شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية بمدينة سان بطرسبرج الروسية، وتناقش القمة التى تشارك فيها 49 دولة أفريقية، سبل تنويع مجالات التعاون الروسى الأفريقى، كما تناقش صفقة الحبوب وجهود روسيا لدعم أسواق الغذاء العالمية.
بوتين: قدرات إفريقيا واضحة وحريصون على تعميق الصلات التجارية والإنسانية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنّ قدرات أفريقيا واضحة للجميع، حيث بيّنت معدلات نمو الناتج المحلي للقارة خلال السنوات الـ20 الماضية، تفوق أفريقيا الكبير، لافتا إلى أنّ عدد السكان يقترب من 1.5 مليار نسمة، تزيد بشكل أسرع مقارنة مع أى مكان في العالم.
وأضاف بوتين، خلال كلمته الافتتاحية في القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرج، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي نقلتها قناة: نمو الطبقة المتوسطة في أفريقيا يسبق المؤشرات المماثلة في معظم المناطق، وروسيا مهتمة وحريصة على تعميق الصلات التجارية والاستثمارية والإنسانية مع أفريقيا، بما يستجيب لحالات دولنا ويساعد على النمو والازدهار.
وتابع: «التبادل التجاري بلغ 18 مليار دولار في العام الماضي، وأنا على يقين أنّنا نستطيع زيادة حجم التبادل التجاري في المستقبل»، مشيرا إلى أنّه في النصف الأول من السنة الجارية نما حجم عمليات التصدير والاستيراد بالثلث.
رئيسة بنك التنمية بريكس: استخدام العقوبات لأهداف سياسية يؤدى لتدهور المسائل العالقة
وطالبت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل السابقة، ورئيسة بنك التنمية بريكس، بتوسيع البنية المالية، موضحة أن هناك الكثير من دول العالم تعانى من المشكلات، ولا تستطيع التوازن فى الاقتصاد الخاص بها.
وأضافت رئيسة بنك التنمية بريكس، خلال كلمتها بالقمة الروسية - الإفريقية، أن يعمل البنك على تنمية الشمول الاجتماعى، ويستوعب مشاريع مختلفة فى مجال التنمية، وأن كل دولة يحق لها تحديد ما تريده، لافتة إلى أن بنك التنمية بريكس يسعى لعمل مشروعات تنموية، لتحسين الأوضاع فى الدول، وزيادة مستوى المعيشة.
وكشفت أنه تم تنفيذ 98 مشروعًا بمقدار 35 مليار دولار أمريكي، وهناك تعاون مع البنوك الإفريقية المختلفة، موضحة أن استخدام العقوبات للأهداف السياسية ومحاولات توسيع الفضاء القانونى لبعض الدول إلى الخارج يدهور المسائل العالقة.
وأضافت: "نحن نوسع تشكيلة المساهمين فى بنك بريكس، ونوسع من مشاريعنا التى نمولها لتوطيد أقدامنا في المناطق الأخرى، ونريد أن نتعاون عن كثب مع جميع الدول الأعضاء فى البنك، ونود أن نبحث عن شراكات مع الدول وليس فقط عمل المشاريع، ونريد التعاون مع القطاع الخاص فى المشاريع ذات الأهمية الكبرى".
بطريرك روسيا يحذر من مناخ أخلاقى خطير: الغرب يزرع قيما باطلة فى العالم
حذّر بطريرك موسكو وعموم روسيا، البطريرك كيريل، مما أسماه «المناخ الأخلاقي الروحي بالغ الخطورة الذي يُجرى تشكيله بجهود البلدان الغربية»، مشددًا على أنّ تقديس الاستهلاك، والإباحية في كل شيء على أنّها حرية، وتدمير مؤسسة الأسرة التقليدية، ليس إلا قائمة غير كاملة للمآسي التي تغرسها منظومة القيم الغربية المزعومة.
وأضاف البطريرك كيريل، خلال كلمته في القمة الروسية الأفريقية الثانية، التي تستضيفها مدينة سان بطرسبرجأنّ هذا الخطر لم يطل روسيا وبلدان أفريقيا، ورغم الضغوط الشديدة، فإنّ أكثرية دول أفريقيا ترفض تشريع زواج المثليين والقتل الرحيم وغير ذلك من الخفايا.
وتابع أنّ كل هذه المواقف تأتي لتقرب مواقعنا، كما أنّ الدور الأفريقي في الشأن الدولي يتزايد باستمرار، مثل المبادرات الخاصة بصنع السلام للدول الأفريقية، ومشاركتها في حل القضايا القارية والعالمية.
وشدد على أنّه متيقن من أنّ بلاده وأفريقيا بإمكانهما أن يعرضا على العالم نمطا بناءً للعلاقات العادلة بين الشعوب، ولكن بعض الدول الغربية ما زالت تتأثر بماضيها الاستعماري، وهي تفكر بعقلية هذا الماضي، معربا عن أمنياته بتطوير العلاقات الطيبة بين بلاده وأفريقيا، بما يخدم تثبيت القيم التقليدية في العالم.
بطريرك موسكو: روسيا لم تتحدث بغطرسة مع شعوب أفريقيا.. وكنا داعمين لها دائما
وكشف بطريرك موسكو وعموم روسيا، البطريرك كيريل، إنّ القمة الروسية الأفريقية الثانية، حدث مهم في الحياة الدولية، وله أبعاد سياسية واقتصادية وروحية وثقافية، موضحًا: أنه رغم التباعد الجغرافي، شعوب بلداننا تربطها علاقات طيبة، وسر هذه الصداقة بسيط للغاية، فروسيا لم تنظر إلى أفريقيا على أنّها فضاء للحصول على الأرباح أو الاستعمار.
وأضاف البطريرك كيريل، «لم تتحدث روسيا مع شعوب أفريقيا بلغة الكبرياء والغطرسة، أو انطلاقا من موقف القوة، بل كانت تبدي التعاون والتضامن في أثناء النضال من أجل الاستقلال وتقرير المصير في الدول الأفريقية».
وتابع أنّ روسيا سعت بفعالية لتأييد ودعم الشعوب الأفريقية ثم عملت معها على خلق الحياة السلمية، وتطوير المشروعات العديدة في قطاع البنية التحتية.
وأوضح أنّ المشاعر الطيبة التي تربط روسيا وأفريقيا اختبرها الزمن، وأساسها يتمثل في تشابه إدراك الأسس الرئيسية لحياة البشر والوفاء للتقاليد والنظر للعائلة على أنّها اتحاد بين الرجل والمرأة، والحب والاحترام للتاريخ، مشددًا على أنّ هذه المبادئ مهمة جدا لدرجة أنّ بلاده مستعدة للدفاع عنها.