في تصريحات ربما تكون الأخيرة ، وبعد اعلان اعتزامه الاستقالة في التعديل الوزاري المقبل ، تحدث وزير الدفاع البريطاني بن والاس عن دعم بلاده لاأكرانيا في حربها ضد روسيا وعن خطط تسليح الجيش البريطاني وعن الإرث الذي سيتركه للبلاد بعد تركه للمنصب.
وحرص وزير الدفاع البريطاني قبل مغادرته علي تقديم رؤيته لما يجب أن يكون عليه الجيش البريطاني ، مستعرضاً في الوقت نفسه ما اقدم عليه من إنجازات خلال فترة توليه المنصب التي قرر إنهائها بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول كون بريطانيا "شركة امازون للسلاح" بالنسبة لاوكرانيا.
وقال وزير الدفاع البريطاني إن بريطانيا يجب أن تدفع مقابل تسليح أوكرانيا وانها سترسل دبابات لكنها لن ترسل المزيد من القوات.
ووفقا لما نشرته صحيفة التليجراف البريطانية، قال بن والاس إن عكس التخفيضات في حجم الجيش كان سيعني إرسال قوات إلى المعركة مجهزة باسلحة قديمة بدلاً من أسلحة عالية التقنية بسبب قيود ميزانية الدفاع.
وتحدث والاس عن استراتيجية قيادة الدفاع والتي تم تحديثها بعد نشرها الأصلي في عام 2021 في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وتحدد الورقة كيف سيتم تحديث الجيش والتكيف مع "الصورة العالمية المتغيرة" وكذلك إعطاء الأولوية للاستثمار في العلوم والتكنولوجيا.
وقال والاس إن وظيفته تتمثل في جعل الجيش "مناسبًا" إذا رغبت الدولة في توسيع قواتها المسلحة في المستقبل.
وتتعهد الاستراتيجية باستثمار 2.5 مليار جنيه إسترليني في المخزونات لتحسين استعداد القوات المسلحة لخوض الحرب. وسيتم تخصيص 400 مليون جنيه إسترليني لتحديث أماكن الإقامة للعائلات الخدمية.
كما تتعهد بأن يصبح الجيش قوة عظمى في مجال العلوم والتكنولوجيا من خلال تعزيز قدراته في مجال الروبوتات ، والتعزيز البشري ومدافع الليزر.
تكنولوجيا الحرب
تحدث وزير الدفاع البريطاني عما أطلق علية "قوة الحرب الالكترونية" قائلا: "إن استخدام الحرب الإلكترونية إما لتكون بمثابة فخ أو لتكون بمثابة دفاع أصبح أمرًا مهمًا حقًا ، لذا فهي ترتفع في قائمة الأولويات".
وقال والاس إن أوكرانيا أصبحت معمل تجارب لتكنولوجيا القتال، مشيرا إلى أن الاستراتيجيات أيضا اختلفت حيث ركزت على استخدام مدفعية "النيران العميقة" ، وأبلغت بقرار سحب المدافع القديمة عيار 155 ملم وإدخال بدائل جديدة.
وقال "لقد شهدنا تحولا في الأجيال علي نطاقات مدفعية نيران العميقة كان للمدفع عيار 155 ملم مدى يتراوح بين 22 و 25 كيلومترًا تقريبًا لمدة 50 عامًا .. ومع الجيل الجديد ستحصل على مسافات تصل إلى 60 كيلومترًا في المستقبل. لذلك اتخذت قرارًا بالتخلص التدريجي من عيار 155 ملم القديم".
ووفقا للتقرير، لعبت المدفعية دورًا مهمًا لكلا الجانبين في أوكرانيا. ومع ذلك ، قلصت القوات المسلحة البريطانية من قوتها المدفعية منذ نهاية الحرب الباردة، وقال والاس: "في نهاية الحرب العالمية الثانية ، كان 35% من الجيش مدفعية. الآن ، حوالي 8% فقط للنيران العميقة لذلك هو شيء نحتاج إعادة التوازن فيه"
وأعلن بن والاس سابقًا أن عدد الجنود المدربين تدريباً كاملاً سينخفض إلى 73 الف بحلول عام 2025 - وهو أصغر حجم على الإطلاق، انخفاضًا من 82 الف.
وقال: "لست مستعدًا لخفض القوات المسلحة بنحو 5 مليارات جنيه إسترليني سأعود إلى 82000 لكن عليك أن تزود هؤلاء الجنود بأماكن إقامة للأزواج ، وثكنات ، ونظارات رؤية ليلية ، وخوذات ، وبنادق ، وأي معدات ستمنحهم إياهم إذا كانت مجموعة قتالية ، فهل ستشتري 300 عربة مدرعة أم سأعطيهم أسلحة قديمة؟ أعني ، هذا هو الخيار ".
إرث بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني
وكان لوزير الدفاع البريطاني بن والاس دور رئيسيًا في رد المملكة المتحدة على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حديثه عن البصمة التي كان يأمل في تركها في وزارة الدفاع ، قال والاس لبي بي سي إن رئيس الوزراء ريشي سوناك أعطى وزارته "إرثًا ضخمًا بقيمة 24 مليار جنيه إسترليني" وقال: "لقد أتيت ، وحققنا زيادة حقيقية في إنفاقنا الدفاعي".
كما حذر من أن الصراع في أوكرانيا كان بمثابة تذكير بأن "هناك أناس أشرار يريدون فعل أشياء سيئة لبريطانيا وحلفائها".
وقال والاس، إن إرثه لن يتحدد بالإشراف على التخفيضات في حجم الجيش: "إرثنا هو قوات مسلحة أكثر حداثة" ، مضيفًا أنه "لا جدوى من أن السفن مغلفة بالفقاعات ولا جدوى من وجود دبابات في المستودعات التي لا تعمل".
واضاف: "سيكون لديك قوة أكثر فتكًا وتمكينًا وأكثر انتشارًا عالميًا".
ويعتقد أن والاس أبلغ سوناك الشهر الماضي عن خططه للتنحي منصبه، وقالت مصادر لبي بي سي إنها تتوقع التعديل المقبل في سبتمبر ، لكن لم يتم تأكيد موعد.