تسعى جماعة الإخوان حالياً لاستغلال استقالة ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، لغلق ملف التحقيقات البريطانية حول نشاط جماعة الإخوان، بالإضافة إلى تدشين مساعى لوساطة بريطانية خلال الفترة المقبلة تسعى لإعادة الإخوان للمشهد السياسى من جديد.
وكشفت مصادر عن تفاصيل جديدة حول زيارة الوفد الإخوانى لبريطانيا، منتصف الأسبوع الماضى، والذى ضم عضوين من ما يسمى "المجلس الثورى" للإخوان فى تركيا، وهما فاروق مساهل عضو تحالف مصريون من أجل الديمقراطية بالمملكة المتحدة، وسها الشيخ عضو المجلس الثورى التابع للإخوان، والمنسق السياسى والبرلمانى فى أوروبا، إلى عدد من مسئولى الحكومة البريطانية، وأعضاء بمجلس العموم البريطانى.
وقالت المصادر فى تصريحات لـ"انفراد"، إن الوفد قبل أن يلتقى رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تريزا ماى، الأربعاء الماضى، التقى بعدد من أعضاء مجلس العموم البريطانى، للحديث حول كيفية تفعيل تقارير منظمتى العفو الدولية، وهيومان رايتس ووتش، التى تتضمن أوضاع حقوق الإنسان بمصر، داخل مجلس حقوق الإنسان بالامم المتحدة، لإصدار عدة بيانات تنتقد فيها الوضع الحقوقى فى مصر.
وأوضحت المصادر، أن أعضاء مجلس العموم البريطانى الذى ضم معظمهم من حزب العمال البريطانى لم يبدوا إستجابة كبيرة لهذا المطلب، وأكدوا أنه من الصعب أى تحرك للبرلمان البريطانى بشأن قضية الإخوان فى الوقت الحالى.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الإخوانى، طالب أعضاء مجلس العموم البريطانى، بأن يغلقوا تماماً ملف التحقيقات البريطانية حول نشاط جماعة الإخوان، واستغلال استقالة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى.
وأكدت المصادر أنه عقب فشل اللقاء، تواصلت الجماعة مع مراكز أبحاث بريطانية، لتسهيل تنظيم زيارة لرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، لمحاولة غلق ملف التحقيقات البريطانية نهائياً.
بدوره، كشف هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الإخوان، أن الجماعة حاولت من خلال هذه الزيارة ضمان وساطة مقبلة من قبل بريطانيا لإعادة الإخوان للمشهد السياسى، معتبراً أن هذه اللقاء يعد إساءة للجميع، كاشفاً أن هذا الوفد أرسله كلاً من إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للإخوان، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة.
وقال "أبو خليل" عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، إن هذا اللقاء جاء بعد أقل من أسبوع على تصريحات رئيسة وزراء بريطانية الفاشية، حسب قوله، بأنها لن تتردد بإلقاء قنبلة نووية تقتل 100 ألف من البشر، وهذا اللقاء إساءة لنا جميعاً، فكنا نتوقع تسليم رسالة احتجاج، وليس رسالة تطالبها بالوساطة والضغط، لقد أخطأتم البوصلة هذه المرة ليست هذه سياسة مطلقاً".
ومن جانبه، قال النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن جماعة الإخوان ما زالت تكرس كل جهودها للإضرار بسمعة مصر، وعلاقاتها الخارجية بالدول، موضحاً أن البرلمان المصرى أكد أكثر من مرة استنكاره واستهجانه لترك بريطانيا الباب مفتوحاً لنشاط قوى للإخوان داخل أراضيها.
وأكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فى تصريحات لـ"انفراد" على ضرورة وجود تحركات مضادة من جانب الدولة المصرية لمواجهة نشاط الإخوان المعادى للدولة فى بريطانيا، وأن يكون هناك لقاءات قريبة من جانب الدبلوماسية المصرية مع رئيسة الحكومة البريطانية، ويكون هناك تحرك دبلوماسى حكومى وبرلمانى.
وأشار أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان ترصد بشكل مكثف كافة اللقاءات التى تقوم بها جماعة الإخوان مع مسئوليين بريطانيين وأعضاء بمجلس العموم البريطانى، وتمتلك معلومات قوية حول هذا الملف ولقاءات قيادات التنظيم الدولى بأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالعموم البريطانى، وسيتم استخدام ذلك ضدهم خلال الفترة المقبلة.
وفى ذات السياق، قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن التنظيم يرى استقالة ديفيد كاميرون فرصة ذهبية لغلق ملف التحقيقات البريطانية التى تم إجراءها حول نشاط الإخوان، والتى كشفت علاقة الجماعة بالتنظيمات الإرهابية، باعتبار أن من أشرف على هذه التحقيقات تقدم باستقالته من منصبه.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن التنظيم يجد مساعدة من قبل بعض الجمعيات الإسلامية البريطانية التى لها صلة قوية بالحكومة البريطانية فى الوصول للمسئوليين البريطانيين ولقاءهم، خاصةً أن الجماعة تمتلك أكبر مكتب لها فى لندن.