ألقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الأربعاء، آخر خطاب له عن حاله الاتحاد، والذى تحدث فيه عن الماضى والمستقبل وداعش وترامب، حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست.
داعش لا يشكل تهديدا وجوديا لأمريكا
وفى الخطاب الذى ألقاه أمام الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، أكد أوباما أن تنظيم داعش لا يشكل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة، محذرا من أن الحديث عن هذه المخاوف يؤدى فقط إلى تقوية أعداء أمريكا.
ورفض أوباما التأكيدات بأن العالم يخوض "حربا عالمية ثالثة" فى مواجهة الإرهابيين، وقال "إن "جموعا من المقاتلين المتمركزين فوق شاحنات صغيرة وأشخاصا نفوسهم معذبة يتآمرون فى شقق أو مرائب سيارات، يشكلون خطرا هائلا على المدنيين وعلينا وقفهم. ولكنهم لا يشكلون خطرا وجوديا على وطننا". وتوجه الرئيس الديموقراطى إلى خصومه الجمهوريين الذى يدينون غياب استراتيجية حقيقية فى مواجهة داعش فى سوريا، ليحذر من "التصريحات المبالغ فيها" التى تفيد أنها "حرب عالمية ثالثة". وأضاف أنهم "يفعلون ما يريده" الإرهابيون.
داعش سيتعلم الدرس
وتابع أوباما قائلا "إن تنظيم داعش سيتعلم الدرس كما تعلمه الإرهابيون السابقون"، وأضاف، ردا على منتقديه، " إذا تشككتم فى التزام الولايات المتحدة أو التزامى إزاء تحقيق العدالة اسألوا أسامة بن لادن.. اسألوا زعيم تنظيم القاعدة فى اليمن الذى قُتِل فى العام الماضى أو من ارتكب الهجوم على السفارة الأمريكية فى بنغازى الذى يقبع حاليا فى أحد السجون"
وقالت صحيفة واشنطن بوست إنه على الرغم من أن أوباما سعى إلى طمأنة الأمريكيين إزاء التهديدات القادمة من الخارج، وقوله أن داعش لا يمثل تهديدا وجوديا للولايات المتحدة، لكنه لم يعترف أن الإستراتيجة الخاصة به فى مواجهة التنظيم قد تركت سوريا والعراق فى حالة فوضى وخلقت حالة من فراغ القوى ملأته إيران وسوريا.
إغلاق جوانتامو
وحاول أوباما فى خطابه الأخير تهدئة الجدل القائم حول الأمن القومى والذى تزايد حدة مع بدء احتدام المعركة الانتخابية، فدعا الكونجرس إلى مساعدته على إغلاق سجن جوانتانامو الذى فتح بعد إعلان "الحرب على الإرهاب" إثر اعتداءات سبتمبر2001 معتبرا أنه لا يؤدى سوى إلى تعزيز دعاية المتطرفين الراغبين فى تحريك المشاعر المناهضة للأمريكيين.
وأضاف " أنه يتم ملاحقة من يشن أى هجمات ضد الأمريكيين، مشيرا إلى أن الأمر ربما يستغرق وقتا لكنه أكد فى الوقت نفسه أن لديه ذاكرة قوية وأن إمكانيات الولايات المتحدة ليس لها حدود.
أوباما اعتبر نفسه رئيس سابق
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما استخدم آخر خطاب له عن حالة الاتحاد ليعتبر نفسه رئيس سابق، وتحدث بشكل تأملى وحوارى عن شكل البلاد التى سيترك حكمها بعد عام، وحذر من ضرورة ألا يتولى المرشح الجمهورى المثير للجدل دونالد ترامب الحكم من بعده.
وقال أوباما، فى واحدة من المرات العديدة التى بدا فيها أنه يشير إلى المرشح الأوفر حظا للفوز ببطاقة الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية واتجاهه المتشكك إزاء المسلمين والمهاجرين، أن الإحباط من السياسة يتزايد، وستكون هناك أصوات تحث على التراجع إلى عهد القبائل للتجسس على مواطنين لا يشبهوننا، أو يصون مثلنا، أو يصوتون كما نفعل، أو يشاركوننا نفس الخلفية".
وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب أوباما لم يركز على عام واحد فقط، بل على فترة حكمه فى ثمانية أعوام، وحيث لا يزال باقيا فى البيت الأبيض لمدة عام أخر. إلا أنه بدا وكأنه فكر بالفعل فى كيف سيكون الوضع بعد رحيله، ووازن بين الثقة فى إنجازاته واعتقاده بأن كثير من الأمريكيين لم يشعروا بشكل جيد حيال عهد أوباما كما يفعل.
أوباما يهاجم الجمهوريين
واستغل أوباما خطابه أيضا لمهاجمة اثنين من المرشحين الجمهوريين، فبدا متحدثا عن السيناتور تيد كروز الذى دعا لقصف شديد لداعش بغض النظر عن الخسائر بين المدنيين، وقال " أن الرد يجب أن يكون أكثر من مجرد حديث قوى أو دعوات لاستهداف مدنيين". وعن ترامب، قال "عندما يهين السياسيون المسلمين، لا يجعلنا هذا أكثر أمنا". وأكد على خطا هذا، مشيرا إلى دعوة تراب بمنع دخول المسلمين على الولايات المتحدة.
كما استغل أوباما خطابه بإثارة أسئلة كبرى عن مستقبل أمريكا، وقال "هل سنرد على التغييرات فى الوقت الراهن بخوف.. ونتحول ضد بعضنا البعض أم سنواجه المستقبل بثقة فى أنفسنا وفيما ندافع عنها وفى الأشياء المذهلة التى يمكن أن نفعلها سويا".
وعلقت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها على خطاب أوباما، وقالت إنه اعترف بأن العلاقة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى قد تدهورت خلال فترة رئاسته وتقبل جزء من المسئولية إلا أنه قال أن النوايا الحسنة القيادة وحدها غير قادرة على إصلاح الوضع، وأن الامر سيتطلب إصلاحا منهجيا لتغير لهجة وجوهر الحكم الأمريكى.