مصطلح الذئاب المنفردة، لم يكن وليد اللحظة، ولكن له باع لسنوات من قبل التنظيمات المتطرفة منذ حقبة التسعينيات، ويعنى مصطلح الذئاب المنفردة أن يقوم شخص بمفرده بتنفيذ عملية إرهابية دون تخطيط مع التنظيم المركزى. ولكن بشكل فردى وبتخطيط فردى، فى أقرب مدينة أو مكان يتواجد به، ويعتبره مكان حيوى لتنفيذ هذه العملية الإرهابية.
بداية عمليات الذئاب المنفردة
ظهر مصطلح الذئاب المنفردة، مع بداية الألفية الجديدة، ويعد أبو مصعب السورى، القيادى فى تنظيم الطليعة وهو أحد منظرى الذئاب المنفردة خلال السنوات الماضية حيث طور رؤيته الخاصة بالاستناد إلى تراث سيد قطب وعبد الله عزام، ودعا فيه لتبنى هذه العمليات الإرهابية عبر كتابه سرايا المقاومة الإسلامية.
ودعا أبو مصعب السورى إلى ما يسمى جهاد الفرد وتشكيل خلايا فردية، نظرا لأنه يصعب مراقبتها من قبل الأجهزة الأمنية، فضلا عن أنها لا تؤثر على التنظيم حال تنفيذ العملية أو إلقاء القبض على الفرد الذى من المفترض أن ينفذ العملية".
أبرز 5 قيادات جهادية محرضة على تنفيذ عمليات الذئاب المنفردة
يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن أبرز من أفتوا بتحريض على تنفيذ عمليات الذئاب المنفردة هم أبو يحيى الليبى وأبو بكر ناجى صاحب إدارة التوحش، وأيمن الظواهرى وأسامة بن لادن جميعهم كان لهم كلام وحث على نشر هذه الظاهرة باعتبار الجهاد فكرة ولها مبرراتها ودوافعها التى لا تحتاج لأمر من قائد.
وتابع لـ"انفراد": "لكن محمد خليل الحكايمة القيادى الجهادى، هو أكثر من اهتم بمفهوم ومصطلح "الجهاد الفردى" وهو أول من دعا لاستراتيجية متكاملة للجهاد الفردى سنة 2007 وتحول مصطلح الجهاد الفردى بعد ذلك وصار معروفا بظاهرة "الذئاب المنفردة".
نضوج فكرة الذئاب المنفردة
لم تكثر القاعدة من عمليات الذئاب المنفردة فى عهد أسامة بن لادن، ولكن زادت بشكل كبير فى عهد أيمن الظواهرى عندما تولى زعامة تنظيم القاعدة، خلفا لبن لادن، ثم قلدتهم بعد ذلك تنظيم داعش الإرهابى.
عادت هذه الظاهرة للنضوج من جديد فى يناير 2014، بمنشور وزعته على قواعدها فى فروع العراق وسوريا، يقول إن الذئب المنفرد لا يملك تنظيما ينتسب إليه ويسيّره ويعطيه الأوامر ويرشده ويزوّده بالسلاح والمال، فهو شخص وحده يخطط وينسق وينفذ، وكل خطوات العملية تتم بيده من غير معرفة أحد، ولا علم لأحد بها، متابعا أن هذه العمليات الفردية تسبب إحباطا وارتباكا لدى أجهزة الدولة، لأنه لا يمكنهم التوصل لأفراد الجماعة والتنظيم والبحث عن الخيوط لإحباط أى عمل ثان أو إيقاف المنفذين الذين خططوا وجهزوا ونفذوا وإنما الأمر كله تم بشخص».
وجاءت بعدها توصية أبى محمد العدنانى المتحدث الرسمى لتنظيم داعش، الذى قال فى تسجيل صوتى له "ابذل جهدك فى قتل أى أمريكى أو فرنسى ، أو أى من حلفائهم ، فإن عجزت عن العبوة أو الرصاصة ، فاستفرد بالكافر، وأرضخ له بحجر أو انحره بسكين ، أو أقذفه من شاهق ، أو أدعسه " أدهسه بسيارة".
تطورات أشكال الذئاب المنفردة
تنظيم داعش أصبح هو المتبنى الوحيد لعمليات الذئاب المنفردة خلال الفترة الأخيرة، وأبرز هذه العمليات ما شهدته مدينة صيدا بتونس من قيام شاب بإطلاق النار على سائحين بتونس، وتبنى داعش العملية الإرهابية.
نضال مالك حسن
عملية التى قام بها نضال مالك حسن الذى سميت "فورت هود " فى ولاية تكساس التى قتل فيها 13 عسكريا أمريكيا عام 2009.
محمد مراح الجزائرى
تعد عملية محمد مراح الجزائرى هى أولى عمليات الذئاب المنفردة التى شهدتها أوروبا، ذو جنسيتين فرنسية وجزائرية، اشتهر بعمليات إطلاق نار وقتل جماعى فى ميدى بيرينيه فى 2012، وقتل مراح سبعة أشخاص منهم ثلاثة أطفال يهود وحاخام، مع جرح ستة آخرين.
أورلاند
حادث أورلاند الأمريكية أيضا كان أحد وسائل التى تم استخدام فيها الذئاب المنفردة، حيث تم إطلاق نار أيضا على نادى للمثليين، وأسفرت عن 50 قتيلا، و53 مصابا وأعلنت بعدها الولايات المتحدة الأمريكية طوارئ فى المدينة.
حادث نيس
أحد عمليات الذئاب المنفردة التى شهدت تطورا حيث قام شخص بدهس مواطنين فرنسيين خلال احتفالات العيد القومى الفرنسى، مما أسفر عن 80 قتيلا، و15 حالة إصابة فى آخر تقديرات ضحايا الحادث الفرنسى.
حادث ميونخ
أحد الوسائل المتطورة للذئاب المنفردة، وإن لم تتورط فيه داعش، إلا أن الشخص الذى تورط فى هذا العمل الارهابى قام بقتل 11 مواطنا المانيا عبر ساطور، فى مدينة ميونخ، وذلك وفقا لآخر تقديرات الحكومة الألمانية.
انتقال الذئاب المنفردة من داعش إلى القاعدة من جديد
بداية انتقال عمليات الذئاب المنفردة من تنظيم داعش الإرهابى إلى القاعدة من جديد، وجاءت هذه العملية بعد يومين فقط من دعوة أطلقها أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، لكوادره عبر رسالة له دعاهم لخطب أجانب ومبادلتهم بمعتقلين من القاعدة، وهو الأمر الذى ادى إلى اختطاف 6 رهائن بجانب قتل راهب ومصلى فى أحد الكنائس الفرنسية.