تستضيف مصر، اليوم، الخميس، مؤتمر قمة دول جوار السودان، لبحث سُبل إنهاء الصراع الحالى والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، لتسوية الأزمة فى السودان بصورة سلمية، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة.
من جانبها علقت الناشطة الحقوقية السودانية والمتخصصة فى مجال قضايا المرأة والتنوع الاجتماعى، سامية أحمد نهار، "لـ "انفراد"" على استضافة مصر لمؤتمردول جوار السودان، قائلة إنها مبادرة جيدة جدا ومقبولة ونحن سعداء بها.
ولفتت إلى أنها ليست غريبة على مصر لأنها الشقيقة والقريبة إلى السودان سواء بالبعد الجغرافى أو البعد الإنسانى، و"نشكر الدولة المصرية والرئيس، وممتنين جدا ونتمنى أن تسفر القمة اليوم عن وقف هذه الحرب الدائرة".
وحول سبل حل الأزمة السودانية، قال الناشطة الحقوقية السودانية فى تصريح خاص "لـ "انفراد""، حل الأزمة يكمن فى اقناع طرفى النزاع بأن التفاوض لابد منه، نرجو أن تسير الأمور نحو التفاوض واقناع الاطراف بوقف اطلاق النار وايصال المساعدات الانسانية وايجادج حل سياسي.
وبشأن الجهود المصرية، قالت الناشطة السوجانية بالنسبة لى ولكثير من السودانيين مصر تسعى جادة لوقف الحرب ونعلم أنها سعت بكل ما تؤت من مساعى حميدة للحل، مشيرة إلى أن استقرار السودان وآمنة مرتبط باستقرار مصر وأمنها.
وأكدت على أن "لاشك أن الدور المصر لحل الأزمة السودانية دور صادق"، قائلة: "نثق بأن مصر سعت بكل صدق ولوقف الحرب وان يعود الاستقرار للسودان باعتبار أن استقرار البلدين وآمنة مرتبط ببعضهم البعض".
وقالت نهار، إن مصر فتحت حدودها أمام السودانيين، ونزح اليها إعداد ضخمة واستضافت اطفال ونساء، وكانت الإعداد أكبر من طاقتها ونعلن أن ذلك وهو ما يشكل ضغط اقتصاديا عليها، استقبلت ما يكفى من النازحين وقدمت المساعدة والشعب السودانى هو الأقرب إنسانيا وعاطفيا، وأكدت: "عندما نأتى إلى مصر نشعر أننا فى بلدنا الثانى"، وونأمل بأن تذلل الصعاب لباقفى السودانيين على المعابر.
وقال نهار: "أشكر الشعب المصرى وأشكر الرئيس المصرى وأشكر ما تقوم به مصر للسودان ونأمل لمصر التقدم والاستقرار".
وأكدت على أن تدخل مصر منذ بداية الحرب بعد شهر إبريل الماضى لإيجاد حلول، كان تدخلا إيجابيا، قائلة: "كان واضح للشعب السودانى أن مصر سعت لإيجاد حلول، سعت منذ بداية الحرب لإنهائها، وقبل الحرب أيضا لم تقصّر فى شئ، فنحن السودانيين دخلنا مصر قبل الحرب للعلاج والدارسية ولا يوجد شك فى هذا".
بدورها أشادت منظمات أهلية سودانية بمصر لاستضافتها قمة "دول جوار السودان" لإيجاد حلول سلمية للأزمة.
وأصدرت مجموعة من السيدات السودانيات يمثلن 53 منظمة من منظمات المجتمع المدنى فى السودان بيانًا يعربن فيه عن شكرهن لمبادرة القيادة المصرية لاستضافة مؤتمر قمة دول جوار السودان لإيجاد حلول سلمية للأزمة وتقديرهن لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية للأطفال والنساء السودانيات.
وأشارت السيدات السودانيات، إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 (2000) والصكوك الدولية والإقليمية الأخرى ذات الصلة، التى تنص على أهمية دور المرأة فى منع الصراعات وإدارتها وحلها، وبناء السلام وحفظ السلام، والاستجابة الإنسانية والإعمار بعد انتهاء الصراع، وندعو إلى حماية النساء والفتيات من العنف، ولا سيما العنف الجنسى المرتبط بالنزاع المسلح.
وأعربت السيدات السودانيات عن تقديرهن لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة المصرية للنساء والأطفال السودانيين على وجه التحديد عبر الحدود المصرية السودانية، وللجهود المصرية الرامية إلى استقبال النساء والأطفال السودانيين بعد بداية الحرب، وتقديم الخدمات الإنسانية لهم، وللإمكانيات الكبيرة للقيادة النسائية ومشاركتها ودورها فى الوساطة وفى تحقيق السلام المستدام وتعزيز استمراريته.
كما حثت السيدات السودانيات دول الجوار على حماية النساء والفتيات فى السودان، وإشراكهن فى عملية السلام وحمايتهن من العنف والاستغلال الجنسى وتمكينهن من الحصول على الضروريات الأساسية.
ونوهت السيدات السودانيات بالعواقب بعيدة المدى للحرب على النساء والفتيات وأثرها الدائم على حياتهن، وأعربن عن إدراكهن أن المرأة السودانية أظهرت أنه حتى فى أصعب الظروف، يمكنها أن تكون مرنة قوية وقيادية للتغيير الإيجابى والسلام المستدام.
وشددت السيدات السودانيات على ضرورة تقديم الإغاثة إلى النساء باعتبارهن أكثر الفئات ضعفًا فى الصراعات المسلحة، بما فى ذلك تيسير وصولهن الكامل إلى المساعدة الإنسانية، شاكرات جميع البلدان المجاورة لفتحها حدودها واستضافتها الشعب السودانى وخاصة النساء والأطفال والمسنين والجرحى والمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وكذلك الشكر على تقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين داخل السودان وعلى بذل الجهود لدعم الشعب سودانى فى بلاده.
وأقرت السيدات السودانيات بأهمية الدول المجاورة فى النظر فى تأثير حرب السودان على بلادهم التى تتجاوز استضافة اللاجئين، مشيرات إلى اتفاقات السودان التجارية باعتباره موردًا رئيسيًا للأغذية فى البلدان المجاورة، فالسودان من أكبر البلدان التى تصدر الماشية والمنتجات الزراعية والمعادن، ضمن بلدان أخرى.
وأعربت السيدات عن الخوف من استمرار الحرب التى يمكن أن تؤدى إلى تدفق الجماعات الإرهابية فى السياق السودانى الهش حاليا، الأمر الذى يؤثر على السودان والبلدان المجاورة كتهديد لأمنها القومى وقد يتطور إلى تهريب الأسلحة والسلع الاستراتيجية والمخدرات والاتجار بالبشر والهجرة غير المشروعة عبر الحدود فى حالة استمرار الحرب.
وأكدت الدور الهام للدول المجاورة فى استقرار السودان والدور الهام للسودان فى استقرار الدول المجاورة، وكذلك تقديرهن لاعتزام القمة على إنشاء آليات لحل الأزمة فى السودان بالوسائل السلمية.
وحثت البلدان المجاورة على إنشاء آليات من أجل وضع حد للحرب دون مزيد من الهدن التى ثبت عدم فعاليتها واقتراح سبل لإنهاء الصراع المسلح بآلية رصد واضحة فى جميع أنحاء السودان، وضمان أمن المدنيين حيث تنسحب القوات العسكرية من المدن وإخلاء المنازل والأماكن للسماح بالعودة الفورية للسودانيين من البلدان المجاورة، وحماية المدنيين، بمن فيهم النساء والفتيات من أى شكل من أشكال العنف، ولا سيما العنف الجنسى المتصل بالنزاعات، وكفالة إيصال المساعدة الإنسانية فورا إلى المتضررين داخل السودان وفى البلدان المجاورة.
ودعت السيدات السودانيات قيادات البلدان المجاورة إلى تيسير تأشيرة دخول السودانيين الذين يحتاجون إلى الإجلاء الطبى والمسنين والنساء والأطفال الذين تقطع بهم السبل على الحدود. والمساهمة فى إصلاح الهياكل الأساسية للخدمات الاجتماعية والاقتصاد ودعم المنظمات النسائية فى السودان لتقديم خدمات مثل المشورة والدعم القانونى والرعاية الصحية للنساء المتضررات من الأزمة. والتأكيد على أهمية تنسيق جميع المبادرات الرامية إلى دعم السودان للتغلب على أزمته من أجل ضمان سلام شامل وعادل ودائم فى السودان، مع الدعوة إلى عدم نسيان محنة النساء والأطفال السودانيين.