فى تمام الساعة العاشرة من مساء أمس الجمعة، داخل إحدى قاعات فندق شهير بمنطقة كنج ماريوت غرب الاسكندرية، عقد 3 وزراء واثنين من نواب الإسكندرية جلسة صلح مغلقة بين كل من الدكتور أحمد زكى بدر ووزير التنمية المحلية والمهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية.
الضيوف المشاركين فى عملية الصلح هم كل من: الدكتور جلال السعيد وزير النقل والمواصلات، والدكتور أشرف العربى وزير التخطيط، والدكتور خالد حنفى وزير التموين، وأحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، وكل من حسنى حافظ عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة شرق الإسكندرية، ومحمد القرنى عضو مجلس النواب المستقل عن دائرة منيا البصل، وهما النائبان اللذان سبق لهم التقدم بطلبات إحاطة للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب للإبقاء على المهندس محمد عبد الظاهر محافظًا للإسكندرية وضرورة دعم الحكومة له.
تفاصيل الخلاف بين الوزير والذي تصدر حوار الوزراء والنواب المشاركين في الصلح قبل بدء الجلسة، كان عبارة عن ظهور محافظ الإسكندرية فى حلقة تليفزيونية ببرنامج الإعلامى وائل الإبراشى بقناة دريم الإسبوع الماضى، وخلال الحلقة شن المحافظ هجومًا على وزير التنمية المحلية الدكتور أحمد زكى بدر، ولم يقتصر على ذلك، حيث اتهم المحافظ وزير التنمية المحلية بإهدار المال العام للموافقة لأحد المستثمرين على الحصول على قطعة أرض بجوار "كارفور الإسكندرية" بداعى أنها أرض تابعة للأوقاف، وليست المحافظة وإهدار مليار جنيه قيمة الأرض على الدولة، بالإضافة إلى تأكيد المحافظ بأن الوزير لا سلطة عليه وأن من يملك اقالته هو رئيس الوزراء.
وما زاد الأمور تعقيدًا تأخر المحافظ حوالى ساعة كاملة عن جلسة الملتقى الثالث لمناقشة الثورة التشريعية والتنمية الاقتصادية المنعقد لبحث الأجندة التشريعية فى ضوء خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة بحضور الوزراء السالف ذكرهم، والتى كان من المقرر عقدها فى تمام السابعة مساءً إلا أن المحافظ تأخر ووصل في تمام الثامنة إلا ربع مما أثار غضب الوزير ورفض الترحيب به، خاصة وأنه كان من المتفق عليه عقد جلسة الصلح فور انتهاء المتلقى وهو فى تمام العاشر مساءً موعد جلسة الصلح.
وباءت محاولات الصلح التى قام بها الوزراء ورئيس الإتحاد العام للغرف التجارية، بين الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، والمهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية بالفشل، بعد رفض الوزير قبول التصالح.
وجاءت الجلسة، بعد انتهاء الملتقى الثالث لمناقشة الثورة التشريعية والتنمية الاقتصادية، الذى يعقد داخل أحد فنادق غرب الإسكندرية، بحضور مجموعة من وزراء المجموعة الاقتصادية، وعدد كبير من المختصين والخبراء الاقتصاديين والقانونيين، فى منع كامل لحضور الصحافة ووسائل الإعلام ، لبحث الأجندة التشريعية فى ضوء خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة.
وبدأ الخلاف بين الطرفين يشتعل، حينما تأخر المهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية عن حضور الملتقى قرابة الساعة إلا ربع، وعند وصوله قام القائمين على الملتقى بالترحيب الشديد به مما أثار حفيظة الوزير، وطلب قطع الترحيب واستكمال الملتقى، معبراً عن غضبه لعدم التزام المحافظ بالموعد المحدد.
وبعد انتهاء الملتقى، وتناول طعام العشاء داخل الفندق، جلس الوزراء للإسراحة أمام حمام السباحة بالفندق، فى أحد الكافيتريات التابعة له، و تدخل أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، لعقد جلسة صلح بحضور وزير التموين الدكتور خالد حنفى، ووزير النقل جلال السعيد ووزير التخطيط أشرف العربى، إلا أن وزير التنمية المحلية رفض الصلح تماماً بعد الحلقة التى قام المحافظ بالتحدث فيها بشكل غير لائق عن الوزارة.
وانسحب وزير التنمية المحلية من جلسة الصلح التى تواجد فيها المحافظ، وقرر المكوث فى غرفته بالفندق طوال الليل.
وقالت مصادر من الذين شاركوا فى جلسة الصلح المغلقة لـ"انفراد"، إن الوزراء المشاركين في عملية الصلح ورئيس الغرفة التجارية حرصوا على تنظيم مأدبة عشاء تجمع الوزير والمحافظ والوزراء والنواب المشاركين في الصلح، لكن جلس الجميع بما فيهم المهندس محمد عبد الظاهر محافظ الإسكندرية، لكن وزير التنمية المحلية رفض في بداية الأمر لكن ضغوط الوزراء عليه جعله يستجيب لهم ويجلس على العشاء، وتناول الجميع العشاء على مائدة واحدة دون التطرق لاى شئ حيث اتفق الجميع على الصلح عقب العشاء.
وبعد انتهاء العشاء خرج الجميع إلى حمام السباحة الكبير بالفندق تمهيد للجلوس وعقد جلسة الصلح، لكن حدث أمر لم يتوقعه المشاركين، وهو أن وزير التنمية المحلية مازال غاضبًا، ورافضًا للصلح لأمرين أولهما هجوم المحافظ عليه بالإضافة الى تأخره عن موعد الملتقى هو ما فسره الوزير بعدم تقدير المحافظ له.
وظهر الغضب واضح على وزير التنمية المحلية، حيث قال بصوت مرتفع فى حضور الوزراء: "كيف يتهمنى بالفساد وإهدار المال العام؟، ولماذا لم يذهب للنيابة العامة إذا كنت أنا فاسد؟.. أنا أطالب المحافظ بتقديم بلاغات رسمية للنيابة إذا صح ما يقوله".. وهنا تدخل الوزارء لتهدئه لاتمام الصلح لكن رفض الوزير الاستجابة لهم وغادرهم وصعد إلى غرفته دون اتمام الصلح، فيما جلس النواب والوزراء في أماكنهم حتى الساعة الواحدة بعد نصف الليل بحضور المحافظ فى محاولة منهم لتهدئة الأوضاع وإقناع المحافظ بالاعتذار للوزير، وهو ما رفضه لتنتهى الجلسة بالفشل فى الصلح بين الوزير ومحافظة.
وكشفت المصادر عن عقد جلسات أخرى بينهما وتدخل آخرين للصلح بينهما خلال الأيام القليلة المقبلة.