الأكمنة الثابتة والمتحركة عنصر من العناصر الهامة فى حفظ الأمن والأمان على الطرق السريعة ، الصحراوى منها والزراعى ، كما تنتشر على الطرق الداخلية بين حدود المحافظات بالوجهين القبلى والبحرى والشمال والجنوب ، أكثر من 300 كمينا أمنيا بصورة تمثل خطوط دفاع أولية ووقاية من الجريمة قبل وقوعها ، وتعمل أيضا كمصائد توقف تسلل وانتقال المجرمين من محافظة إلى أخرى.
مصائد المجرمين
لايوجد إحصاء دقيق بعدد الأكمنة الثابتة والمتحركة داخل وخارج المحافظات ، وإن كان المعروف والشائع أن مداخل ومخارج المحافظات والحدود بين محافظة وأخرى و تتواجد بها هذه الأكمنة ، وتتعدد وتكثر فى المحافظة التى تحيط بها محافظات وليس لها ظهير صحراوى أو زراعى ، كما فى الوجه البحرى بمحافظات البحيرة والغربية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ والإسكندرية ، وبالقاهرة الكبرى فى القليوبية والجيزة والقاهرة ، كذلك المحافظات الحدودية مثل شمال وجنوب سيناء ، ومطروح والبحر الأحمر وأسوان ، نتيجة لامتداد تلك المحافظات إلى حدود مصر الدولية مع دول أخرى ، بواقع خمسة أو ستة أكمنة فى المحافظة الواحدة ، تزيد إلى أكثر من ذلك حسب ظروف كل محافظة أو مدينة ، وتعمل هذه الأكمنة كحائط صد أول ضد الجريمة والمجرمين ، قبل دخولهم وانتقالهم من محافظة لأخرى ، أو هروبهم بعد ارتكاب جريمة أو محاولة نقل أسلحة ومخدرات .
سائق : الأكمنة حماية لنا من سرقة السيارات
المعاناة من كثرة وتعدد الأكمنة على الطرق ، تتسبب فى ضجر وضيق السائقين ، بل والركاب أيضا ، فأحد السائقين على الطريق الصحراوى القاهرة أسيوط ، يؤكد أن الأكمنة مهمة جدا فى حفظ الأمن ، وفى إشعارنا نحن كسائقين بالأمان ، وخاصة فى فترات الانفلات الأمنى التى مرت علينا وعلى البلد ، كان اللصوص والمجرمون والبلطجية يستولون على السيارات بأنواعها وخاصة الميكروباصات التى تمر على الطريق الصحراوى ، وقد استولوا من سائقى بنى سويف فقط على أكثر من 15 سيارة ، وهناك من دفع حياته عندما تمسك بسيارته ورفض أن يتركها للصوص ، وقد قُتل أحد السائقين من قرية بمركز إهناسيا نتيجة عدم خضوعه لابتزاز البلطجية ، وسرقة سيارتين من نفس الأسرة ، ولكن حاليا الحمد لله الأمور استقرت بسبب عودة الأمن والأمان على الطرق ، وبفضل هذه الأكمنة وانتشارها والتى تبث الرعب فى قلوب البلطجية والمجرمين ، غير أن الأكمنة فى أحيان كثيرة تؤدى إلى تعطيلنا عن سرعة إتمام الدور أو "الفردة" ، فالسائق منا يستيقظ قبل الفجر من محافظته لتحميل السيارة ويكون على الطريق فى أمس الحاجة لكل دقيقة يقطعها حتى يحاول أن يعمل "فردة" تانية للإنفاق على أسرته وتموين السيارة ودفع أقساطها ، وأى تأخير على الطريق وفى الأكمنة يتسسب فى تعطيلنا عن أكل عيشنا .
وكان مصدر أمنى قد أكد أن عدد السيارات المسروقة فى مصر بعد ثورة 25 يناير قد تخطى الـ 50 ألف سيارة ، وتعتبر السيارات «نصف نقل» هى أعلى نسبة من السيارات المسروقة والتى يطلق عليها الدبابة ، والتى تستخدم عادة فى السطو المسلح ونهب المتاجر الكبرى والبنوك والصيدليات ومحلات الذهب ، وتحتل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية المراكز الأولى فى سرقة السيارات مقارنة بباقى محافظات الجمهورية، حيث بلغ عدد السيارات المسروقة عام 2013 حوالى 18 ألف سيارة،
موظف : الأكمنة تؤخرنا عن العمل
من إحدى السيارات الميكروباص ، وعلى مشارف أحد الأكمنة ، بالفيوم ، نزل أكثر من راكب من السيارة ، حتى تمر من الكمين الذى وقفت فيه السيارات النقل والأجرة والملاكى والشاحنات تنتظر دورها للمرور ، نزل عدد من الموظفين لاستقلال سيارة أخرى أو انتظارا لمرور سيارتهم التى كانوا يستقلونها بعد أن تمر من الكمين بسلام ، وقال أحدهم :السيارة تستغرق حوالى 20 دقيقة حتى تمر من هذا الكمين الذى وصفه بإنه كمين سىء السمعة ، وأفراد الكمين لا يعنيهم الركاب ولا المسافرين ولا تأخرهم عن الشغل ولا حتى فصلهم من العمل ، يظلوا ينظروا ويتمعنوا فى الركاب ، ويطلبون من السائق أن يركن على جنب حتى يتحقق البيه الضابط من الركاب ، وهذا ، ولو تكرر ذلك فى أكثر من كمين فسوف يضيع وقتنا ونتأخر عن أشغالنا واعمالنا .
ضابط كمين :نحن بين نارين
سألت ضابط بأحد الأكمنة ، لماذا تتسببون فى تعطيل السيارات بعمليات التفتيش أحيانا ، وإنزال حقائب الركاب والأجولة التى تكون بصحبة الغلابة من الشباب والكبار ، الذين يعملون بالقاهرة ويحاولون العودة لمنازلهم وأسرهم بالمحافظات فى المواسم والأعياد والمناسبات ومعهم هدايا أو ملابس لذويهم ؟؟
فكان رده : إننا نتعرض للظلم فى اتهامنا بالتسبب فى تأخير السيارات والركاب والمسافرين سواء كانت سيارات أجرة أو ملاكى أو حتى سيارات النقل ، لأننا فى هذه الحالة بين نارين ، إمّا أن نتأكد من هوية من نشك فيهم من الركاب حتى لايكون بينهم مجرم أو هارب من حكم أو حامل أو ناقل لسلاح أو مخدرات ، كما أننا لا نفتش الجميع ، بل التفتيش لمن نشك فيه فقط ، ونتأكد من هوية البعض خشية أن يكون هذا البعض هارب من تنفيذ أحكام ، وكثيرا ما نلقى القبض على مثل هؤلاء ، أمّا المواطن السليم وصاحب السجل الجنائى النظيف فليس عليه شىء ولا نتسبب له فى أى تأخير أو إزعاج ، كما أننا نعمل فى الشارع وفى العراء ليل نهار ، وعملنا يحتاج إلى الحزم شوية وهو ما يفسره البعض بإننا نكون متجهمين أو ننفعل أو نغضب ، والسبب فى ذلك أيضا كم القضايا التى نلقى القبض على أصحابها والحوادث الإرهابية التى نتعرض لها ، وقد استشهد من زملائنا الكثيرين فى التعدى على الأكمنة ، لذلك نحاول أن نكون فى يقظة مستمرة ، وفى نفس الوقت الحفاظ على هدوئنا حتى لانتسبب فى إزعاج المسافرين والركاب و تعطيل الطريق الذى نعمل نحن على توفير الأمن والأمان له ليلا ونهارا .
وزارة الداخلية تحاسب الضابط..ومدير الأمن يعتذر
فى الأكمنة ، كانت لى أكثر من تجربة شخصية ، لم تصل لحد التشابك أو التلاسن أو التشاجر ، بل وصل بعضها فى إحدى المرات إلى حد الشكوى لوزارة الداخلية ، والحق يقال أن الوزارة كانت تتصرف بكل حزم وتعيد الحق لصاحب الشكوى ، رغم حدوث ووقوع التجاوز من ضابط الكمين أو أحد أفراده ، ففى إحدى المرات وكنت مسافرا لقضاء أجازة العيد ، وتوقفت بنا السيارة عند أحد الأكمنة ، ونظر أحد رجال الأمن فى ركاب السيارة ، وكان يرتدى زيا مدنيا ، وأشار لحوالى خمسة من الركاب بالنزول ، نزلوا بالفعل ثم اصطحبهم رجال أمن الكمين إلى غرفة على الطريق تتبع الكمين ، وبعد حوالى ربع ساعة عادوا ، وقبل أن ننطلق بالسيارة ، أخبرنى أحد الركاب ، أن أمن الكمين احتجز شابا داخل الغرفة ، وهذا الشاب يطلب منى ويرجونى النزول من السيارة والتوجه لضابط الكمين للإفراج عنه ، حتى يلحق بأسرته ويقضى العيد فى قريته ، نزلت إلى الكمين وتفحصت الشاب الذى تخلف فى الكمين فوجدته أحد أبناء قريتى ، استأذنت بكل أدب من ضابط الكمين ، إن لم يكن هناك سبب للقبض على هذا الشاب ، فياريت نصطحبه معنا لأننا تأخرنا ، فإذا به يغضب ويصيح ويرفض بل ويهدد بالقبض على من فى السيارة جميعهم ، أمام هذا المشهد لم يكن هناك بد من الاتصال بمديرية الأمن التى يتبعها الكمين والاتصال بوزارة الداخلية ، والحق يقال أن ضابط كبير برتبة لواء ظل على اتصال بى حتى تم صرف الشاب الذى لم يكن هناك شىء يدينه ، واعتذر اللواء واعتذرت كذلك مديرية الأمن على لسان وباتصال من مدير الأمن شخصيا ، وقد تكرر شبيه هذه المواقف من بعض الضباط الذين يتسم طابعهم بالحدة قليلا ، ولكن مديريات الأمن ووزارة الداخلية كانت تسارع بحل المشكلة وتطييب خاطر من وقع عليه التجاوز أو الظلم .