نيويورك تايمز:ترامب فى مأزق بعد مواجهته مع عائلة خان.. المرشح الجمهورى يواجه انتقادات حادة من داخل حزبه
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن دونالد ترامب المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية قد ترنح أمس الأحد وسط حملة مستمرة من الانتقادات التى وجهها لها والدى ضابط أمريكى مسلم قتل على يد انتحارى فى العراق، وأدت إلى حالة من الغضب داخل حزبه بشأن نبذه القاشى والمشحون بالعرقية لعائلة خان.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواجهة بين خيزر وغزالة خان، المهاجران من باكستان، من ناحية وترامب من ناحية أخرى تحولت إلى نقطة صدام غير متوقعة وربما محورية فى الانتخابات الرئاسية .
وكافح ترامب بشكل واضح من أجل الرد على ما أثارته عائلة الضابط القتيل، ورد على انتقاداتهم بشكل ساخر، عندما قال إن غزالة خان لم يسمح لها بالحديث فى المؤتمر الديمقراطى، ثم قوله أن خيزر خان ليس لديه الحق فى التشكيك فى معرفة ترامب بالدستور.
كما أن الأدوات السياسية التى اعتاد ترامب استخدامها قد فشلت معه هذه المرة، فلم يجد قبولا لشكواه بأن خان كان غير عادل معه. وصباح أمس الأحد زعم ترامب على تويتر إن خان قد هاجمه بشراسة. وحاول المرشح الجمهورى ومستشاروه مرارا أن يغيروا الموضوع دون جدوى إلى الإرهاب.
وبدا ترامب محاصرا فى واحدة من أكبر الأزمات فى حملته الانتخابية، لتنافس بذلك الضجة التى أحدثها فى شهر يونيو الماضى عندما قال إن القاضى الفيدرالى جونزالز كوريل منحاز لأنه من أصول مكسيكية.
وبملاحقة عائلة الضابط الأمريكى المسلم، والدخول فى صور نمطية دينية، انتهك ترامب مرة أخرى عادات السياسة الأمريكية ويزيد الضغوط على الجمهوريين للاختيار بين الدفاع عن تصريحاته أو الاختلاف علنا مع مرشحهم.
وقد خاطر ترامب بإعادة فتح الأختلافات المتعلقة بالتسامح الدينى والخدمة العسكرية. فقد أدت تعامله مع عائلة خان إلى موجة جديدة من الانتقادات لاقتراحه بوقف هجرة المسلمين لأمريكى وسخريته من الوقت الذى قضاه السيناتور جون ماكين أسير حرب فى فيتنام.
وقد بدأ الحزب الديمقراطى ومرشحيه فى انتخابات الكونجرس فى دعوة الجمهوريين إلى التخلى عن ترامب. وأبدى أبرز جمهوريين فى الكونجرس، وهما رئيس مجلس النواب بول ريان والسيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ اختلافهما القوى مع ترامب، دون أن يصلا إلى حد إدانته بعبارات صريحة.
واشنطن بوست:أزمة ترامب مع أسرة خان ربما تزيد دعمه بين بعض الناخبين
قالت صحيفة واشنطن بوست إن ترامب واجه انتقادات متزايدة من حزبه الجمهورى بعد مواجهته مع عائلة خان.
وأشارت الصحيفة إلى أن مدى التأثير الضار لهذه المواجهة على الناخبين يبقى سؤالا مفتوحا. فبعض تصريحات ترامب الأكثر إثارة للجدل مثل هجومه على صحفى معاق وانتقاداته للقاضى الفيدرالى، أحدثت ضجة سرعان ما تلاشت.
لكن من الممكن أيضا أن يساعد الجدل الحالى ترامب، على الأقل بين هؤلاء الذين يدعمونه لو بدا الناخبون يرونه نموذجا آخرا على الكياسة السياسية التى تقودها النخبة من قبل الإعلام والمؤسسة السياسية.
ارتفاع عدد الموتى جراء الإفراط فى العمل باليابان
من المعروف أن اليابانيين يعشقون عملهم أكثر من أى شعب آخر فى العالم، لكن هذا العشق بلغ درجة خطيرة وصلت إلى حد الموت، حيث أظهرت دراسات وأرقام جديدة تزايدا فى أعداد اليابانيين الذين يموتون جراء الإفراط فى العمل.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه فى الولايات المتحدة لا يوجد نهاية للقصص والكتب التى تنصح بضرورة العمل بانتاجية أكبر حتى تستطيع أن تقضى الوقت مع عائلتك أو تفعل الأشياء التى تحبها. لكن فى اليابان، لا يوجد حتى مصطلح للتوزان بين الحياة والعمل. لكن هناك مصطلح "كاروشى" الذى يعنى الموت من جراء العمل المفرط، ويعتبر نتيجة لا مفر منها لثقافة العمل المرهق التى بالكاد ما يتم مناقشتها. لكن كل عام يموت المئات وربما الآلاف من اليابانين الذين يجهدون أنفسهم فى العمل حتى الموت.
ومن بين هؤلاء شاب يدعى كيوتاكا سيرزياوا الذى كان يبلغ من العمر 34 عاما، وقتل نفسه بعد أن قضى عدد كبير من الساعات فى العمل بلغت 90 ساعة فى الأسبوع خلال الفترة الأخيرة من حياته التى انتهت فى يوليو من العام الماضى. وقال والده إن رفاق نجله أخبروه عن مدى اندهاشهم من قدر العمل الذين كان يقومن به وأنهم لم يروا أحدا أبدا يعمل بهذا الجهد فى شركة لا يمتلكها.
وتلفت صحيفة واشنطن بوست إلى وجود ثقافة عمل فى اليابان المعتاد فيها قضاء ساعات أطول من العمل أو إقامة علاقات اجتماعية مع المديرين بعد انتهاء ساعات العمل. وبدأت تلك الثقافة فى السبعينيات عندما كانت الأجور زهيدة إلى حد ما وأراد الموظفون أن يزيدوا دخلهم.
واستمرت خلال سنوات الثمانينيات عندما أصبحت اليابان ثانى أكبر اقتصاد فى العالم وكان الجميع منهكين فى العمل. وظل الأمر كذلك فى أواخر التسعينيات عندما بدأت الشركات فى إعادة الهيكلة وظل الموظفون فى العمل يحاولون ضمان ألا يتم تسريحهم. ورغم ذلك، فإن استخدام العمال غير النظاميين الذين يعملون دون أمان وظيفى، جعل الموظفين يكدحون أكثر. والآن لا أحد يومض له جفن فى أيام تتجاوز فيها ساعات العمل 12 ساعة.
وفى أماكن العمل باليابان ساعات العمل الزائدة موجودة دائما. ويقول كوجى موريكا الأستاذ الفخرى بجامعة كانساى، والذى يشارك ضمن لجنة خبراء تقدم المشورة للحكومة لكيفية محاربة الموت من جراء العمل المفرط إن ساعات العمل الزائدة "الأوفر تايم" هى أشبه بجزء من ساعات العمل المقررة".
وأضاف أن لا أحد يفرضها، لكن الموظفين يشعرون أنها إلزامية. وفى حين أن ساعات العمل الأساسية فى اليابان 40 ساعة أسبوعيا، فإن كثير من العاملين يلجأون إلى ساعات العمل الإضافية خوفا من أن يتم تقييم أدائهم بشكل سىء. وقد أدى هذا إلى مفهوم "خطة الأوفر تايم" وهى الخدمة التى تؤدى مجانا فى اليابان.
وأدى هذا إلى ما يعرف بالكاروشى، أى الموت جراء العمل المفرط سواء نتيجة للإصابة بأزمات قلبية قاتلة أو سكتات دماغية أو الانتحار نتيجة ضغوط العمل، وأصبح معترفا به كأحد أسباب الوفاة. ووفقا لوزارة العمل اليايانية، فإن 189 حالة وفاة تم تصنيفها ضمن "الكاروشى" العام الماضى، على الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن الرقم الفعلى يقدر بالآلاف.