استمعت النيابة العامة بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج برئاسة المستشار ثابت سالم وكيل النائب العام لأقول الفتاة التى تعرضت لعملية التعذيب بقرية أولاد سالم دائرة مركز دار السلام وتدعى "حياة على عابدين" 18 سنة، على يد والدها وزوجته التى قامت بتكبيلها بالسلاسل والجنازير لمدة عام كامل بدون طعام إلا عن الضرورة مع التعدى عليها باستمرار بالضرب حتى تفقد الوعى.
وروت حياة للنيابة القصة كاملة من بداية عملية التعذيب حتى نهايتها، واتهمت "هناء" زوجة أبيها بأنها هى التى كانت تقوم بتعذيبها، وأن والدها كان على علم بذلك ومشترك فى الجريمة، مشيرة إلى أنها متمسكة باتهام زوجة أبيها، بعد أن أجبروها عن التنازل فى النيابة المرة الأولى، وأنها سوف تسامح والدها وتتنازل عن حقها فى حالة حبسه حتى لا يتشرد أشقائها العشرة ويصبح مصيرهم الشارع دون أن يجدوا من يعولهم.
واستمرارًا للمفاجآت فى القضية فجرت "حياة " مفاجأة من العيار الثقيل حول زوجة أبيها، وقالت لـ"انفراد"، أن لها شقيقة أصغر منها تبلغ من العمر 10 سنوات تدعى " بخيتة" تتعرض لأبشع أنواع التعذيب مثلها تماماً، حيث تقوم زوجة والدها بمعاملتها مثل العبيد وتتعدى عليها يومياً بجريدة خضراء وتظل تصرخ لكن دون أن ينظر إلى استغاثاتها أحد حتى أنه من شدة الضرب كانت شقيقتها تتبول وتتبرز على نفسها.
وأضافت حياة، "دور بخيتة شقيقتى بالمنزل أن تقوم بتسخين المياه على الكانون عقب قيامها بجمع البوص، وتنقل المياه الساخنة قرب "الطشت" وتقوم بتشطيف مرات أبى، ولا تخلو تلك العملية من تعرضها للأهانة والشتيمة، ثم تقوم بمساعدتها فى ارتداء ملابسها وتنقلها إلى "الدكة"، وتمشط لها شعرها بالزيت، ثم تقوم بغسل قدميها بالحجر، وشقيقتى من الخوف تقوم بعمل كل هذا دون أى اعتراض، وأنا أناشد الجميع بالنظر إلى شقيقتى وتوقيع الكشف عليها وإطعامها حتى لا تتكرر مأساتى فى أختى".
ويذكر أن محكمة جنوب سوهاج أيدت حبس على عابدين والد الفتاة حياة شهراً مع النفاذ فى واقعة تبدبد ويقضى الآن العقوبة بسجن دار السلام اعتباراً من 28 الجارى.
وترجع الواقعة إلى تلقى اللواء أحمد أبو الفتوح، مدير أمن سوهاج، إخطاراً من العميد أحمد الشمندى مأمور مركز شرطة دار السلام يفيد بأنه أثناء تنفيذ حملة أمنية استهدفت منزل "على.ع" 41 عاماً – سائق، مقيم بقرية أولاد سالم قبلى لضبطه، سمع الملازم أول أحمد الخولى، معاون مباحث المركز صوت استغاثة.
وبسؤال المحكوم عليه عن مصدر الصوت لم يذكر سبباً، وتوجه الضابط للمصدر وعثر على ابنته "حياة" 18 عاماً، مقيدة بالسلاسل والقيود الحديدية، وعليها آثار تعذيب وحروق، وبفك قيودها وبسؤالها عن محدث تلك الإصابات أقرت بأن والدها وزوجته "هناء. أ" قيداها منذ عام، ومنعاها من الأكل إلا للضرورة.
وتم نقل الفتاة لمستشفى دار السلام المركزى، وبتوقيع الكشف الطبى عليها تبين وجود كدمات وزرقة بمناطق متفرقة بالجسم وفى الذراعين وفى القدمين، كما يوجد آثار خدوش أسفل الظهر، كما يوجد آثار جروح وتعفن حول معصمى الذراعين لليد اليمنى واليسرى، وتحتاج إلى عرضها على أخصائى جراحة لاستكمال العلاج وتحديد العلاج ومدته، والحالة العامة متوسطة ما لم تحدث مضاعفات.
وتم تحرير محضراً بالواقعة رقم 3365 لسنة 2016 إدارى، وتولت النيابة العامة التحقيق، وأقرت الفتاة بالصلح والتنازل لوالدها وزوجته، وقررت النيابة إخلاء سبيلهما من ديوان المركز ما لم يكن الأب مطلوباً على ذمة قضايا أخرى، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، وتم تنفيذ قرار النيابة العامة واحتجاز الأب لتنفيذ الأحكام الصادرة ضده، واستدعى مأمور مركز شرطة دار السلام عمة الفتاة لاستلامها، لحين انتهاء الأب من تنفيذ الأحكام الصادرة ضده.