يعانى العالم من موجة جفاف شديدة بسبب موجات الحرارة التى انتابت الولايات المتحدة وأوروباومناطق أخرى، والتى أدت إلى جفاف الأنهار وبحيرات، وكشف تراجع منسوب المياه عن بعض الكنوز والمواقع الاثرية التى كانت مدفونة تحت المياه.
ورغم أن مشكلة جفاف الماء يؤثر بشكل سلبي على المواطنين فى أوروبا، إلا أنه جائت بنتائج إيجابية عبر استقطاب السياح إلى تلك المنطقة، وذلك بعد تداول مشاهد للكنيسة الأثرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فى إسبانيا فقط ظهر 1700 موقع أثرى
كشف الجفاف الذى تعانى منه إسبانيا عن حوالى 1700 موقع أثرى فى منها بقايا مدينة ستونهنج الإسبانية، وأيضا عن نصب تذكارى صخرى يعود إلى 5000 عام، وظهور كنيسة أثرية تغمرها المياه، يعود تاريخها إلى عدة قرون، وتعد بين المعالم الأثرية الشهيرة فى إسبانيا، حسبما قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
وكشفت المياه المتراجعة عن أنقاض الكنيسة التى يعود زمنها إلى القرن الحادى عشر، وتقع فى قرية سانت روما دى ساو بالمنطقة الشمالية الشرقية من كاتالونيا، وكانت الكنيسة الأثرية مغمورة بالمياه منذ الستينيات عندما تم بناء سد قريب، وكان الجزء العلوى من برج جرس الكنيسة هو العلامة المرئية الوحيدة.
نصب تذكارى يعود إلى 7 آلاف عام
ظهر نصب تذكارى يعود إلى 7 آلاف عام، وهو عبارة عن آثار حجرية قديمة تشبه صخور "ستونهنج" فى بريطانيا، بعد انخفاض منسوب المياه فى بحيرة صناعية غربى إسبانيا، نتيجة للجفاف.
والموقع الأثرى يتكوّن من 140 صخرة نُظمت على شكل دائرة، وكان الموقع يستخدم على الأغلب كمعبد أو كمقبرة، إذ يضم أحجارًا طويلة مستقيمة تعلوها ألواح أفقية، فى شكل قبر ما قبل التاريخ.
وكانت تلك الآثار مغمورة تحت المياه فى مدينة قصرش غرب إسبانيا، بعد بناء سد وبحيرة صناعية فى المنطقة عام 1963، وكانت رؤوس بعض الأحجار تبرز فوق سطح المياه، لكنها المرة الأولى التى ينكشف فيه النصب بأكمله مع الانخفاض الكبير لمنسوب المياه فى البحيرة، ذلك أنها المرة الأولى التى يحدث فيها مثل هذا الأمر منذ أن أقيم السدّ قبل خمسين عامًا.
حمام سونة
وأدى الجفاف إلى ظهور أنقاض حمام "سونة" يعود إلى القرن العشرين بعد أن انخفض منسوب المياه بشكل كبير فى منطقة ساثيدون فى مقاطعة كاستيلا دى لا مانشا، حيث أن نقص الأمطار المتراكم والحرارة الشديدة أكثر من المعتاد يستمر للعام الثانى على التوالى فى اسبانيا، ويحذر الخبراء من استمرار هذا الوضع يجعل الأمر أكثر خطورة.
قبل عام، عندما لم يكن هناك نقص كبير فى هطول الأمطار، كانت الخزانات 48.2%، بزيادة نقطة مئوية واحدة عن ما سجلته هذا العام، عند 47.5%، ومع ذلك، فإن الوضع أكثر إثارة للقلق وتوضيحًا إذا ما قورنت هذه المستويات بالمستويات العادية للعقد الماضي.
وفقًا لأحدث نشرة هيدرولوجية منMITECO، بلغ متوسط تراكم الخزانات فى هذه السنوات العشر 67.1% فى نفس التواريخ. لذلك، ستواجه إسبانيا الصيف هذا العام بمياه أقل بنسبة 20% من المعتاد، وستواجه الخزانات الداخلية لكتالونيا وجواداليت بارباتى وجوادالكويفير أسوأ موقف، حيث يتجاوز العجز المائى فى احتياطياتها 30%.
قرية إسبانية
كان ملوك إسبانيا يقصدون القرية من أجل الراحة والاستجمام، ظهرت قرية إسبانية قديمة بعد انخفاض منسوب المياه فى أحد الخزانات بسبب الجفاف، والتى تسمى قرية سبا التى غُمرت فى المياه عام 1955 فى منطقة "لا إيزابيلا" ظهرت بعد جفاف مياه خزان بوينديا.
سفينة تعود للحرب العالمية الثانية فى كاليفورنيا
أعلنت خدمة الغابات الأمريكية اكتشاف سفينة تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية فى بحيرة شاستا التى جفت بفعل تغيير المناخ بولاية كاليفورنيا، وأطلق عليها اسم قارب هيجينز أو "قارب الأشباح" على فيس بوك، واكتشف المسؤولون أنه يحمل علامة "31-17" على جانبها، والتى قالوا إنها تأكيد على أن السفينة كانت مخصصة لنقل هجوم يو إس إس مونروفيا، وفقًا لخدمة الغابات الأمريكية.
إيطاليا: قنبلة من الحرب العالمية الثانية
أطول نهر فى إيطاليا، "بو"، هو مورد رئيسى للبلاد بأكملها، لكن هذا الصيف، كان جافًا حيث يواجه أسوأ جفاف له منذ 70 عامًا. فانخفضت مستويات المياه فيه الأمر الذى سمح بالكشف عن قطعة أثرية مغمورة وهى قنبلة تزن 1000 رطل تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.
اكتشف صيادون القنبلة الأمريكية الصنع، بالقرب من قرية بورجو فيرجيليو بشمال إيطاليا، بالقرب من مدينة مانتوا.
هذه ليست أول قطعة أثرية تاريخية يتم اكتشافها فى النهر، حيث أنه ظهرت بارجة طولها 164 قدمًا كانت تنقل الأخشاب خلال الحرب العالمية الثانية فى النهر وغرقت السفينة عام 1943.
حجارة الجوع فى أوروبا
ومن بين تلك الكنوز ما يُعرف بـ"حجارة الجوع"، وهى حجارة نحتت عند خط الماء فى الأنهار خلال موجات جفاف سابقة كتحذير للأجيال المقبلة مفاده أنه إذا ظهرت تلك الحجارة فوق الماء، فإن المصاعب تنتظرنا، معظم تلك الحجارة ظهر على ضفاف نهر "إلبه"، الذى يجرى من جمهورية التشيك وصولًا إلى ألمانيا.
أحد تلك الحجارة، والذى نُحت للمرة الأولى فى القرن الخامس عشر، ظهر على السطح فى عام 1616، عندما نحت عليه السكان المحليون عبارة "إذا رأيتمونى، ابكوا".
جسور فى إيطاليا وأوروجواى
وكشف منسوب المياه المنخفض فى نهر "التيبر" فى العاصمة الإيطالية روما عن آثار جسر قديم ربما بناه الإمبراطور نيرو حوالى العام 50 للميلاد، وتقع آثار الجسر القديم تحت موقع جسر حديث هو جسر "فيتوريو إيمانويل الثاني".
وأيضا تعانى أوروجواى من اسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 75 عاما والتى بسببها أدت إلى ظهور جسر كان مغمورا بالمياه منذ عقود،وعلق خبير الأرصاد الجوية نوبيل ثينسيروس "كان هذا الصيف جافًا جدًا على غير العادة، وكان تاريخيًا أحد أكثر فصول الصيف حرارة، مع درجات حرارة عالية جدًا".
وأوضح خبير الأرصاد أن ظاهرة النينيو، التى تزيد من احتمالية هطول الأمطار فوق المتوسط ، قد تأخرت قليلًا، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجفاف التى تمر بها البلاد.
كنيسة فى المكسيك
أدت موجة الجفاف، التى تشهدها المكسيك إلى ظهور كنيسة كاثوليكية رومانية شيّدت فى القرن الــ 16 من تحت نهر جريخالفا.
وكانت الكنيسة مغمورة بالكامل عندما تم بناء سد مالباسو فى ستينيات القرن الماضى، وعلى الرغم من أنها تظهر جزئيًا فى كثير من الأحيان عند تراجع مستويات المياه، إلا أن الجفاف جعلها مكشوفة تمامًا، ما جعل السياح يستمتعون بالتجول حول بقايا المبنى.
وغمرت المياه كنيسة سانتياغو ابوستول، التى أشرف على بنائها آباء دومينيكانيون قبل 5 قرون، عام 1966 خلال بناء سد لتوليد الكهرباء على نهر جريخالفا.