ويبحثون لقاء كبار العائلات للإتفاق على صيغ لتسهيل أمور لزواج.. وآخرون يدعون لقراءة الفاتحة فى المساجد عقب صلاة الجمعة بنية "تيسير الزواج"
انطلق شباب محافظة الأقصر فى ثورتهم الكبرى ضد المغالاة فى أمور الزواج، عقب ارتفاع أسعار الذهب لمبالغ خيالية، وقرر جميع أبناء مدن الأقصر والقرنة وأرمنت وإسنا إطلاق حملة مضادة لردع الأمور التى تعطل الشباب عن الزواج لمغالاة الأسر فى أسعار الشبكة والمهر وغيرها من الرتوش المحيطة بالزواج القائم على العلاقة الطيبة فى الأساس قبل الأموال والشقة والشبكة والمهر وغيرها من معطلات الزواج فى العصر الحديث.
يقول علام رمضان علام مطلق الشرارة الأولى لثورة أبناء الأقصر من منطقة الكرنك بمدينة الأقصر، إن الفكرة جاءت عقب ارتفاع أسعار الذهب فى الأسواق وبلغت أكثر من 450 جنيهاً، وهو أمر مرهق جداً لأى شاب مقبل على الزواج، وأنه يتمنى من كافة الشباب والأهالى بمحافظة الأقصر الاقتناع بمثل تلك الأفكار الجديدة لرفع شعار "لا للشكليات فى الزواج ولا للغلاء فى المهور"، حيث إنها فكرة عظيمة واقتصادية وتريح الطرفين والأسر طالما أنها لا تحيد عن شرع الله.
ويضيف علام رمضان علام مطلق الحملة بالكرنك، أن الحملة باختصار هى لإلغاء شراء الشبكة مهما كان المستوى المادى حتى لو كان العريس مقتدر لأنه سيكون قدوة لغير القادر، وكذلك إلغاء غرفة الأطفال وعند وصول الأطفال للدنيا يشترى ما يقدر عليه، وكذلك المهر لا يزيد عن 1000 جنيه، وبالنسبة للقائمة الزوجية يكتب فيها كل شئ حتى لو طلبت أسرة العروسة كتابة الذهب فيها يكتبوا ذهب ولو بـ100 ألف جنيه يكتب لكونه حقها الطبيعى والشرعى، ويتم شراء خاتم ودبلة فقط".
وقال علام رمضان: "بجد لو كل الناس فهمت صح مفيش شاب هيعانى من أزمة الزواج وربنا يهدى أهالى البنات ويفهموا إن أهم حاجة راحة بنتهم وسعادتها لأن السعادة عمرها ما كانت بذهب ولا مظاهر السعادة فى النفوس مش بالفلوس، وبجد كدا بدأنا نطبق أمر ربنا مش أمر العادات والتقاليد، وسنكون فى ديوان كل منطقة كل جمعة بعد صلاة العشاء بإذن الله، وسيكون معنا عقلاء الكرنك منهم أزهريون وأعضاء مجلس النواب، ووافقوا على الفكرة ورحبوا بها ووعدونى بأنهم سيكونون معنا ضمن الجولات، ولن نترك ديوان أو منطقة فى الكرنك إلا وقد تم زيارتها وتنفيذ الفكرة على الجميع وسماع الرأى والرأى الآخر، ومن سيخالف الاتفاق ستكون عليه غرامة مادية لا تقل عن عشرة آلاف جنيه يعمر بها ديوانه الموجود به من أى مستلزمات يحتاجها الديوان".
ومن جانبه يقول الشاب محمود عبد الرؤوف عن الحملة: "عايزين نغير مفهوم الجواز يا شباب علشان أغلب الشباب بيتجوز على سن الثلاثين، يعنى إللى يروح يتقدم لواحدة بنت ناس لازم يكون رايح وأهله وأهلها متفقين على أنه مفيش ذهب ومفيش مهر والفرح فى الشارع مش لازم قاعة ومش لازم شقة ملك ومش لازم كوفير واستوديو، ياريت مفهوم الآباء يتغير مش لازم تبقى أوفر أوى".
أما المهندس عمرو سراج ابنة منطقة منشأة العمارى، فيقول: "بجد فعلا مبادرة كويسة جداً، وربنا يستر شباب وبنات المسلمين، لكن ليه تكون المبادرة للشبكة وللمهر وبس، ياريت تكون فى كل حاجة حتى جهاز العروسين يعنى على سبيل المثال النيش وكل محتوياته محدش بيستخدم منه حاجة، وغرفة الأطفال والمجموعة وكمان العروسة بتجيب حاجات كتير، ياريت نقتدى بحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وطبعا كل ده لا يقلل من شأن العريس أو العروسة لكن لابد من حسن الاختيار يعنى الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح".
أما الحملة التى انطلقت فى مدينة أرمنت، فتمثلت قرر شباب قرى الرزيقات والمحاميد بعمل جلسات كبرى بمختلف مدن أرمنت لقراءة الفاتحة عقب صلاة الجمعة بين العائلات لإلغاء الشبكة والمهر الكبير، وفى هذا الصدد تقول إيمان محمد: "بلاش يا بنات من الشكليات وخلينى فى الحقيقة أقولكم إيه دهب من غير راحه بال، لو بتحبيه استغنى عن الشبكة وهو هايصونك، يلا نلغى الدهب، الدهب الصحيح هو بيتك وجوزك وبس".
ويقول محمد أحمد محمود إن الزواج فى هذا الزمن يعتبر من الصعاب الكبرى التى يتعرض لها الشباب، وبعد ارتفاع سعر الذهب إلى مبالغ خيالية للجرام الواحد أصبح الزواج من المستحيلات، فمن من الشباب قادر على شراء شبكة بملبغ يزيد عن 30 ألف جنيه، ويحتاج شقة لا يقل ثمنها عن 150 ألف جنيه، ثم تكاليف فرح وخطوبة وتجهيزات وفرش للشقة بما لا يقل عن 100 ألف جنيه، فهذا يدل على أن الشاب قد يحتاج لربع مليون جنيه للزواج فى زمننا هذا.
وفى مدينة القرنة بدأت جمعية أهالينا بالبر الغربى من المحافظة فى تطبيق تلك المبادرة بمركز القرنة، وذلك من خلال رفع يافطات تحمل لا لغلاء المهور والتى لاقت فكرة وترحيب من شباب وكبار مركز القرنة.
وفى هذا الصدد قال الشاب محمد نور ابن قرية البعيرات، إنه يسعى لتدعيم المبادرة من خلال دعم قيادات قريته للالتفاف حول تلك المبادرة التى تعينه وتعين باقى شباب المدينة بأكملها فى الزواج الميسر، والبعد عن المغالاة والتكاليف المرتفعة التى ترهق الأسرتين.
ويقول عبد الله يس أحد شباب مدينة الأقصر، إنهم سينطلقون فى حملة كبرى للتوعية والتعريف بتلك الحملة فى كافة مدن المحافظة، وسيبدأون بشباب إسنا الذين قرروا أيضاً الدخول فى الثورة على الشبكة والذهب، والتى انطلقت فى المحافظة بأكملها لإلغاء الشبكة عقب الارتفاع الكبير فى سعر الذهب، حتى يعود المجتمع لماضيه الذى يسير على نهج النبى محمد صلى الله عليه وسلم، للتأكيد على أن قيمة الزواج فى الحب والتخلق بأخلاق الحبيب المصطفى وليس فى دفع الأموال الطائلة، كأن العريس يشترى العروسة بالأموال والذهب وخلافه.
