قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه على الرغم من أن الفيضانات المدمرة فى الهند واليابان والصين وتركيا والولايات المتحدة قد تبدو أحداثا منفصلة، إلا أن علماء الأرصاد الجوية يقولون إن هناك عامل مشترك بينها، فالعواصف تشكل أجواء أكثر دفئا، مما يجعل هطول الأمطار الشديدة حقيقة أكثر تكرارا الآن. كما أن الارتفاع الإضافى فى درجات الحرارة التي يتنبأ العلماء بقدومه سيجعل الأمر أسوأ.
وتوضح الوكالة أن السبب فى ذلك هو أن الجو الأكثر دفئا يحتفظ برطوبة أكبر، مما يسفر عن عواصف تتسبب فى هطول مزيد من الأمطار التي يمكن أن تكون لها نتائج مميتة. وتتسبب الملوثات، وخاصة ثانى أكسيد الكربون والميثان فى ارتفاع درجات الحرارة. وبدلا من السماح للحرارة بالانتشار بعيدا عن الأرض إلى الفضاء، فإنهم يحبسونها بالكوكب.
وتذهب الوكالة إلى القول بأنه فى حين أن التغير المناخى ليس السبب وراء إطلاق العواصف للأمطار الهائلة، إلا أن تلك العواصف تتكون فى جو يصبح أكثر حرارة وأكثر رطوبة.
ويوضح رودنى واين، عالم الأرصاد الجوية فى فلوريدا أن درجة الحرارة 68 فهرنهايت، أي 20 درجة مئوية، يمكن أن يحمل ضعف المياه الموجودة عند درجة حرارة 50 فهرنهايت. فالهواء الساخن يتمدد بينما ينكمش الهواء البارد. ويمكن تشبيه الأمر بالبالون، فعندما يتم تسخينه فإن الحجم يصبح أكبر وأكبر، ومن ثم يمكن أن يحتفظ برطوبة أكبر.
ومقابل كل درجة حرارة مئوية ارتفاعا فى الجو، فإنها تحتفظ برطوبة أكثر بنحو 7%، ووفقا لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، فإن متوسط درجة الحرارة العالمية قد ارتفع على الأقل 1.1 درجة مئوية منذ عام 1880.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الفيضانات الكارثية التي تشهدها العديد من المناطق فى الولايات المتحدة كانت قبل 10 سنوات فقط تبدو شاذة، لكن هذا الأسبوع تحدث تلك الكوارث المناخية بشكل متزامن، حيث تسبب تغير المناخ فى ظروف مناخية قاسية، مما دفع حاكمة ولاية نيويورك كاثى هوكول إلى وصفها بالأمر العادى الجديد.
وعلى مدار الشهر الماضى، تصاعد دخان الغابات البرية الكندية ليغطى مدن كبرى حول البلاد، وضربت موجة حارة قاسية تكساس وأوكلاهوما وأغرقت الأمطار بعض المناطق فى شيكاغو.
وأوضح جيف بيرارديلى، عالم المناخ والأرصاد الجوية فى فلوريدا إن هذا ليس خيالا ليس لأن الجميع لديه الآن هواتف ذكية، إننا نشهد زيادة فى الطقس القاسى، وهذا يحدث بلا شك.
ومن المرجح أن يزداد الأمر حدة. فهذا العام، تسببت ظاهر النينو التي نشأت فى المحيط الهادى فى إطلاق حرارة إضافية فى الجزء، مما يشعل مزيد من الطقس شديد الحرارة حول العالم.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست إن ولاية فلوريدا الجنوبية لا تشهد فقط موجة حر قياسية، بل إن مياه المحيط المحيطة بها ترتفع أيضا، وهذا الدفء غير المسبوق لمياه المحيط حول الولاية، والمرتبطة بدفء تاريخى فى مياه المحيطات حول العالم، ترفع بشكل أكبر من حدة موجة الحر ويضغط على الشعاب المرجانية بظروف يمكن أن تسفر فى النهاية عن تعزيز الأعاصير.
وتشهد أغلب ولاية فلوريدا عامها الأكثر دفئا على الإطلاق، حيث ترتفع درجات الحرارة ما بين 3 إلى 5 درجات مئوية عن معدلاتها الطبيعية، فى حين شهدت بعض المواقع تسجيل أرقام قياسية منذ بداية العام، فإن الطقس الأكثر حرارة يأتي مصحوبا بقبة حرارية على الولاية فى الأسابيع الأخيرة، مما جعل مياه السواحل أكثر دفئا بشكل هائل.