ترك الانسحاب الروسى من اتفاق الحبوب الذى كان يضمن تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم عبر ممر إنساني فى البحر الأسود، تداعيات خطيرة لاسيما على البلدان الفقيرة، فيما طمأنة موسكو الدول الفقيرة التي تعد المستفيد الأكبر من تصدير الحبوب الأوكرانية، وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، استعداد روسيا لتزويد "الدول المحتاجة" بالحبوب مجانا.
وقال بيسكوف - في تصريح لوكالة أنباء "تاس" الروسية" - إن "روسيا تتمسك بموقفها في هذا الصدد، ونتواصل بشكل مستمر مع شركائنا الأفارقة، وستتم مناقشة إمدادات الحبوب من روسيا إلى إفريقيا في القمة الروسية الإفريقية المقررة في أواخر يوليو الجاري".
وأضاف أن "ما حدث مع صفقة الحبوب ليس ذنب السيد (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو) جوتيريش أو الأمم المتحدة، فنحن نقدر عاليا دور السيد جوتيريش في إبرام هذه الاتفاقيات ونقدر عالياً جهوده في محاولة إقناع الدول الأوروبية بالوفاء بالالتزامات، التي تعهدت بها.. للأسف، لم تلتزم الدول الأوروبية".
وتقول روسيا أنها ستعود على الفور إلى تطبيق الاتفاقية بمجرد تنفيذ طلبات الجزء الروسي منها، وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن روسيا أبلغت، أمس ، تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة برفضها تمديد اتفاقية الحبوب.
من جانبها قالت منظمة التجارة العالمية، أن البلدان الفقيرة التي تكافح مع تضخم أسعار الغذاء والطاقة أكثر المتضررين من إنهاء المبادرة، حيث إن أسعار تسليم القمح والذرة في المستقبل آخذة في الارتفاع بالفعل. لذلك حثت نجوزى أوكونجو إيويالا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية wto ، جميع الأطراف على بذل كل جهد ممكن للعودة إلى طاولة المفاوضات".
وفى الوقت الذى حذرت فيه روسيا من أن تنفيذ صفقة الحبوب بدون موسكو وبلا ضمانات، قال وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا أن كييف وواشنطن ستبذلان قصارى جهدهما لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا وآسيا وبقية العالم.
وأضاف كوليبا: "لقد شجبنا الضربة القاتلة التي وجهتها روسيا لمبادرة الحبوب الحيوية"، مؤكدًا أن أوكرانيا والولايات المتحدة لن تدخرا أي جهد لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا وآسيا وما وراءهما.
وحول تداعيات الانسحاب الروسي، قفزت أسعار القمح والذرة في أسواق السلع العالمية ويهدد انهيار الاتفاقية برفع أسعار المواد الغذائية للمستهلكين في جميع أنحاء العالم ودفع الملايين إلى الجوع.وقال البيت الأبيض إن الصفقة كانت "حاسمة" لخفض أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، والتي ارتفعت بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي.
واتفاق الحبوب هو وثيقة تم التوقيع عليها في 22 يوليو 2022، فى إسطنبول "بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. وتضمنت تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود لمعالجة نقص الغذاء العالمي، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى السوق.
وتعود أهمية الاتفاق فى كونه يسمح للحبوب الاوكرانية فى التصدير للعالم، وتعد كييف واحدة من أكبر موردي الحبوب حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.
وطالبت روسيا بخمس مطالب في إطار تنفيذ مذكرة روسيا - الأمم المتحدة الخاصة بصفقة الحبوب"، من بينها "إعادة ربط البنك الزراعى الروسي بنظام (سويفت)، وتوريد قطع غيار اللازمة للزراعة الروسية، وإلغاء حظر لوجستيات النقل والتأمين، وإعادة إحياء خط أنابيب الأمونيا "تولياتي - أوديسا"، وإلغاء تجميد أصول الشركات الروسية.