أثرت أزمة اشتعال سعر الدولار فى السوق المصرية على واردات مصر من اللحوم خلال الفترة الحالية استعدادا لدخول عيد الأضحى، وعادة ما يكثف المستوردون سواء من القطاع الخاص، أو التعاقدات الحكومية من استيراد اللحوم خلال الفترة الحالية، لتوفير الكميات المناسبة للمواطنين فى عيد الأضحى.
وما حدث الآن هو توقف تام للمستوردين عن الشراء تخوفا من الارتفاعات المتتالية لسعر صرف الدولار، والذى يعرضهم لخسائر كبيرة من التعاقد على سعر لاستيراد كميات من اللحوم، وعند وصول الشحنة يرتفع الدولار لمعدلات أكبر، مما يحقق لهم خسائر فى معدلات بيع اللحوم.
ومن المعروف سنويا أن مصر تستورد ما يتراوح من 250 إلى 300 ألف طن لحوم مستوردة أغلبها من اللحوم البرازيلية، حيث تمتاز البرازيل بنوعية لحوم ذات جودة مرتفعة وسعر مناسب للسوق المصرية، وأن هذه الكميات تساند الكميات المطروحة من الثروة الحيوانية فى مصر والتى تضخ ما يعادل 250 ألف طن لحوم محلية.
وشهدت أسعار اللحوم المحلية ارتفاعا فى بعض المناطق ليصل سعرها بما يتراوح من 103 إلى 105 جنيهات للكيلو، بارتفاع يصل إلى 5 جنيهات للمستهلك، وذلك بعد الزيادات التى شهدتها أسعار الماشية فى المذابح ووصل سعر الكيلو بها إلى 57 جنيها وأكثر، وأكد محمد شرف عضو شعبة اللحوم بغرفة القاهرة التجارية لـ"انفراد"، أن الأزمة ستزداد تعقيدا فى اللحوم خلال عيد الأضحى العام الجارى بسبب تراجع المستورد الذى يوفر كميات مناسبة ومتوازية فى الأسواق. وأشار إلى أن اشتعال الأسعار بهذه النسبة سيمنع من توفير المعروض فى الأسواق فى العيد المقبل، وسيشعل أزمة أسعار اللحوم المحلية، مطالبا المواطنين بعدم التكالب على الشراء لمنع ارتفاع الأسعار لأكثر من هذه المعدلات.
من جانبه، أكد حمدى النجار رئيس الشعبة العامة للمستوردين فى الاتحاد العام للغرف التجارية، أن سعر اللحوم المستوردة ستتخطى حاجز الـ 50 جنيها فى الأسواق بعد حساب فرق سعر الدولار مقارنة بالجنيه، حيث ارتفعت حاليا بقيمة 4 جنيهات لتصل إلى 45 جنيها للكيلو، إضافة إلى الزيادات المستمرة والتى ستضرب بالأسعار إلى أعلى معدلاتها.
وأكد النجار فى تصريحاته لـ"انفراد"، أن المستوردين توقفوا حاليا عن أى تعاقدات جديدة لحين استقرار سعر الدولار عند نقطة محددة، وأن التعاقدات التى تمت خلال الشهور الماضية استعدادا لعيد الأضحى وفقا لتقديراته من الممكن ألا تكفى الطلب على اللحوم فى الأسواق.
وأعرب "النجار" عن اندهاشه من الموقف قائلا: "إنه لابد أن يظهر لنا منجم اقتصادى ليفسر لنا وللمستوردين ماذا يحدث فى قيمة الجنيه المصرى أمام الدولار، خاصة وأن المعتاد أن فترة الصيف يتراجع فيها سعر الدولار بسبب الإجازات لصيفية وعودة العاملين بالخارج وتحويلاتهم التى تدعم النقد الأجنبى، إلا أن ما حدث يشير إلى ارتفاعات كبيرة قادمة فى فصل الشتاء".
وفى نفس السياق كان وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور خالد حنفى، أكد أن الوزارة ستطرح كميات من اللحوم السودانية قبل عيد الأضحى بـ 3 أسابيع وفقا للصفقة الموقعة مع الجانب السودانى لتوفير 800 ألف رأس ماشية على 3 سنوات إلى السوق المصرية، إلا أن الوزير أكد أن سعر الكيلو لم يتم تحديده حتى الآن، وسيتم طرحه بالأسواق قبل العيد.