تحتفل مصر بمرور 60 عامًا على قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، نحاول فى هذا التقرير أن نرصد دور الفن فى توثيق تاريخ قناة السويس، من الحفر إلى إعادة الافتتاح، مرورا بالتأميم التاريخي.
الأفلام السينمائية
تناولت السينما المصرية تاريخ قناة السويس فى العديد من الأفلام لعل أبرزها فيلم "شفيقة ومتولى" الفيلم التاريخي الذي يتحدث عن حفر القناة وكيفية استدعاء عشرات آلاف من الشباب عن طريق السلطة للعمل بالسخرة في حفر قناة السويس.
''شفيقة ومتولي'' تم إنتاجه في عام 1978 بمشاركة كل من أحمد زكي، سعاد حسني، جميل راتب، وأحمد مظهر، وهو تأليف صلاح جاهين وإخراج علي بدرخان.
ويعد فيلم "بورسعيد المدينة الباسلة" ملحمة فنية رائعة، بدأ عرض الفيلم في 8 يوليو عام 1957 بسينما ''ريفولي''، وتم تصويره في بورسعيد وقت العدوان الثلاثي وعقب الانسحاب.
وتم تنفيذ الفيلم كاملا بإشراف من جانب الدولة، واجتمع بطل الفيلم الفنان الراحل فريد شوقي مع كل من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وأنور السادات للاتفاق.
وبعد ذلك أهدى فريد شوقي نسخة من الفيلم للرئيس الراحل عبد الناصر، وكتب عليها رسالة: ''زعيم الحرية جمال عبد الناصر''، ونشرتها جميع الصحف وقتها.
قال فيها: "إن اللحظات التاريخية التي اجتازها شعب مصر خلال العدوان الثلاثي الغاشم أثبتت للعالم أننا شعب مجيد، قاوم بربرية المستعمرين ببسالة، وسطر في التاريخ بنصره أروع مواقف البطولة وهو يكافح من أجل القيم الإنسانية والحضارة والمستقبل، ومن أجل أن يسود السلام والحرية والطمأنينة والخير."
"والفن المصري الذي كان مجرد وسيلة للتسلية في العهود البائدة، التي ساندت الاستعمار ضد الشعب، عرف دوره في هذه المعركة الوطنية فساهم ليصنع الساعات التاريخية بما وسعه الجهد، من أجل انتصار الإنسانية على البربرية، وانتصار الخير على الشر، وانتصار الحرية على الاستعمار. كان هناك دور ينتظر الفن، دورًا أكبر مما قام به خلال المعركة وهو يسجل وحشية المستعمرين وبربريتهم وخستهم وفظائعهم. قررت أن أنتزع للفن شرف القيام بهذه المهمة الجليلة، فأنتجت فيلم بورسعيد؛ الذي أقدمه اليوم مسجلًا فيه ما ارتكبته قوى البغي والعدوان من همجية وبربرية ووحشية.
"إن فيلم بورسعيد سيقول للعالم الحر المؤمن بحق الإنسان في أن يعيش في سلام، بأنه رغم ما ارتكبته قوات الاستعمار الغاشم في المدينة الباسلة بورسعيد، إلا أنها عاشت لتعلن العالم أن الحرية ستنتصر في النهاية. إننا نؤمن اليوم بأن الفن رسالة ضخمة في الطريق الذي تسعي إليه البشرية من أجل اقرار السلام والحب والطمأنينة والخير، ولهذا جندنا كل قوانا ومواهبنا لتحقيق هذا الهدف السامي."
وناقش الفيلم في فكرته الرئيسية العدوان الثلاثي وبسالة رجال مصر وبورسعيد بشكل خاص، ولكنه تطرق للعديد في مشاهده لتأميم القناة.
الفيلم من بطولة فريد شوقي، هدى سلطان، ليلى فوزي، شكري سرحان، زهرة العلا، أمينة رزق، حسين رياض ومن إخراج عز الدين ذو الفقار.
"الباب المفتوح" وهو الفيلم الذي تناول قصة تأميم القناة بشكل مُركز، وعُرض عام 1963، وقامت ببطولته فاتن حمامة مع كل من صالح سليم ومحمود مرسي وحسن يوسف، وهو إخراج هنري بركات ومأخوذ عن قصة للأديبة لطيفة الزيات، وحصل على جائزة أفضل فيلم من مهرجان ''جاكارتا'' السينمائي.
ومن أجمل أفلام الرائع أحمد زكى كان فيلم "ناصر 56" الفيلم الذي ركز على تأميم القناة السويس كواحدة من أهم إنجازات الرئيس جمال عبد الناصر، وقد قدم الفنان الراحل أحمد زكي دورا مميزا نال عليه اشادات النقاد والجمهور.
الفيلم من بطولة أحمد زكي، فردوس عبد الحميد، أحمد ماهر، شعبان حسين، ناصر سيف، مجدي صبحي، طارق الدسوقي، عادل هاشم، ومحمود البزاوي والفيلم من تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج محمد فاضل.
الأعمال الإذاعية
وكانت للإذاعة دور قوى فى تناول تاريخ قناة السويس، وكان من أبرزها مسلسل "عمار يا مصر" هو أحد روائع الكاتب الإذاعي الكبير وليد برهام ويحكي المسلسل خلال 60 حلقة تاريخ قناة السويس وأهم المراحل التي مرت بها.
مسلسل "شريان في قلب مصر" وهو أحدث الأعمال الإذاعية التي تتناول تاريخ القناة حتي وقتنا الحالي وهو من بطولة أحمد عبد العزيز وندي بسيوني وأِشرف عبد الغفور.
الأعمال التليفزيونية
وفى ملحمة فنية تناولت الدراما تاريخ قناة السويس فى العديد من المسلسلات التى أثرت الشاشة الفضية، منها مسلسل "بوابة الحلواني" أهم المسلسلات التلفزيونية التي عالجت تاريخ قناة السويس، حيث استطاع المؤلف محفوظ عبدالرحمن من خلال عرضه لفترة حكم الخديوي إسماعيل أن يلقي الضوء على معاناة العمال المصريين الذي راح منهم الكثير في حفر القناة بالإضافة إلى الأطماع الاستعمارية التي كانت في مصر بعد حفر القناة.
"بوابة الحلواني" عرض في 3 أجزاء كان الجزء الأول منها عام 1993 تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إبراهيم الصحن بطولة عبد الله غيث وعزت العلايلي وأحمد راتب وعلي الحجار وخالد النبوي و محمد وفيق وأسامة عباس وليلي طاهر.
مسلسل "ناصر" من خلال تقديمه لقصة حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، يعرض المؤلف يسري الجندي مرحلة مهمة في تاريخ قناة السويس ألا وهي مرحلة التأميم والمسلسل من بطولة مجدي كامل.
ومن الأعمال التي تناولت قصة حفر قناة السويس مسلسل " قصة مدينة" الذي عرض عام 1995 تأليف أبو العلا السلاموني وإخراج أحمد خضر ودارت أحداثه عن مولد مدينة بورسعيد وتاريخها كمدينة باسلة، ونموها مع حفر قناة السويس، بطولة نبيل الحلفاوي سهير المرشدي و عبد الله محمود.
ويعد مسلسل "صديق العمر" بطولة جمال سليمان وباسم سمرة، أخرالأعمال التليفزيونية التي تناولت فترة تأميم قناة السويس من خلال استعراضه لفترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر.
أغانى القناة
في 17 نوفمبر 1869 تم افتتاح قناة السويس في حفل ضخم دعا إليه الخديو إسماعيل ملوك وزعماء العالم ليوجه الأنظار إلى مصرعن طريق الفنون الرفيعة، وقد عهد إسماعيل باشا إلى مدير الآثار "مريت باشا" أن يختار من الآثار الفرعونية نص موضوع يصلح لأن يكون رواية أوبرا، فوضع "مريت باشا" قصة "عايدة" المشهورة، وأرسلت إلى الموسيقار الإيطالى "فيردي" لتلحينها حتى يشهدها ضيوف مصر عند افتتاح القناة، لكن "فيردي" لم يكن انتهى من تلحين أوبرا "عايدة" عند افتتاح القناة، فتم استبدالها بأوبرا "ريجولتو" لفيردى أيضا.
ودعا الخديو المطرب الكبير "عبده الحامولي" ليغنى بصوته الجذاب بعض أغنياته لضيوف الحفل، فغنى مجموعة كبيرة من أشهر أغنياته.
وعقب قرار الرئيس عبد الناصر بتأميم القناة فى 56، كانت سيدة الغناء العربى أم كلثوم هي صاحبة المبادرة الوطنية الأولى، إذ اتصلت بعد خطاب التأميم مباشرة بالموسيقار الكبير محمد الموجى وطلبت منه تجهيز أغنية بأقصى سرعة تعبرعن فرحة المصريين بتأميم القناة، واتفق الاثنان على أن تكون الأغنية الجديدة من كلمات صلاح جاهين، وبالفعل انتهى الموجى من تلحين الأغنية في أيام قليلة، ورددت الجماهير المصرية والعربية مع صوت أم كلثوم أغنية "فرحة القنال".
وكان للمطرب الشعبى محمد عبد المطلب، دورًا كبيرًا فقدم واحدة من أجمل أغنياته الوطنية التي تتحدث عن حفر جدودنا للقناة بعنوان "يا سايق الغليون" من كلمات صلاح جاهين أيضا، وألحان محمود الشريف.
وكان لعندليب الغناء ومغنى الثورة عبد الحليم حافظ حضورًا قويًا بـ"حكاية شعب" من تأليف أحمد شفيق كامل وألحان كمال الطويل، في حفل وضع حجر أساس مشروع السد العالى في يناير عام 1961، وحكى بصوته قصة الشعب المصرى مع المحتل البريطانى حتى تأميم القناة وانتصار مصر على العدوان الثلاثي، ورفض البنك الدولى تمويل مشروع السد ولجوء عبد الناصر إلى تأميم القناة.
وعاد العندليب الأسمر في 23 يوليو 1963 ليغنى رائعته "الفوازير"، من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان محمد الموجي، التي حكى فيها بكلمات مختصرة قصة القناة بداية من الحفر وحتى التأميم.
وفي 5 يونيو عام 1975، أعاد الرئيس الراحل أنور السادات الملاحة لقناة السويس عقب انتصار أكتوبر، وهو حدث كان يستحق التخليد، فقام الثلاثى الخالد الموسيقار محمد عبد الوهاب، والمطرب عبد الحليم حافظ، والشاعر مصطفى الضمراني، بعمل رائعتهم "المركبة عدت".
محمد قنديل هو الآخر كان حاضرا بأغنيته "آدى القنال" من كلمات سعيد عبد الرحيم وألحان محمود الشريف.
وقدم قنديل أغنية مدتها نصف ساعة تحمل عنوان " قصة القنال" شعر مرسى جميل عزيز، وألحان أحمد صدقي، وشاركه الغناء سيد إسماعيل، وحورية حسن، وعصمت عبدالعليم، وهى من أجمل الصور الغنائية التى عبرت عن حفر قناة السويس، وفى أحد المقاطع الصورة يغنى محمد قنديل على إيقاع العمال وهم يحفرون القنال.
وغنت سعاد محمد "مركب رايحة ومركب جاية.. والفرحة بترقص ع الميه.. ألفين مبروك يا سوايسية»، وقدمت عايدة الشاعر أيضا أغنيتها "أفراح القنال" من كلمات مصطفى الضمراني، وألحان سيد إسماعيل.
وشاركت شهرزاد بأغنية "عدى القنال" كلمات سعيد محمد سعيد، وألحان رياض السنباطي، وقدمت مها صبرى أغنية بعنوان "دى بورسعيد ولا عروسة" كلمات صلاح فايز وألحان خالد الأمير.
وشدت الجميلة "شادية" بأغنيتين، الأولى "البحر الأبيض" من كلمات صلاح فايز وألحان خالد الأمير، والثانية "خمسة وخميسة" من كلمات نبيلة قنديل وألحان محمد الموجي.
السينما التسجيلية
يعد فيلم "الأراجوز في المعركة" الذى يصور فرحة الشعب المصري، الذي يمثله الأراجوز بأداء الفنان الكبير الشعبي الكبير شكوكو بتأميم قناة السويس، كما يقدم العمل صورة للعدوان الثلاثي ودخول الأراجوز ألا وهو الشعب المعركة وانتصاره فيها.
فيلم "قناة السويس" يصور علاقة المصري بمنطقة قناة السويس تاريخياً، والصراع الدائر من أجل السيطرة على مصر طوال الحقبة التاريخية، التي تبدأ منذ حفر القناة حتى فترة الاحتفال بإعادة افتتاح قناة السويس في 5 يونيو 1975 وهو من إخراج عنان نديم.
فيلم "قناة السويس والعالم" هو أحد الأعمال التي تناولت تاريخ القناة منذ بدايتها، قدمها محمود سلطان وإعداد سهير ربيع ومن إخراج ناهد الإبياري.
وعقب قرار الرئيس الراحل أنور السادات بعودة الملاحة عام 1975، تم تقديم فيلم"وعادت القناة" يركز الفيلم على إعادة افتتاح قناة السويس وتشغيل الملاحة بها بعد فترة توقف دامت ثماني سنوات نتيجة للعدوان الإسرائيلي علي مصر في عام 1967.
وكان أخر الأفلام التسجيلية التى تناولت تاريخ قناة السويس، فيلم "تبطين قناة السويس" والذى أنتجته شركة شل، وتناولت مراحل هذا المشروع العملاق والعمل من إخراج صلاح التهامي.