نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، تقريرًا يفجر مفاجأة جديدة بعد أن تحدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان دعاة الحرية والخصوصية، وأصدرت بأحقية أصحاب الشركات والمدراء بمراقبة الموظفين، وتتبع نشاطهم على الإنترنت والتجسس على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مثل واتس آب وفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل المختلفة التى أصبحت هوسًا يطارد الجميع.
يأتى هذا الحكم بعد رفع مهندس رومانى قضية بعد إقالته من منصبه وطرده من العمل بسبب استخدام خدمة ياهو للدردشة للتواصل مع خطيبته وشقيقه أثناء ساعات العمل الرسمية بدلا من استخدامه فى الغرض الأساسى له وهو التواصل مع جهات العمل المختلفة، حيث يعتقد الموظف أنه يتمتع بالحرية الكاملة للتحدث مع أى شخص أثناء ساعات العمل، طالما لا يؤثر حديثه على تأدية عمله كاملا.
ورفضت محكمة ستراسبورج ادعاء الموظف وأعطت الصلاحيات الكاملة لصاحب العمل بالتحقق من مدى تأدية الموظفين لعملهم على الوجه الأكمل، واستغلال ساعات العمل فى القيام بالمهام الأساسية، ورفض القاضى ادعاء الموظف بأن التجسس على حسابه الشخصى يعد اختراقا لخصوصيته وانتهاكا لحريته.
يلزم قرار المحكمة الموظفين باتباع قواعد العمل وإعطائه حقه وعدم إهدار الوقت فى الدردشة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات المختلفة فى إطار العمل وليس فى الدردشة وإهدار الوقت، بعد أن كانت هذه القضية مثار جدل وخلاف بين مؤيدى الحرية والمطالبين بالحفاظ على خصوصية مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، وبين دعاة المراقبة وضرورة تعقب نشاط المستخدمين لحمايتهم والحفاظ على أرواحهم.
وسيتسبب قرار المحكمة فى إثارة موجة من الغضب والاستياء فى جميع أنحاء العالم، وسيستغله دعاة الحرية كسلاح للمطالبة بوقف التجسس على الإنترنت، خوفا من استغلال مثل هذا الحكم وإعطاء المديرين وأصحاب الشركات الفرصة للتجسس على الموظفين ومعرفة الكثير من المعلومات الشخصية عن حياتهم والبيانات الحساسة التى قد تعرض حياتهم الخاصة للخطر، وقد يستغل بعض أصحاب الشركات هذا الحكم لابتزاز الموظفين بالمعلومات التى يحصلون عليها من مراقبة حساب الموظفين على السوشيال ميديا، بالإضافة إلى إمكانية استغلال الشركات لهذا الحكم لطرد الموظفين دون حق بتهمة سوء استخدام أجهزة الشركات المختلفة فى أغراض ترفيهية.
بينما قد يتسبب هذا الحكم فى التخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعى والتقليل من الوقت الذى يضيعه الموظفون فى الدردشة وتصفح مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وتطبيق واتس آب، مما قد يرفع من كفاءة العمل ومستوى الإنتاجية ويقلل من الخلافات والضغائن التى تحدث بين زملاء العمل بسبب مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة التى أصبحت مسيطرة على حياتنا.