مأساة حقيقية بكل المقاييس يعيشها "عم سيد" صاحب الـ 62 عاما، الرجل الطيب الذى يدخل إلى القلب بمجرد جلوسك معه، فى يوم وليلة انقلب حال أسرته، تشخيص خاطئ لطبيب أعلن إصابة ابنته بسرطان الثدى وقرر استئصاله.
الزوج هرب بعد كتب كتابه على ابنته دون حتى إتمام الزواج أو إتمام الطلاق، وأخذ معه شقيقه الذى عقد قرانه على شقيقتها وتركهما معلقتين بين السماء والأرض دون طلاق أو زواج، ثم انخفض دخل رب الأسرة إلى 450 جنيها بعد بلوغه سن المعاش، وهو الذى كان يعمل عامل مخزن بشركة مصر للطيران براتب 3000 جنيه، يعيل بها زوجة وثلاث بنات جميعهن يعشن معه فى منزله حاليا.
يجلس الرجل ليقص الحكاية بداية من ابنته "إيمان"، التى تحتاج إلى إجراء بعض العمليات التجميلية، إضافة إلى حاجتها إلى تأهيل نفسى بعد عملية استئصال ثديها الأيمن فى شهر مارس الماضى بمستشفى الدمرداش نتيجة وجود ورم سرطانى لديها، و الذى ثبت فيما بعد أنه نتيجة تشخيص خاطىء، وأن ما كان لديها هو "خراج داخلى" فقط، ولكن بعد إعطائها جرعة من علاج كيميائى عن طريق الخطأ، اضطر الأطباء إلى استئصال ثديها.
و ما جعل أزمتها تزيد أكثر أنه عندما علم زوجها "سودانى الجنسية" بحقيقة مرضها، تركها وسافر ولم يعرف أحد له طريق حتى الآن، ولم يحدد مصيرها سواء بالعيش معها زوجا، أو الطلاق، والأزمة هنا أن "عم سيد" لا يملك من الأموال ما يجعله يستعين بمحام يتابع له الخطوات اللازمة للوصول لهذا الزوج المختفى.
ولا يختلف حال ابنته الثانية "شيماء" عن "إيمان"، فهى متزوجة من شقيق زوج أختها، وكذلك لم يعرف له طريق بعد استيلائه على أثاث منزلها وبيعه، ولم يترك لها أى شىء غير ملابسها فقط، إضافة إلى إصابتها بثقب فى القلب منذ عام 2010 و تحتاج لإجراء عملية جراحية كانت وقتها بحوالى 4 آلاف جنيه، ولكن لضيق الحال لم يتمكن من أجراء عملية لابنته.
أما الابنة الثالثة "أسماء" فهى تعيش أيضا مع والدها لتضيف عبئا إضافيا بعد طلاقها منذ عامين و بصحبتها طفل.
جانب آخر من أزمة "عم سيد" يتمثل فى زوجته التى مرضت حزنا على بناتها، فأصابها مرض السكرى منذ عامين، ما أدى إلى تساقط أسنانها واحدة تلو الأخرى، ولا يوجد لديه ما يكفى لتوفير طقم أسنان لها، كل هذه الأحوال جعلت الرجل فى حالة يرثى لها، فهو فى حيرة من أمره لمحاولة إصلاح حال أسرته التى لا يوجد لديها أى عائل غيره.
أحلام عم سيد الآن تتلخص فى إنهاء الإجرائات القانونية لطلاق بناته، وتوك توك ولو مستعمل يعمل عليه ليعينه على مصاريف الحياة اليومية، مناشدا رجال الأعمال بمساعدته لمحاولة إعادة الحياة مرة أخرى بشكل أفضل لأسرته بتوفير مصدر رزق إضافى له.