وسط حالة من الحزن والدموع تملأ عينيه، سرد مصطفى سيد من قرية عرب العطيات بمركز أبنوب بأسيوط تفاصيل واقعة اختطاف من مستشفى أسيوط الجامعى من قبل سيدة مجهولة بعد ولادته بيوم واحد. وقال مصطفى إن الخاطفين قتلوا أول فرحة لى وكانت نيتى تسميته "آدم" ولكنهم لم يمهلونى تسميته ولا حتى أن يرتدى الملابس التى اشتريتها له.
الجمعة 22 يوليو الجارى يوم ميلاد الطفل
أضاف مصطفى أنه فى الساعات الأولى الموافق 22 يوليو وتحديداً بدأت زوجته تشعر بآلام الحمل فتوجه بها مسرعاً إلى مستشفى أبنوب المركزى ولكن المستشفى قامت بتحويلها إلى مستشفى صحة المرأة التابعة لمستشفى أسيوط الجامعى، ثم دخلت إلى غرفة العمليات وبالفعل تمت عملية الولادة وأخرجوا لنا الطفل وكانت صحته جيدة ويمكن استلامه لكن الأم كانت مصابة بتسمم حمل، وتم إدخالها بعد الولادة مباشرة إلى غرفة العناية المركزة بذات المستشفى بعد أن أصيبت بتشنجات بسبب تسمم الحمل.
اللحظات الأولى لرؤية المولود وفرحة الأسرة
أكمل مصطفى وبدأ يفقد السيطرة على دموعه المنهمرة، كانت أول فرحة لى فسعادتى كانت لا توصف وأنا أرى مولودى الأول ولم أكن أتخيل سرقة هذه الفرحة بهذه السرعة. وأوضح مصطفى أنه أصابه التعب بعد يوم طويل وتنقل فى المواصلات من قرية عرب العطيات التى يقطن بها وصولا إلى مركز أبنوب ومن أبنوب إلى مدينة أسيوط، حيث قضى يوماً كاملاً صعوداً ونزولا بين غرف المستشفى فقرر أن يعود إلى منزله كى يسترح بعد الوقت، بعد أن اطمأن على زوجته ومولوده، وترك حماته فى المستشفى مع ابنتها وبعد ساعة اتصلت بى حماتى وطلبت منى أن أعود مرة أخرى إلى المستشفى كى اشترى علاج لزوجتى ولبن للمولود، وأخذت معى بطاقة حماتى لكى تستلم الطفل وبالفعل استلمت الطفل.
اختطاف الطفل
استطرد مصطفى قائلاً فى اليوم الثانى لولادة ابنى جمعت بعض من ملابسة وتوجهت بها الساعة 11 صباحًا إلى مستشفى صحة المرأة التابعة للمستشفى الجامعى، وأبلغت والدة زوجتى بأن تبلغنى بكل الطلبات مرة واحدة حتى أشتريهم دفعة واحدة بدلاً من الصعود والنزول على سلالم المستشفى كل ساعة، وفى هذا اليوم أيضا جاء إلى المستشفى شقيق زوجتى وشقيقتها واحد أقاربهم أيضا وظلوا معنا حتى الساعة السادسة من مساء اليوم وقضيت ليلتى بالمستشفى بعد أن قمت بصلاة العشاء وخرجت أتناول بعض الطعام ثم عدت مرة اخرى إلى المستشفى.
سيدة تغافل حماته وتخطف الطفل
وأضاف مصطفى اننى بعد أن عدت إلى المستشفى وقام الأمن بإنزال كل الزائرين قمت بالجلوس فى فناء المستشفى، حيث إن الوقت تأخر للعودة إلى منزلى وحتى أكون بجوار زوجتى إذا احتاجوا أى طلب آخر ولكن فوجئت باتصال من حماتى أبلغتنى فيه باختطاف الطفل فقمت بسرعة وتوجهت ناحية العناية المركزة التى بها زوجتى والتى تجلس أم زوجتى أمامها ومعها الطفل، وعندما وصلت إلى المكان وجدت حماتى فى حالة انهيار وبكاء وتجلس على الأرض فسألتها ماذا حدث فتحدثت سيدة من محافظة قنا كانت تجلس بجوارها أن حماتك كانت جالسة ومعها الطفل، وكان على رجليها وكانت تجلس معنا سيدة أخرى تحكى معنا وأخذت الطفل بعد أن غافل النوم حماتك.
وأكمل مصطفى: نزلت بسرعة أبحث هنا وهناك وأسأل الأمن المسئول عن المستشفى ولكن دون فائدة، وقضينا ليلة كاملة نبحث عن الطفل وعن هذه السيدة حتى ظهرت خيوط فجر اليوم الثانى، ولكن دون جدوى وانتهى الأمر بتحرير محضر داخل نقطة المستشفى حمل رقم 6371 قسم أول أسيوط.
مواصفات الخاطفة
قال مصطفى إنه عندما أيقن باختطاف نجله بدأ فى السؤال عن مواصفات هذه السيدة ولماذا كانت موجودة بالمستشفى، وأن بعض السيدات اللاتى كن بجوار حماته قلن له إن السيدة التى أخذت ابنه هى سيدة قصيرة، وبيضاء، وجسمها سمين، والبعض قال لى إنها سلمت الطفل لشخص آخر كان ينتظرها.
مصطفى يتهم إدارة المستشفى بالتقصير
واتهم والد الطفل المخطوف مستشفى صحة المرأة وإدارة المستشفى الجامعى بالتقصير، وذلك أن المستشفى رغم ضخامتها، وقيمتها الكبيرة لا توجد بها كاميرات مراقبة كانت من الممكن أن تساعد كشف مرتكب الواقعة غدًا كاميرات على بوابة واحدة فضلاً عن أن الأمن من المفترض أنه يقوم بإنزال كل زائرى المرضى عدا المرافقين الأساسين، فلماذا ترك الأمن هذه السيدة وهل هناك علاقة بينها وبين العاملين بالمستشفى، وخاصة أن هناك تشديدات أمنية منعتنى أنا شخصيًا من زيارة زوجتى المريضة.
واستنكر مصطفى تنصل المستشفى من المسئولية وأنها اكتفت بتسليمه لجدته، قائلا: إن ابنى تم اختطافه من المستشفى أمام غرفة العناية المركزة، وكان بحوزة جدته التى هى فى الأساس مرافقة لوالدته المريضة بغرفة العناية المركزة. وأثنى والد الطفل على التحركات الأمنية بمديرية أمن أسيوط واهتمامها بقضية نجله وطالب الجهات الأمنية بمساعدته أكثر من ذلك لإعادة نجله.
كانت مديرية أمن أسيوط قد تلقت إخطارا من قسم شرطة أول أسيوط يفيد ورود بلاغ من المواطن مصطفى سيد أحمد محمد مقيم عرب العطيات البحرية بمركز أبنوب، باختطاف نجله المولود وعمره يوم واحد من مستشفى اسيوط الجامعى ولم ترد اى مكالمات من خاطفين أو غيره.
وقال والد الطفل فى البلاغ إن والدة الطفل وضعته بعملية قيصرية أدت إلى مضاعفات دخلت على إثرها غرفة العناية المركزة وظل الطفل بجوار جدته، إلا أنها فوجئت فى لحظات بعدم وجود الطفل بجانبها، تم تحرير المحضر رقم 6371 بقسم أول أسيوط.