توقفت الحياة بمنطقة "نويبع - طابا" السياحية، بعد أن سجلت نسب إشغالات الفنادق "صفر" خلال الفترة الماضية، وطالب أكثر من 50 مستثمر سياحى بالمنطقة، الرئيس عبد الفتاح السيسي النظر بعين العطف إلى مشكلة القطاع بعد التقصير الحكومى فى تلبية متطلبات التنمية فى تلك المنطقة التى تعتبر البوابة الأهم التى تعتمد عليها السياحة المصرية فى جذب نحو 25% من عدد السائحين التى تستقبلهم مصر سنويا.
قال سامى سليمان، رئيس جمعية مستثمرى نويبع – طابا، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن هناك أزمات عديدة تعانى منها المنطقة وتضع حوالى 15 مليار جنيه استثمارات مصرية فى خطر، أبرزها تعنت البنوك المحلية فى إنقاذ الفنادق من شبح الإفلاس مما أدى إلى تعرضها لخسائر اقتربت من 500 مليون جنيه، وعدم التزام شركات قطاع التأمين لتعويض مشاكل الإرهاب والسيولة التى تعرضت لها المنطقة مؤخرا.
وأضاف "سليمان"، أن من حقنا على رئيس الجمهورية أن يسمع صوت المستثمرين فى المنطقة الذين يمتلكون حلولا تخرج مصر من جميع الأزمات التى تواجه السياحة، وتجذب مليارات الدولارات إلى مصر فى وقت قياسى، مشيرا إلى أن إغفال الحكومة عن سماع الحلول العملية من رجال الأعمال هو السبب الرئيسى فى تدهور الوضع الإقتصادى وفشلها فى حل المشاكل التى تواجهنا.
وطالب سليمان من الرئيس السيسي طمأنة جميع مستثمرى المنطقة الذين أغلقوا مشروعاتهم الفندقية بسبب سوء تعامل الحكومة معهم وعدم طمأنتهم وإعطائهم الأمل فى حل المشاكل التى تواجه المنطقة التى أصبحت فى مهب الريح بعد أن خلف البنوك وعودهم مع المستثمرين هناك حتى أغلقوا فنادقهم وأغفلتها وزارة النقل حتى أصبحت جميع الطرق لا تصلح للسير على الأقدام وطاردتهم المحليات والضرائب حتى هجروا مشروعاتهم بدلا من البقاء فيها للحفاظ عليها.
وأوضح، أن عددا كبيرا من المشروعات السياحية توقفت بسبب انسحاب البنوك الوطنية من المنطقة، رغم أن تلك المنطقة تحتاج إلى الاستثمار القومى، فى غياب المستثمرين العرب والأجانب، وهو ما يعتبر علامة استفهام كبيرة.
وأضاف رئيس جمعية مستثمرى نويبع طابا، أن عددا كبيرا من قيادات البنوك أجروا زيارة إلى المنطقة وتعرفوا على كافة الإمكانيات السياحية التى لديها، مطالبا من رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل أن تحصل منطقة نويبع طابا على نصيبها الذى تستحقه من الاهتمام، علما بأن المنطقة بجوار منفذ العقبة بالأردن وإيلات وهى تعتبر مناطق تجمع لعدد كبير من السياحة الدولية.
وأكد سليمان أن المستثمرين لا يطلبون معونة ولكن يحتاجون إلى حلول غير تقليدية للقضاء على المشاكل التى تعوق الاستثمار السياحى، ومن بينها مشاكل الطرق ومخرات السيول والتنظيم الأمنى فى مثلث نويبع طابا والعقبة وإيلات.
وأضاف، أن جميع مستثمرى الجمعية استنكروا الإجراء الذى اتخذه وزيرا السياحة والطيران برفع المنطقة من على خريطة المواسم السياحية، خاصة فى الرحلات السياحية التى تدعمها الحكومة للمواطنين فى الأعياد والمواسم الرسمية من أجل إنعاش السياحية التى تدهور حالها فى الفترة الأخيرة، رغم احتوائها على إمكانيات سياحية وترفيهية هائلة لا تقل عن مدن شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان.
ودعا "سليمان"، وزيرى السياحة والطيران لزيارة المنطقة للإطلاع على أهميتها السياحية والإستراتيجية لمصر، وللتأكد من أنها تعتبر البوابة الرئيسية التى كانت تعتمد عليها الحكومات السابقة فى جلب حوالى 25% من السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر.
حذر رئيس جمعية مستثمرى منطقة نويبع - طابا، من أكبر خطر اقتصادى يواجه السياحة المصرية فى المنطقة بعد توقف ما يقرب من 4.5 ملايين سائح عالمى كان من المقرر دخولهم مصر هذا العام من تلك المنطقة، إلا أن توجهات الحكومة وتعنت أجهزتها حولت مسارهم إلى المناطق المجاورة فى إسرائيل والأردن.
وأكد أن الحكومة يجب أن تدرك بأن الاستثمار فى طابا نويبع هو أمن قومى من الدرجة الأولى حيث أنها تعتبر من أكبر الكنوز السياحية فى العالم، حيث تضم عدد 4 موانئ مقسمين إلى مينائى بحريين هما (ميناء نويبع – ميناء طابا هايتس البحري) بالإضافة إلى ميناء طابا البرى، وميناء طابا الجوى، بالإضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية أبرزهم " طابا – أبو جالوم" وقلاع " نويبع – والترابين – وصلاح الدين".
وتقع منطقة نويبع طابا على شريط ساحلى لا يتجاوز طوله 70 كيلو متر وتطل على 4 دول، كما تضم منطقة نويبع طابا حوالى 70 فندق وقرية سياحية بحجم استثمارات يتجاوز 50 مليار جنيه مصر مغلق منها حوالى 90% من عدد الفنادق الموجودة فى المنطقة.
تعتبر تلك المنطق أهم بوابة سياحية لمصر فى الوقت الحالى ومن أهم المعالم السياحية فى العالم التى يجب أن تدركها الحكومة المصرية بأهمها " دير سانت كاترين – والمنطقة التى كلم الله فيها موسى وهى جبل موسى".