"الغدارة والخائنة وغير المنصفة" أسماء عدة للثانوية العامة، تلك الفيروس القاتل والمستنزف لأموال وأعصاب الأسر المصرية على مر السنين.
"أحمد" طالب ثانوى متفوق منذ الصغر، كان هدفه أن يحقق أمل عائلته بالالتحاق بإحدى كليات القمة، وضع أمامه مستقبله، واجتهد وذاكر وعمل ما عليه من دور حتى نهاية الامتحانات.
وكعادتها الثانوية العامة لا تعطى ما يحتاجه الطالب، فعاندته النتيجة وحصل على مجموع متدنٍ، فقرر أن يقدم على الانتحار لفشله فى تحقيق أمل أهله والالتحاق بكليات القمة.
اختلى أحمد بنفسه داخل غرفته وأحضر مبيدا حشريا "سم فئران" وتناوله ليدخل فى حالة إعياء شديدة، وينقل إلى مستشفى بنى سويف العام فى حالة خطرة ثم يتم تحويله إلى أحد معاهد السموم بالقاهرة ليلقى ربه بعد فشل العلاج.
أصدقاء أحمد وصفوه بالبشوش المتدين المجتهد، ولم يصدقوا حتى الآن أنه فارق حياتهم وانتقل إلى الرفيق الأعلى بسبب سنة دراسية أو نتيجة امتحان يتساوى بعدها خريج الهندسة بخريج التجارة فكلاهما يبحثان عن فرصة عمل.
كان المستشار تامر الخطيب المحامى العام لنيابات بنى سويف قد أمر بالتصريح بدفن جثة الطالب "أحمد.ع" 17 سنة مقيم مركز بنى سويف، بعد وفاته متأثرا بتناوله مبيد حشرى "سم فئران" لمروره بحالة نفسية سيئة عقب تدنى مجموعة فى الثانوية العامة.
وشيع الآلاف من أهالى مركز بنى سويف، اليوم، جثمان الطالب إلى مثواه الأخير بمقابر عائلته وسط حالة من البكاء الشديد والحزن على فقدان أحد الشباب الذين كانوا يتسموا بالأدب والخلق الطيب والاحترام.
كان اللواء خلف حسين مدير البحث الجنائى بمديرية أمن بنى سويف قد تلقى إخطاراً من مستشفى بنى سويف العام بوصول "أحمد.ع" 17 سنة طالب بالصف الثالث الثانوى مصاب بتسمم حاد فى الدم لتناوله مادة سامة مبيد حشرى "سم فئران"، وحالته خطرة، وتم نقله إلى معهد السموم فى القاهرة بسيارة إسعاف مجهزة.
دلت التحريات الأولية للواء خلف حسين مدير البحث الجنائى، وبسؤال أقارب الطالب، أن الطالب أصيب بصدمة نفسية كبيرة عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة وحصوله على مجموعة متدنى على الرغم من مذاكرته المستمرة طوال العام.
وأضافت التحريات أن الطالب خلى بنفسه وتناول المبيد الحشرى ليصاب بحالة من القىء والغثيان، وتم نقله إلى مستشفى بنى سويف العام فى حالة خطرة، وتحويله إلى معهد السموم بالقاهرة، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة لتمكن السم من دمه.