"الشيخوخة" تضرب مراكز الشباب.. غياب الدعم حول ساحات الرياضة لمقاهى للشيشة وحلقات للسمر ترفع شعار"الإدمان للجميع".. وأطلال مبانى وأراضى مهجورة بقايا خطة "الشباب والرياضة"..والدعم والرقابة أبرز الحلول

مبنى قديم من طابقين، يتوسط مساحة أرض شاسعة محاطة بسور من الأسلاك الشائكة، الكلاب والقطط تتسلل من بين الأسلاك تتجول بحرية تامة دون إزعاج داخل الأرض المهجورة.. إذا استسلمت لفضولك وقررت دخول المبنى لاستطلاع ما بداخله، ستفاجأ بعدد من الغرف المغلقة، ومكاتب قديمة، وبعض "الكراكيب" عبارة عن أدوات ألعاب رياضية قديمة ملقاة بإهمال على أرضية المكان، وحلقة سمر تضم عدد من كبار السن يتبادلون تدخين الشيشة أثناء لعب "الكوتشينة" على أنغام أغانى أم كلثوم.. إنه حال أحد مراكز الشباب القروية.

المقدمة التمهيدية لاشك ستذكرك بمشهد الزعيم عادل إمام، عندما كان يلعب دور وزير الشباب فى فيلم "التجربة الدانماركية"، والذى نقل واقع حى لمراكز الشباب القروية، عندما اكتشف تحول مركز الشباب إلى حظيرة لتربية الطيور والأغنام، وهو بالفعل الواقع الذى تعيشه معظم مراكز الشباب التى عانت على مدار سنوات طويلة من الإهمال، حتى تحولت لخرابات يقصدها المدمنين لتعاطى المخدرات فى أمان تام.

كان المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، قد صرح أمام مجلس النواب، إن إجمالى عدد مراكز الشباب فى الجمهورية يزيد عن 5000 مركز منهم 3600 فقط، بهم ملاعب كرة قدم، لافتا إلى أن مراكز الشباب التى لا يوجد بها ملاعب كرة مساحاتها ضيقة، ولا تصلح لأن يتم إنشاء ملاعب كرة بها، لافتًا إلى أن إنشاء ملعب الكرة يتطلب مساحة تتجاوز 900 متر على الأقل. وأضاف وزير الشباب والرياضة، أن الموازنة المخصصة لدعم مراكز الشباب والأنشطة والاستثمار بها والبناء والتشييد تبلغ 320 مليون جنيه سنويًا، لافتًا فى الوقت ذاته إلى أن الوزارة أنفقت ما يزيد عن 3 ونصف مليار جنيه على تطوير مراكز الشباب خلال العامين الماضيين.

بحساب بسيط، من واقع تصريحات الوزير، المسئول الأول عن هذا الملف البالغ الأهمية، نكتشف الكارثة التى تعيشها مراكز الشباب فى مصر، تخصيص 320 مليون جنيه لدعم 5000 مركز شبابى سنويا، يعنى أن كل مركز شباب يتكلف سنويا أقل من 6 آلاف جنيها، ما بين أنشطة وبناء وتطوير واستثمار.. وبعد ذلك نملأ الدنيا صراخا ونضرب الأرض بأرجلنا مندهشين من هرب الشباب للجلوس على الكافيهات أو التسكع على الطرقات.

ساهم التوزيع الجغرافى السيء لمراكز الشباب بشكل كبير فى إهمالها، حيث عمدت الحكومة إلى بناء بعضها بجوار المقابر، كما أن النشاط الاجتماعى والترفيهى فى المراكز التى ما زالت فى الخدمة لا يتعدى وجود ملعب متقادم لكرة القدم وقاعة للتنس تضم بعض الطاولات المتآكلة والنوافذ المحطمة، ما يجعل استخدامها فى الظروف الحالية شبه مستحيل، كل هذا بجانب انتشار مراكز الشاب الوهمية التى تأسست بغرض الدعايات الانتخابية، وخدمة المرشحين فى الانتخابات، وهو ما يحرم أهل القرية من مركز شباب حقيقى يستوعب الشباب. مشهد شديد الغرابة، الكافيهات والمقاهى، المشروع الأكثر ربحية على الإطلاق، والدجاجة التى تبيع لصاحبها ذهبا، نظرا للإقبال الشبابى الكبير والدائم على تلك الكافيهات، خاصة أنهم يجدوا فيها كل ما يلزمهم، من مشاهدة بطولات كرة القدم العالمية، وممارسة ألعابهم المفضلة، ولقاء الأصدقاء بحرية بعيد عن زحام المنازل، فى الوقت الذى لا يجدون فيه مركز شباب يجمعهم ويوفر لهم احتياجاتهم. فى ظل تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتأكيده الدائم والمتواصل على ضرورة الاهتمام بالشباب، وتنمية دوره القيادى فى المجتمع، فإننا أمام معضلة خطيرة، وأزمة تحتاج لوقفة جادة من أجل وضع خطة وطنية جادة مسلحة بإيمان الحكومة بأهمية الشباب ودورهم الكبير فى بلد يعانى مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة ترفع نسبة البطالة بين الشباب إلى أرقام فلكية.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;