قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الفوضى المستمرة داخل الجيش التركى، بسبب عمليات التطهير التى يجريها الرئيس رجب طيب أردوغان منذ المحاولة الفاشلة للإطاحة به تعد ضربة نفسية لبلد مقسم بشدة، مضيفة أن تلك المؤسسة التى كانت تمثل ركنًا لتركيا الحديثة باتت مكسورة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية فى تقرير على موقعها الإلكترونى، اليوم الجمعة، إلى أن الضباط الذين سعوا للإطاحة بأردوغان كانوا يريدون ضمان دعم رئيس الأركان خلوصى آكار لهم، لكن رفضه لهذه المحاولة كان سببا رئيسيا فى فشلها، خلافًا لما حدث فى أعوام 1960 و1971 و1980.
والآن يقود الرئيس التركى عمليات تطهير واسعة ويقوم بسجن وتعليق عشرات الآلاف من موظفى الدولة، وأصبح الجيش الذى كان يمثل قوة موحدة للبلاد، منقسمًا بشدة وفقد قوته ومصداقيته.
وقال خليل كرافيلى، الزميل بمعهد آسيا الوسطى والقوقاز وبرنامج دراسات طريق الحرير "مع إنكار الركيزة الأساسية، فإن الدولة التركية لم تعد قادرة على لم المجتمع المنقسم أو التصدى بفعالية للتهديدات الإرهابية".
وقالت نيويورك تايمز إن ما ألحقه أردوغان بالجيش التركى ليس ضربة فقط لبلاده ولكن للناتو أيضًا، التى تعد تركيا عضوًا فيه، والجيش التركى هو حليف بالغ الأهمية فى مكافحة الإرهاب، ومواجهة تنظيم داعش والسيطرة على مد المهاجرين الذى أغرق أوروبا.
وأضافت أن الفوضى داخل الجيش التركى لا يرمز فقط لتراجع قوة المؤسسة العسكرية فى البلاد فى مقابل صعود قوة الشرطة، التى بناها أردوغان كحصن، ولكن تراجعت مصداقيته أيضًا كشريك موثوق به للغرب، وفضلًا عن ذلك فإنها ضربة نفسية هى الأكبر للأمة التى تعانى انقسامًا بشكل سيئ للغاية.
وأشارت إلى أن المتدينين والعلمانيين، الأغنياء والفقراء، وكل شخص خدم فى الجيش التركى، لذا فإنه بالنسبة للجميع سواء النخبة الحضرية أو الفقراء، فإن الجيش رمز للهوية التركية.
وتحدث ألب كوناك، عامل فى فندق فى أسطنبول، عن أسرته وكيف أن الجيش كان قادرًا على تجاوز الخلافات بين الأشقاء، قائلا "إن ليبراليا وأخيه متدين جدا لكننا تقربنا جدا من بعضنا بعد إنهاء الخدمة العسكرية، لأننا جميعا عملنا من أجل مستقبل بلادنا.. نحن حميعا نؤمن بجيشنا".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن كلا من مؤيدى ومعارضى الرئيس التركى الانقسامى، أردوغان، يشعرون بأنه تم خداعهم، فلقد تم إقناعهم أن الجيش مُسيس ويسعى لتقويض الديمقراطية لكن جميعهن كانوا على خطأ.
وقال محللون إن محاولة أردوغان لتأمين السيطرة المدنية على الجيش منذ سنوات، أدت إلى نتائج عسكية، وقد استهدفت عزل الضباط العلمانيين من القوات المسلحة واستبدالهم بالإسلاميين ممن هم على صلة برجل الدين فتح الله جولن، الذى يتهمه الرئيس التركى بأنه العقل المدبر لمحاولة الإطاحة به من السلطة.