكنائس، ولكن الغضب فى الشعب القبطى أكبر بكثير، مختتما كلامه بقوله: "أرجوكم بكل محبة وإخلاص أن تتصدوا لذلك".
وعن قانون بناء الكنائس قال البابا تواضروس: لن نقبل سيطرة جهة معينة على بناء الكنائس فى مصر، والقانون المعمول به حاليًا منذ عصر الدولة العثمانية.
وطالب البابا تواضروس النواب بإيجاد حل لما يجرى من أحداث طائفية قائلًا: 37 حادث اعتداء على الأقباط فى ثلاث سنوات فى نفس المنطقة، مضيفًا أرجو أن تجدوا أفكارًا جديدة للحل.
من جانبه، عبر الأنبا بولا أسقف طنطا ومسئول ملف العلاقات بين الدولة والكنيسة عن خشيته من إحباط مساعى الكنيسة لتوظيف جهود أقباط المهجر لدعم الدولة، ونثق فى البرلمان، ونعمل مع الدولة حاليًا فى قانون بناء الكنائس.
وأضاف الأنبا بولا: اسمحوا لى أن أكون صريحًا رغم جسامة الأحداث، من قتل وحرق، ولم يصدر حتى اليوم أى حكم ضد جانٍ، وهو ما يستلزم بحث ودراسة، معربًا عن ثقته فى البرلمان الذى سيبحث عن السبب، مضيفا، "نحن فى حالة قلق شديد، فقد يضعف تأثير جهود الكنيسة فى وحدة الصف القبطى ودعم الدولة.
فيما قال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن رئيس الجمهورية دائمًا ما ينادى بتجديد الخطاب الدينى مما اعتبره عمودًا فى وأد الفتن، وجئنا لنستفيد من حكمتكم، وأتمنى أن نبقى نسيجًا واحدًا كمصريين ولن نقف مكتوفى الأيدى أمام مثيرى الفتن فى الداخل والخارج.
واستكمل: ليس هناك مسيحى ومسلم، فأصدقائى قزمان ودميان، وكلما غضبت من دانيال ضربنى فى كتفى وقال "صلى على النبى"، معتبرا أن بناء الدولة الحديثة تحتاج منا إلى عمل أكثر من قول، فلم يعد هناك مجال لقول بلا عمل، فالفتن تترصد بنا المرة تلو المرة.
ووجه الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب حديثه للبابا تواضروس قائلًا: يجب أن نتعاون لوأد هذه الفتن، ويجب أن نتعاون بحب ومودة ورحمة فى سبيل وأد أى فتنة تحدث فى أى مكان، ولن نتراجع عن ذلك أبدًا، وعلينا أن نصبر.
أما اللواء سعد الجمال رئيس ائتلاف دعم مصر فقال إنه يعكف على تشريع قانون يغلظ العقوبات المتعلقة بالوحدة الوطنية لأنها من جرائم أمن الدولة والاعتداء على الوطن، مشيرًا إلى أنه سيتقدم به للبرلمان باسم ائتلاف دعم مصر.
وأوضح اللواء سعد الجمال أن اللجنة تعكف على دراسة قانون بناء الكنائس، بالإضافة إلى إعداد مشروع قانون يجرم التمييز تطبيقًا لأحكام الدستور والقانون.
وواصل الجمال: من يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا، ما عاصرناه وما سجله تاريخ الوطنية للبابا شنودة حين قال مصر وطن تعيش فينا، والتاريخ لن ينسى للبابا تواضروس مقولته "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".
وأضاف: الحكمة التى أتاك الله بها ضمانة للوطن، ولعلك ترى ما حدث فى بلاد مجاورة من هدم وتمزيق بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، مما يعد مؤامرة على الإنسانية.
وتابع: شئون العبادات أمور خاصة بين الخالق والمخلوق، وحين أتت المسيحية غيرت مفاهيم إذلال الناس إلى التحكم فى النفس البشرية، وجاءت كدين علم ولقب المسيح بالمعلم، وأرسل لمصر مرقص الرسول، ورفعت المسيحية شعار التسامح.
واستكمل: نتعرض لمؤامرة، وصارت أدوات التواصل الاجتماعى أدوات تخريب فى تأجيج الفتنة بيننا، وما يحدث يسىء إلينا أكثر مما يسىء للأقباط، وهو ما تعلمناه من علاقتك مع شيخ الأزهر.