بعد 120 مباراة دولية يقرر النجم باستيان شفاينشتايجر اعتزال اللعب الدولى مع منتخب بلاده، اللاعب الذى كان له فضل كبير فى نيل ألمانيا اللقب العالمى وجد نفسه يقدم على خطوة فى ظروف لم تنصف عطاءاته.
قائد ألمانيا يصدم الجميع ويقرر الاعتزال الدولى
فعلها قائد المنتخب الألمانى لكرة القدم وأعلن بشكل مفاجئ اعتزال اللعب الدولى عير تغريدة جاء فيها أيضا أنه طلب من المدرب يواخيم لوف عدم إشراكه فى المستقبل.
هكذا أنهى باستيان شفاينشتايجر النجم الذى أسر فى مونديال ألمانيا 2006 إلى جانب زميله لاعب فريق كولنيا آنذاك لوكاس بودولسكى، قلوب ملايين المشجعين الألمان، حين أضحى اسم الثنائى "شفاينى وبولدى" يتردد على كلّ لسان.
120 مباراة لعبها شفاينشتايجر بقميص المانشافت منذ عام 2004، وهو بذلك يحلّ رابعا على قائمة لاعبى المانشافت من حيث عدد مشاركتهم فى المباريات الدولية، وذلك خلف صاحب الرقم القياسى إلى غاية اللحظة لوثر ماتيوس (150 مباراة) وبعده ميروسلاف كلوزه (137 مباراة)، ثمّ صديقه لوكاس بودولسكى (129 مباراة).
وبعد اعتزال فيليب لام عقب تويج منتخب ألمانيا كبطل للعالم فى مونديال البرازيل، وضع شفاينشتايجر شارة قيادة المنتخب على ذراعه إلى اليوم.
بيان اعتزال شفاينشتايجر اللعب الدولى
"أوجه شكرى إلى المشجعين، إلى الفريق، إلى الاتحاد الألمانى لكرة القدم، وإلى المدرب وإلى الطاقم حول المنتخب، فى 120 مباراة كان لى الشرف فى تمثيل بلادى، ومعايشة لحظات من الصعب وصف جماليتها ومدى نجاحها".
ولأن اللقب القارى كان من أقوى اللحظات التى عاشها اللاعب مع منتخب بلاده، كان من المنطقى جدّا أن يركز الأخير على هذه النقطة بالذات، معتبرا أنه "من الناحية التاريخية والعاطفية، نجحنا فى أمر لا يمكننى أن أعيشه مرة أخرى فى مسيرتى.. ولهذا فمن الصواب والمنطق أن أنهى المشوار الآن، متمنيا بكل ما هو أفضل فى نهائيات مونديال 2018".
Danke #Schweini! Die Nationalmannschaftskarriere des Bastian #Schweinsteiger in Bildern. pic.twitter.com/uHgJ2w1ltj— SPIEGEL ONLINE (@SPIEGELONLINE) 29 يوليو، 2016
بيد أن من يقرأ هذه الجملة يعتقد أننا اليوم فى صيف 2014، وأن شفاينشتايجر أراد إتباع الحكمة التى تحثّ الراغب فى الاعتزال مهما كان مجال عمله أن يفعل ذلك وهو فى القمة حتى لا يُضيّع عليه التاريخ إنجازاته.
لكن شفاينشتايجر انتظر سنتين، لأنه كان حينها فى التاسعة والعشرين، أى أن المستقبل الكروى لا يزال طويلا أمامه، كما أنه كان مدفوعا برياح حماسة منقطعة النظير، فلم يحدث فى التاريخ أن اهتز عرش البرازيل سبع مرات فى إنجاز شارك هو فيه.
لكن ما حدث فى السنتين الأخيرتين لم يكن ليخطر فى مخيلة أحد أهم المفاتيح التى ساعدت ألمانيا فى الحصول على اللقب العالمى، خاصة فى مباراة النهائى أمام الأرجنتين.
تجربة مريرة
إقدام شفاينشتايجر على هذه الخطوة جاءت نتيجة لتجربة شديدة المرارة فى نهائيات كأس أوروبا للأمم/ يورو فرنسا 2016، والتى انتزعت البرتغال لقبها على حساب الدولة المضيفة.
شفاينشتايجر أراد بذلك تحمل المسؤولية كاملة لعدم تأهل ألمانيا إلى نهائى البطولة، خاصة وأنه قام بخطأ مصيرى فى مباراة نصف النهائى أمام أصحاب الأرض، حين تسبب بخطأ قاتل قبيل نهاية الشوط الأول بلمسه الكرة باليد أثناء التحام فى الهواء مع المدافع الفرنسى باتريس إيفرا، احتسبه الحكم الإيطالى نيكولا ريتزولى فورا ضربة جزاء، حولها نجم أتلتيكو مدريد أنطوان جريزمان إلى هدف لصالح الديوك محدثا بذلك صدمة لدى المانشافت لا زال وعلى ما يبدو شفاينشتايجر يواجهها إلى غاية اللحظة.
What a goal to end your incredible @DFB_Team career @BSchweinsteiger! ????#DieMannschaft????
[via:@adidasfootball] https://t.co/yM7FpWpJLO— Trevin (@Trevin_Govender) 29 يوليو، 2016
ولا يمكن اعتبار أن هذا الخطأ هو السبب الوحيد بل هو سبب من بين أسباب عديدة. والقصة بدأت فى فريقه الأم بايرن ميونيخ حين وجد ابن النادى البار نفسه مرفوضا من قبل المدرب الكاتالونى بيب جوارديولا.
فى الوقت ذاته، نال منه نحس الإصابة هو الآخر وطارده منذ صيف 2014 ما أدى إلى تراجع مستواه بشكل ملحوظ، حتى إنه شدّ رحاله إلى يورو فرنسا وهو غير متعافٍ كليا، وهناك يتعرض مرة أخرى للإصابة فى مباراة ربع النهائى أمام إيطاليا، ورغم أن المدرب يواخيم لوف وعد أنه لن يشرك أحدا لم يتعاف مائة بالمائة، إلا أنه اعتمد فى نهاية المطاف على قائد المنتخب فى نصف النهائى.
وبسبب الإصابة أيضا لم يجد موطأ قدم مع فريقه مانشستر يونايتد الذى بدا له بديلا لبايرن، وهناك لم يلعب سوى 13 مباراة، ومن المتوقع جدا أن لا يلعب مباريات أخرى بعد أن كشفت صحيفتى "جارديان" و"ديلى ميل" أن الألمانى بات ضمن مجموعة تضم تسعة لاعبين لن يتدربوا مع التشكيلة الأساسية أى مع زلاتان إبراهيموفيتش والآخرين، بل أن المدرب جوزيه مورينيو استبعد رسميا شفاينى من حساباته.