تتوالى الأزمات بينإسبانيا وجبل طارقمع مرور 300 عام على سيطرة بريطانيا عليه، فرغم أنه مكان صغير إلا أنه يمثل أهمية جيوسياسية كبيرة، ولذلك فيستمر صراع إسبانيا مع جبل طارق حتى الآن.
وانفجرت الأزمة الأخيرة بين إسبانيا وجبل طارق حول خفض الضريبة الجمركية، حيث اعربت الحكومة الإسبانية عن رفضها لاقتراح جبل طارق بفرض ضريبة بنسبة 10% فقط مقابل 21% النسبة المئوية لضريبة القيمة المضافة المطبقة فى إسبانيا، أى بفارق 11%، واعتبرت وزارة المالية نسبة ما تسمى بضريبة المعاملات، إنها غير كافية تماما، وهذه الأزمة تضاف إلى سلسلة أزمات بين إسبانيا وجبل طارق منذ عقود، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن حكومة جبل طارق يجب عليها الالتزام بنفس التعريفات الجمركية والسياسية والتجارية التى يتبعها الاتحاد الأوروبى، والتى تشمل الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة، مع الالتزام بالقيود التى تم وضعها لأسباب أمنية.
وأوضحت الصحيفة، أن المحادثات بين المفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة حول الأزمة بين إسبانيا وجبل طارق لتشكيل معاهدة دولية توقفت بالفعل، وذلك بسبب الاختلافات فى المسائل الضريبية والجمركية حول ضريبة القيمة المضافة والضريبة الجديدة التى يجب على جبل طارق تفعيلها لتطبيق اللوائح الجمركية.
ى مجال الجمارك، على وجه التحديد ووفقًا للاتفاق الإطارى، يجب أن تتضمن المعاهدة المستقبلية "حلًا مخصصًا" لجبل طارق وإسبانيا لتجنب "التشوهات فى السوق الداخلية، ولا سيما فى اقتصاد المنطقة المجاورة"، كما يُفهم من هذا الأخير على أنه كامبو دى جبل طارق.
وتثير المنطقة التى حصل عليها البريطانيون سنة 1713 بناء على معاهدة اوتريشت ولا تتجاوز مساحتها سبعة كيلومترات مربعة ويسكنها ثلاثون ألف نسمة، توترا مزمنا بين المملكة المتحدة وإسبانيا التى تطالب بالسيادة عليها.
وازدادت أهمية المضيق الاستراتيجية نظرا لوضعه الدولى الذى يسمح منذ 1982 لكل بلد يحلق فى أجوائه ويعبر مياهه الإقليمية، بما فيها الغواصات، بالمرور من دون إبلاغ الدول المجاورة أى إسبانيا والمغرب.
وباقل من 200 عسكرى لا يزال نشاط القاعدة البحرية البريطانية متواصلا دون توقف، حيث أنها نقطة توقف دائمة للبوارج الحربية والغواصات النووية البريطانية وكذلك الاميركية لدى خروج وعودة الدوريات إلى المتوسط".
وكانت العلاقات الإسبانية البريطانية تقف على هامش أزمة كبيرة بسبب اتهامات تتعلق بالسيادة، حيث تقول سلطات جبل طارق، المنطقة المتمتعة بحكم ذاتى والتابعة للتاج البريطانى، أن عناصر من الجمارك الإسبانية أطلقوا النار على أراضيها، فى حين تتحدث مدريد عن هجوم بالحجارة استهدف عناصرها حين كانوا يطاردون مهربين للسجائر، طالبة بتوضيحات وبفتح تحقيق.
اتهمت جبل طارق إسبانيا بارتكاب "انتهاك صارخ للسيادة البريطانية" بعد واقعة على أحد شواطئها تعرض خلالها عناصر فى الجمارك الإسبانية لهجوم من قبل المهربين، وأطلقت خلالها أعيرة نارية.
سيطر البريطانيون على صخرة جبل طارق الشهيرة لأكثر من ثلاثة قرون، وهو مكان صغير، ولكنه ذو أهمية جيوسياسية كبيرة منذ زمن الفينيقيين، وبعد قرون، فى عام 711 م، هبط جيش طارق بن زياد على الصخرة ليبدأوا غزو شبه الجزيرة. لاحقًا، ضم الملوك الكاثوليك جبل طارق إلى تاج قشتالة عام 1501.
على رغم تخلى إسبانيا عن جبل طارق لبريطانيا فى عام 1713، كثيرًا ما سعت مدريد لاستعادة هذه المنطقة التى يدور نزاع شائك حولها منذ عقود.
وبلغت التوترات ذروتها فى عام 1969 حين أغلق نظام الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو الحدود التى لم تفتح بالكامل إلا فى عام 1985.
ويرى خبراء أن منطقة جبل طارق التى تقع على مشارف افريقيا غير المستقرة سياسيا وعلى طريق الشرق الاوسط وتسبب توترا بين مدريد ولندن، قاعدة استراتيجية مجهزة بمنشآت عسكرية واستخباراتية اساسية بالنسبة للبريطانيين.
وتثير المنطقة التى حصل عليها البريطانيون سنة 1713 بناء على معاهدة اوتريشت ولا تتجاوز مساحتها سبعة كيلومترات مربعة ويسكنها ثلاثون الف نسمة، توترا مزمنا بين المملكة المتحدة وإسبانيا التى تطالب بالسيادة عليها.
وأوضح أليخاندرو ديل فايى الاستاذ فى القانون الدولى الخاص فى جامعة قادش "لا تنسى أن قسما كبيرا من جبل طارق قاعدة عسكرية جوية وبحرية اساسية تقف وتصلح فيها الغواصات النووية وكذلك قاعدة استخباراتية".