تسببت ثورة 30 يونيو فى الكشف عن التنظيمات الهيكلية لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان فى مقدمة تلك التنظيمات رفع النقاب عن "تنظيم الأخوات" أحد أهم الأفرع التابعة للجماعة، التى خططت بشكل دائم لإرهاب المجتمع بالمظاهرات والتحريض على العنف على مستوى القطر المصرى.
واحتلت المرأة الإخوانية الصفوف الأولى خلال الفترات السابقة لمواجهة الشرطة و الجيش وأحياناَ مع المواطنين، فمنذ إنشأ حسن البنا في 1933 للجماعة، وتطورت بعد ذلك لتكوين تنظيم نسائى داخل الجماعة من خلال توظيف هذا التنظيم لمساعدة الجماعة وعناصرها الذكور في لحظات المواجهات السياسية والأمنية، فكان يتمّ استغلالهنّ على الدوام في عمليات دعمٍ لوجستيةٍ من جمع المال إلى نقل المعلومات إلى عمليات الإيواء والتستر ونحوها.
كانت أول فرقة للأخوات المسلمات فى محافظة الإسماعيلية في 26 أبريل عام 1933 كان تنظيم الأخوات المسلمات فى البداية عملا دعويا اجتماعيا بالأساس يهدف إلى الحض على تحقيق العقيدة الصحيحة والالتزام بمكارم الأخلاق قبل أن ينغمسن سريعا فى السياسة، ربما بقوة دفع الأحداث الكبرى ومن ضمنها المواجهة مع نظام ثورة يوليو، وتتحول إلى جزء من حركة أيديولوجية غارقة فى كل معانى السياسة وطقوسها ورموزها.
ويعد استخدام العنصر النسائى في مثل هذه العمليات الخطرة يأتي ضمن منهج الاستغلال "الإخواني" الأشمل، فلطالما أتقن "الإخوان" هذا المنهج الاستغلالي، سياسياً في الداخل والخارج، في الداخل استغلوا كل التيارات المفارقة داخليا وخارجيا منذ إنشاء الجماعة.
وظهر تنظيم الأخوات بشكل مباشر بعد ثورة 25 يناير، حيث رأى مكتب الإرشاد أن الدفع بالنساء من قبل واستغلالهن في فترات الانتخابات البرلمانية، والانتخابات المحلية، بإعتبارهن كتلة تصويتية كبيرة يجب أن تستغل سياسيا، نظرا لإرتفاع نسبتهن التي تقترب من ضعف الكتلة التصويتية للرجال، وكذلك لاستخدامهم في الحشد للتظاهرات .
والواقع يؤكد أن الوجه الحقيقى للجماعة ظهر عقب فتح الإخوان باب المشاركة السياسية، وخاصة بعد ثورة 30 يونيو فلم تعرف الجماعة مثلا معسكرات لتدريب الفتيات على العنف أو حتى العاب رياضية لكن مع سقوط الإخوان واعتصام رابعة أظهرت نساء الإخوان أن لهن دور ليس في الحشد وفقط أو احتلال الصفوف الأولى .
المشاركة للأخوات على أرض الواقع تم تفعيلها في الانتخابات البرلمانية لعام 2000، بترشيح جيهان الخلفاوي في تلك الانتخابات عن دائرة الرمل بالإسكندرية بعد ضغوط بعض نساء الإخوان لإعطائهن فرصة في العمل الإداري والسياسي للتنظيم، حيث تكثفت بشدة المشاركة السياسية لنساء الجماعة بعد عام 2004، وتقدم للترشح العديد من سيدات الإخوان في الانتخابات البرلمانية عام 2005، كان على رأسهن جيهان الخلفاوي للمرة الثانية، وترشحت مكارم الديري عن مدينة نصر.
وفى أول الإنتخابات التى أعقبت ثورة 25 يناير تقدم عدد كبير منهن على قوائم مجلس الشورى، ونجح عدد ليس بالقليل إلى جانب مشاركة ما يقرب من ثلاث سيدات إخوانيات في الجمعية التأسيسية لإعداد دستور 2012، وكان منهن عزة الجرف، الشهيرة بـ"أم أيمن"عضو مجلس الشعب المنحل، ودكتورة أميمة كامل، وهدى غنيمة، وسوزان سعد زغلول عضو مجلس الشورى المنحل.
إلا أن التحولات المستمرة لتنظيم الإخوان في الجماعة وخاصة في دور السيدات ظهرت جلياَ بسقوط الرئيس المعزول محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو والتي كشفت عن الوجه العنيف لنساء الإخوان فكُن أول المعتصمين في رابعة العدوية، وأقمن في الميدان وشاركن في أعمال العنف التي تقوم بها الجماعة في تظاهراتهم لكن الوجه الأعنف كان بعد فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.
تم تشكيل بعض تلك التنظيمات عقب الفض مثل أخوات "ضد الدولة" وأعلنت مسئوليتها عن عمليات عنف و"حركة 7 صبح"، و "اخوات ضد الانقلاب"، حيث أصدرت هذه الحركات بيانات محرضة على العنف وتحث نساء وبنات الجماعة على الاستمرار في المواجهة واعتمدت الجماعة على السيدات في المحافظات والجامعات وخاصة في جامعة الأزهر للحشد في مظاهراته ووضعهن في الصفوف الأولى للتصدي لمظاهرات الجماعة وذلك لصعوبة قيام الرجال بمهام الحشد نتيجة الاحتماء بالميادين.
من جانبه، قال مصدر أمنى، أن تنظيم الأخوات كان له دور بارز خلال الفترة الماضية من خلال المشاركة وتنظيم عدد من التظاهرات عقب القبض على الصف الأول والثانى من الجماعة، حيث شاركن بشكل واضح منذ مظاهرات "جمعة لا للعنف" وإعلان الاعتصام فى محيط رابعة العدوية والنهضة، حيث بدأ عمل قسم "الأخوات" مبكرا قبل القبض على قادة مكتب الإرشاد، وبالتحديد عندما قامت نساء الإخوان بجلب أخواتهن والأطفال إلى الاعتصامين لتشكيل دروع بشرية من الأطفال فى محاولة مستميتة لمنع الأمن من فض الاعتصامين بالقوة كما حدث بالفعل.
وأضاف المصدر فى تصريح لـ"انفراد" أن القيادات الأمنية تعمل بشكل مكثف منذ 30 يونيو لرصد قادة الجماعة من الصفوف المختلفة من الرجال والنساء على السواء، مشيراَ إلى أن إعطاء الأولولوية كان للقبض على قادة الإرشاد والصف الثانى والثالث من قيادات الجماعة، وأن حالة الرصد الأمنى ضمت قيام مجموعة من قسم "تنظيم الأخوات "بالحشد والتنظيم وإبلاغ الرسائل فى الداخل والخارج، بالإضافة إلى التحريض على العنف.