حياة غير آدمية يعيشها العشرات من الأسر من سكان منطقة تل العقارب بحى السيدة زينب بمحافظة القاهرة، ولكن يبدو أن هناك من يستكثر عليهم تلك الحياة المشردة بين قلة الخدمات والمنازل الأيلة للسقوط التى تسكنها الحشرات وتزين حوائطها الشروح.
فبعد أن بدأت المحافظة إخلاء المنطقة ضمن تنفيذ خطة تطوير المنطقة، والتى تتم بالتنسيق بين محافظة القاهرة ووزارة الإسكان، وسط وعود لأهالى بتعويض بشقق فى 6 أكتوبر، إلا أن العشرات من الأسر باتت مشردة فى الشارع بعد هدم منازلهم وإخبارهم من الحى بعدم أحقيتهم فى الحصول على شقق فى 6 أكتوبر لأن ليس معهم ما يثبت أنهم من سكان المنطقة فى حين أن الكثيرين ممن تم طردهم وباتوا يسكنوا الشارع أكدوا أن معهم ما يثبت أحقيتهم فى حين يتم تجاهل كل تلك الأوراق على حد قولهم.
"رضا عزت أحمد إبراهيم" أحد سكان منطقة تل العقارب بحى السيدة زينب بمحافظة القاهرة بالتحديد فى حارة الشناوى بمنزل رقم 21، وأحد الأسر التى باتت مهددة بالطرد من المنزل وليس له الحق فى الحصول على التعويض بشقق 6 أكتوبر .
ويروى رضا عزت أحمد إبراهيم أحد سكان المنطقة لـ "انفراد"، قائلا: "أنا مولود هنا وعشت واتجوزت هنا وعندى 42 سنة، ورحت للحى وقدمت كل الورق اللى يثبت دا"، لافتا إلى أنه يعيش فى المنزل مع أسرته وفى الطابق الثانى من المنزل تعيش والدتة المسنة وشقيقة وزوجتة ولكن الحى وافق على تخصيص شقة واحدة لوالدته وشقيقة، قائلا: "3 أسر وعاوزوينا نعد كلنا فى شقة واحدة ظلم وبنتهان وبيترمى عفشنا فى الشارع".
وقالت والدتة الحاجه فوزية شمرور محمد: "نفسى فى شقة لابنى اللى معاه 3 عيال وولاده وابنى الكبير شغال فى المدبح ويوم معاه ويوم لا"، مضيفة "ّنفسى فى راحة عيالى ويدونا شقق".
أما أمل محمد كامل وهى أيضا إحدى سكان المنطقة فالحى أبلغها أنها ليس لها الحق فى الحصول على شقة فى 6 أكتوبر، وتروى باكية "الحى قالى أنتوا ملكوش شقة وهتترموا فى الشارع وأنا معايا 3 عيال أيتام وأتولدت واتجوزت هنا وهترمى فى الشارع أنا وعيالى".
بينما مدحت السيد يوسف وهو موظف بمستشفى المنيرة العام بات من سكان الشارع هو وأسرته بعد أن تم طرده من شقته وهدم المنزل وتم القاء العفش فى الخارج بالقوه على حد قوله.
وقال صاحب الـ 4 أولاد أنه يسكن فى الشارع هو وأسرتة منز أكثر من 5 أيام، قائلا: "بقالى 5 أيام قاعد هنا أنا وعيالى ورئيس الحى خرجنا من البيت بعفشنا وقالى مفيش حد قاعد فى البيت وملكش حق فى شقق 6 أكتوبر طيب أروح لمين أنا وعيالى".
والسيد محمود محمد رضوان لا يختلف عن غيره من الأسر التى باتت فى الشارع تنتظر رحمة الحكومة، فيروى لـ"انفراد"، قائلا: "طلعوا العيال ورموا هدومنا زى الكلاب وبقالنا أكتر من 7 أيام فى الشارع والحى قالنا ملكوش شقق ومفيش حاجه تثبت انى من سكان المنطقة عشان يدون تعويض فى شقق 6 أكتوبر".
وتابع السيد محمود محمد رضوان أحد سكان المنطقة، قائلا: "بقالى 31 سنة قاعد هنا فى المنطقة ومعايا عقد إيجار يثبت وقسيمة جوازى وكل أوراقى هنا على المنطقة وفى الآخر يرمونى ويطردونى ويقولولى ملكش شقق".
ويروى محمد صلاح محمد أحد سكان المنطقة وبات من سكان الشارع بعد طرده من شقته، أن أكثر من 12 أسرة كانوا يعيشون فى منزل واحد والحى سلم 4 فقط منهم شقق فى 6 أكتوبر و8 أسر رموهم فى الشارع، قائلا: "بقالنا أكثر من 3 أيام قاعدين فى الشارع وخرجونا من بيوتنا بالإجبار".
وكما هو الحال مع أمل شعبان التى باتت هى الأخرى من سكان الشارع بعد طردها، تقول"عندى 25 سنة ومولودة فى المنطقة ومعايا ولد وبنت لقيتهم دخلوا عليا وطردونى منها وبقالى 6 أيام فى الشارع وشغالة فى حضانة وباخد 600 جنيه فى الشهر بصرف على عيالى وجوزى طلقنى ورمانى من زمان والحى قالى المطلقة والأرملة ملهاش حق فى شقق 6 أكتوبر وبيقولوا للمسنين هنوديكوا دار مسنين".
وقالت سيدة سعد عثمان إحدى سكان المنطقة أنها بعد أن تم تسليمها الشقة فى 6 أكتوبر وهدم شقتها فى منطقة تل العقارب، قام الحى بإخراجها من شقة 6 أكتوبر بداعى أنها ليس لها الحق فى الحصول على شقة هى وشقيقتها التى كانت تعيش معها، موضحة: "بقالنا أكثر من شهرين قاعدين فى الشارع نعمل إيه ولا نروح فين".
وتروى إحدى سكان المنطقة المأساة التى تعرضت لها خلال أعمال هدم الشقق والمنازل فى المنطقة، حيث سقطت عليها جدار أحد المنازل أثنار مرورها نتيجة أعمال الهدم وهو ما تسبب فى شرخ فى القدم يحتاج لعملية جراحية، قائلة: "كنت ماشية والحيطة وقعت عليا وحصلى شرخ واتكسر ضلعى ورئيس الحى قلى انتى اللى وقعتيها وانتى بتلمى عروق الخشب عشان تبعيها ظلم".