يميل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية الحالى للحداثة، رغم ما يواجهه من اعتراضات تيارات متشددة فى الكنيسة تتصدى لكل جديد، ولكن البابا يؤمن بالتطور، وواجه العام الماضى معركة شرسة بعدما استحدث طريقة جديدة لعمل زيت الميرون المقدس تختلف عما كان متبعًا من قبل وهو ما قوبل بغضب شديد.
القمص إبراهام عزمى مدير المكتب الإعلامى للبابا فى أمريكا، أعلن عن اختراع جديد لصناعة القربان المقدس قدمه يوسف بطرس أحد رعايا كنيسة العذراء والملاك بولاية كونيكتيكت بأمريكا، وتمكنت الماكينة الجديدة من إنتاج عدد كبير من القربان، بشكله التقليدى بالثقب والصليب والأختام التى يختم بها القربان فى الكنائس القبطية المصرية، وهو الأمر الذى لاقى ترحيبا من البابا ودعا إلى تعميمها على الكنائس.
ماكينة القربان لم تلق الاعتراض الذى واجهته طريقة صنع الميرون الجديد، حتى أن مينا أسعد مدرس اللاهوت الدفاعى بمعهد الكتاب المقدس و أحد الذين احتجوا على صنع زيت الميرون بالطريقة الحديثة اعتبر أن ماكينة القربان تستحق الإشادة لأنها راعت الأصول الأرثوذكسية حسب التقليد .
وأوضح أسعد فى تصريحات لـ "انفراد" أن اشتراطات صناعة القربان هى أن يكون من دقيق القمح النقى، وأن يكون خبزًا مختمرًا، وأن يكون خبزًا خاصًا له ما يميزه، وأن يكون خاليًا من الملح.
أما عن شكل القربان وفقًا للتقليد الكنسى فقال أسعد إن القربان يصنع على شكل مستدير، إشارة إلى قرص الشمس الذى تنبعث منه الحرارة والدفء رمز الإيمان السليم، كما أن الدائرة لا بداية معلومة لها ولا نهاية رمز السيد المسيح هو القائل عن نفسه أنا هو الألف والياء والبداية والنهاية.
و أهم ما يميز القربان وفقا لأسعد هو ثقب القربانة بخمسة ثقوب تمثل جراحات المسيح أى ثقبان فى اليدين وثقب فى القدمين وطعنة الحربة وإكليل الشوك ،و ثلاثة ثقوب على اليمين وثقبان على اليسار ثم يترك ليختمر ، على أن يُقطع العجين لتشكيل القربان ويختم بختم فى وسطه علامة صليب كبير نسبيًا وحوله اثنى عشر صليبًا إشارة إلى التلاميذ نواة الكنيسة الأولى مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية، وصليب المنتصف هذا يشير إلى السيد المسيح لذلك يُسمى الجزء الذى يحمل هذا الصليب فى منتصف القربانة " الإسباديكون " أى " الجزء الـول.
أما الإثنى عشر صليبًا المحيطة بصليب المنتصف تشير إلى الإثنى عشر رسولًا تلاميذ السيد المسيح وفى وضع الإثنى عشر صليبًا محيطين بصليب المنتصف إشارة إلى وجود السيد المسيح دائمًا فى وسط تلاميذه.
وفى وسط القربان يشير أسعد إلى وجود الثلاثة تقديسات عليها وهى صليب كبير نسبيًا وحوله إثنا عشر صليبًا وحولهم دائرة كتب خارجها "آجيوس أوثيؤس" `agioc `o :eocأى قدوس الله (ثلاث مرات تقديسات "قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحى الذى لا يموت"مكتوبة بشكل دائرى حول القربانة، وهى الصلاة التى نتلوها فى كل ساعة من ساعات المزامير (الأجبية) ،كما أنه من شروط صناعة القربان أن يقوم الصانع والمدعو (قرابنى) بتلاوة صلوات خاصة من المزامير أثناء الطبخ وهو أمر لا يتعارض مع الماكينة الجديدة .