فى ظل اشتعال المعركة فى أوكرانيا، وتدفق الأسلحة الغربية إلى كييف، تلقى الجيش الروسى مجموعة كبيرة من الأسلحة من جماعة فاجنر التى توصلت إلى اتفاق مع موسكو بعد محاولة فاشلة للتمرد المسلح قام بها زعيمها فى أواخر الشهر الماضى.
وذكرت تقارير أن الجماعة التى يقودها يفجينى بريجوجين، سلمت أسلحتها وذخائرها لوزارة الدفاع الروسية. وجاء هذا بعد أسبوعين من استحواذ المرتزقة على الانتباه العالمى لمحاولتها للانقلاب على موسكو والتى لم تستفر سوى ساعات قليلة قبل أن تسفر عن اتفاق بين الكرملين وبريجوجين ورئيس بيلاروسيا الكسندر لوكشينكو، الذى يعد أقرب حلفاء بوتين.
ووفقا لمنشور على التليجرام من قبل وكالة ريا نوفوستى الروسية، فإن الاتحاد الروسى، واتساقا مع الخطة تلقى أكثر من ألفى قطعة من العتاد والاسلحة تشل المئات من الدبابات ونماذج عديدة من منصات إطلاق الصواريخ المتعددة ومنظومة دفاع جوى، ومدفعية محمولة وحافلات أفراد مدرعة من فاجنر، كما حصل على 2500 طن من الذخيرة، وحوالى 20 ألف سلاح صغير.
وذكرت التقارير أن المعدات التى تتكون من عشرات الوحدات التى تقول روسيا إنها لم تستخدم فى القتال من قبل، وتم تسليها إلى المناطق الخلفية للوحدات العسكرية، حيث تقوم وحدات الإصلاح والترميم التابعة للقوات المسلحة الروسية بالصيانة والتحضير للاستخدام.
وتقول وكالة رويترز إنه إذا كان التسليم حقيقيا، فهو أكثر علامة ملموسة حتى الآن على انسحاب الجماعة الروسية الخاصة من العمليات القتالية فى أوكرانيا. وياتى هذا فى أعقاب تقارير تحدثت عن لقاء بوتين ببريجوجين وقادة فاجنر.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الإدعاء الخاص بالعتاد غير المستخدمة من شانها التقويض على ما يبدو من شكاوى بريجوجين من أن وزارة الدفاع الروسية حرمت فاجنر من الذخيرة خلال هجماتها شرق أوكرانيا. وكتب مراسل الحرب الروسى ألكسندر سلادكوف يقول "ما هى كلمات بريجوجينم بأنهم لم يقدموا ذخيرة؟ بالإضافة إلى ذلك، كان لدى فاجنر مستودعين فى روسيا، كما أنهما يخضعان لسيطرة وزارة الدفاع. هناك أكثر من 1100 طن ذخيرة فى فورونيج وحدها. وإذا قمنا بترجمة الرقم الأخير إلى قذائف، فإن 110 طن يساوى تقريبا 25 قذيفة. لكن أنصار بريجوجين دافعوا عنه قائلين إن مثل هذه الكمية ستستهلك في ساحة المعركة في غضون أيام.
وقال خبراء فى الشأن الروسى لمجلة نيوزويك إن هناك نوعا من تخفيف الموقف تجاه فاجنر وبريجوجين من جانب الكرملين، خاصة بعد الاجتماع فى وقت سابق بينهما، الذى ربما كان نوعا من المصالحة، لكنه لس كافية لتوطيد علاقتهم التى كانت وثيقة الصلة. وأشار الخبراء إلى أن إعلان وزارة الدفاع الروسية بشان تسليم الأسلحة، وفى نفس يوم قمة الناتو، ربما كان جزءا من محاولة تهدئة مواطنيها، لكن هذا لا يعنى أنه قد تت مسامحة بريجوجيم وفان فاجنر ستعود كما كانت من قبل. لكنه قد يعنى أنه لن يتم تدمير الجماعة، ولن يتعرضوا للضغط بالشكل الذى يتوقعه الخبراء والصحفيون.