النجاح الكبير الذى حققه حفل الأساتذة للنجم مدحت صالح فى دار الأوبرا، هو انعكاس لحالة من الصحوة الفنية تستعيد تراث الفن المصرى، والغناء للرواد والأساتذة، الحضور والتفاعل كاشف عن حالة اشتياق وانتظار لمثل هذا الفن، فقد حظى بحضور جماهيرى من كل الفئات والأعمار، تفاعل مع الأغانى التى قدمها خلال الحفل لكبار المطربين والملحنين، وانعكس هذا من حجم وشكل التفاعل على مواقع التواصل، والمقاطع التى انتشرت وما تزال تحمل تأكيدًا على هذا التفاعل الواسع، مشروع مدحت صالح يهدف إلى الحفاظ على ما تبقى من تراث غنائى لكبار النجوم، الراحلين أو الموجودين، وهو إعادة صياغة الأعمال الغنائية بشكل مختلف بتوزيعات تضعها فى منطقة مختلفة.
النجاح الذى حققه الحفل بدأ من التحضير والتجهيز، وبتحرك من دار الأوبرا المصرية، بقيادة الفنان الكبير خالد داغر، ونجحت قناة الحياة فى نقل الحفل بشكل احترافى جعلها تتصدر التريند مع الفنان مدحت صالح الذى تألق وقدم عددًا كبيرًا من أغنيات الأساتذة والرواد، نجحت قناة الحياة فى نقل الحفل إلى أوسع دوائر التلقى وكان حجم التفاعل من المشاهدين فى مصر والوطن العربى، ودول العالم.
حفل الأساتذة هو بداية يلبى مطالب جمهور واسع، يعيش على ذكريات حفلات أضواء المدينة والموسيقى العربية وغيرها من الحفلات، وهو جمهور يتابع ويقبل على حفلات فرق الموسيقى العربية وحفلات الأوبرا، ومحكى القلعة وقنوات الغناء القديم والمعاصر، التى تحظى بمتابعة ومشاهدة كبيرة من قبل كل الأعمار وفى مقدمتهم الشباب، بل إن هناك شبابًا ينتشرون فى فرق جوالة أو ثابتة، ويقدمون موسيقى مؤلفة، أو يعيدون عزف وغناء أغنيات التراث.
قدم النجم مدحت صالح، خلال حفل الأساتذة، أغانى للراحل محمد فوزى، منها «يا جميل اللى هنا» و«تملى فى قلبى»، وأغانى العندليب عبدالحليم حافظ، منها «قولوا له الحقيقة» و«يا هلى يا هلى» و«فوق الشوق» و«صافينى مرة»، و«أسمر يا أسمرانى»، كما غنى «حمّال الأسية» لفايزة أحمد، و«مقادير» لسراج عمر، و«شفت بعينى» لمحرم فؤاد، واختتم حفله بأغنية «مصر التى فى خاطرى» لأم كلثوم.
ويرى مدحت صالح، أن فكرته عبارة عن حالة حب من المطرب تجاه أى ملحن مرتبط بأعماله حتى وإن لم يتعاون معه، لتكون للمطرب فرصة للغناء من ألحان لم يقدمها من قبل، مع حلم أن يستكمل زملائى الفنانون هذا المشروع، ولديهم الحرية المطلقة فى اختيار الألحان المفضلة لهم، وذلك بهدف تحديث والحفاظ على المكتبة الموسيقية والتراث الموسيقى.
حفل الأساتذة تم برعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وقناة الحياة، وحسب ما أعلنه الفنان خالد داغر رئيس دار الأوبرا عندنا أفضل موسيقيين وأعظم عازفين من خلالهم نعيد صياغة المكتبة الغنائية المصرية، ويعمل حاليًا عدد من الموزعين على تحضيرات هذا المشروع.
هذا الحفل بداية لسلسلة، وهناك مشروعات أخرى أو متشابهة لمطربين كبار آخرين، تمثل عملية إحياء تلبى مطالب جمهور متعطش ومتفاعل، مع هذا الفن، وكاشف أيضًا عن حقيقة مزاج جمهور يظلمه البعض عندما يزعم أنه يجرى وراء بعض أنواع الغناء الموسمية، بالطبع فإن التنوع فى الفن والغناء ميزة، لكن الأهم هو أن مصر بتراثها تمثل حالة خاصة، تتفاعل وتتقارب مع الغناء العربى والعالمى.
وهذا الإحياء يلقى دعمًا ودفعًا من الشركة المتحدة، ويستوعب كل التنوع الغنائى والفنى، وننتظر المزيد من هذه الحفلات من قبل كبار الفنانين والمطربين والموسيقيين الكبار، لأن الفن يستوعب التنوع والمواهب جميعًا.