تشهد العديد من العواصم الأوروبية والدول الكبرى بعد إحكام قبضتها الأمنية، تغيرا تكتيكيا واستراتيجيا للعناصر الإرهابية، حيث توجه تنظيم "داعش" الإرهابى إلى ابتكار طرق جديدة لتنفيذ عملياته الإجرامية بعيدا عن الأساليب التقليدية كالتفجير بالعبوات والأحزمة الناسفة، تمثلت أبرزها فى دهس مواطنين بسيارة فى نيس الفرنسية، واحتجاز رهائن داخل كنيسة بروان شمالى فرنسا، والهجوم على ملهى ليلى فى أمريكا، ونفذت تلك الهجمات عبر أشخاص ليسوا معروفين لدى أجهزة مكافحة الإرهاب.
لحظة الهجوم الإرهابى فى "نيس" بفرنسا
وفى فرنسا، بعد إعلان الرئيس فرنسوا هولاند رفع حالة الطوارئ فى البلاد، قام سائق بقيادة شاحنة لمسافة من كيلو مترين (1.2 ميل) بدهس حشد من المحتفلين باليوم الوطنى الفرنسى بمنتزه الإنجليز بمدينة نيس وقت تجمعهم لعرض للألعاب النارية.
وسارت الشاحنة بسرعة تتراوح بين 32 و 40 كم/س، قتل فيها 84 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بينهم 18 فى حالة حرجة حسبما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية.
ووقع تبادل لإطلاق النار بين سائق الشاحنة الإرهابى والشرطة الفرنسية إلى أن لقى سائق الشاحنة مصرعه، وبعد أن تم تفتيش الشاحنة من قبل قوات الأمن، وتبين أن السيارة محملة بالأسلحة والقنابل اليدوية.
هجوم كنيسة روان
وفى يوم جديد عاصف بالإرهاب، استيقظت فرنسا على جريمة إرهابية جديدة، حيث قام شخصان يحملان سلاحا أبيض باحتجاز 6 رهائن بإحدى الكنائس شمالى فرنسا، وقام إحداهما بذبح كاهن الكنيسة وأحد المصلين، كما جرح راهب آخر.
وكانا المسلحان مدججان فى السكاكين واحتجزا رهائن داخل كنيسة فى منطقة نورماندى بشمال البلاد، فيما أعلنت الشرطة الفرنسية بعدها نجاحها فى القضاء على المسلحين اللذين هاجما الكنيسة.
وأعلن المدعى العام فى باريس بدأ التحقيق فى الهجوم المسلح على الكنيسة، وذكرت صحيفة لو بوان الفرنسية، أن محتجزى الرهائن هتفا بكلمة "داعش" قبل دخولها الكنيسة.
ألمانيا والعمليات الإرهابية
وبالتوجه إلى ألمانيا، باتت "برلين" قريبة إلى حد كبير من تنفيذ عمليات إرهابية كبرى من خلال بودار أبرزها إخلاء الشرطة الألمانية، بالأمس، مجمعا تجاريا فى بريمن شمال ألمانيا بحثا عن مشتبه به جزائرى يبلغ 19 عاما، غادر مصحة نفسية.
وقالت الشرطة فى بيان: "أبلغ عن مشتبه به فى (مجمع) فيسيربارك"، التجارى، حيث نشرت قوة من الشرطة بعد الظهر، وطالبت الشرطة السكان بعدم التوجه للمجمع، دون أى توضيح.
وفى سياق حالة التوترات التى تشهدها ألمانيا، شهدت أيضا منطقة مكتب الهجرة قرب مدينة نورمبرج، جنوب ألمانيا، استنفارًا أمنيًا بعد انفجار حقيبة بداخلها عبوات بخاخة، حيث هرعت قوات الشرطة الألمانية إلى المكان.
والجمعة الماضية، نفذ طالب ألمانى من أصل إيرانى، "مولع بالقتل العشوائى وحوادث الانتحار" حادث إطلاق نار على مدنيين، فى مركز أولمبيا التجارى الذى يعتبر أحد أكبر المراكز التجارية بمدينة ميونخ الألمانية، راح ضحيته حوالى 15 شخصاً.
وقبلها بأيام وقع هجوم على قطار فورتسبورج 2016، حيث اعتدى مراهق أفغانى على ركاب على متن قطار فى مدينة فورتسبورج الألمانية وأصيب فيها 4 مواطنين.
حادث ملهى "أورلاندو" بولاية فلوريدا فى الولايات المتحدة الأمريكية
بيد أن أكبر دول العالم هى الأخرى "الولايات المتحدة الأمريكية"، ليست فى منأى عن تلك الحوادث النوعية والجديدة والتى تشنها بعض الجماعات الإرهابية، ففى أسوأ مشهد لإطلاق نار فى الولايات المتحدة على الإطلاق، نفذ شخص من أصل أفغانى يدعى عمر متين هجوما مسلحا على ملهى للمثليين فى أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، راح ضحيتها نحو 50 شخصا، وحررت الشرطة نحو 30 آخرين كانوا محتجزين.
ولكن ثمة هذا التغير النوعى فى شن تلك الهجمات، يوضح مدى بشاعة تلك الخطط، وإن كانت تستهدف من ورائها أشياء عديدة، منها استفزاز الشعوب الأوروبية والمسيحية ضد كل ما هو مسلم، ما يذكرنا بالحروب الصليبية، كما تؤثر تلك العمليات سلبًا على اللاجئين الذى يعتبر 80 % منهم سوريون، هربوا من جحيم الحرب فى بلدهم.