قائد سلاح الجو بالجيش الوطنى الليبى: غارات أمريكا على سرت جاءت بطلب حكومة غير شرعية.. الجروشى: واشنطن ولندن تدعمان إخوان ليبيا لاستهداف القاهرة.. ويؤكد: سنقاتل لآخر رجل حتى لو دمرت كل آلياتنا العسكرية

-قائد سلاح الجو الليبى: ننتظر موقفا عربيا واضحا حال قصفت أمريكا الجيش الوطنى الليبى -نحسم معركتنا فى بنغازى وسنطهر درنة قبل التوجه للعاصمة طرابلس -أمريكا وبريطانيا ترعى تنظيم داعش الإرهابى -الغارات الأمريكية لن تؤثر على داعش فى سرت -أمريكا متحيزة للإخوان وسنقاتل حتى آخر جندى أعرب قائد سلاح الجو التابع للجيش الوطنى الليبى العميد صقر الجروشى، عن رفضه للغارات التى شنها سلاح الجو الأمريكى على مدينة سرت (وسط ليبيا)، مؤكدا أن الغارات جاءت بناءا على طلب من المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى "غير الشرعية".

وأكد الجروشى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، فجر الثلاثاء، أن الشرعية فى ليبيا لمجلس النواب والحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثنى والقائد العام للجيش الليبى والحاكم العسكرى فى البلاد، واصفا الولايات المتحدة الأمريكية بـ"الدولة المتغطرسة" وذلك بسبب شنها لغارات جوية أمس الاثنين على مواقع لداعش فى مدينة سرت الليبية، مطالبا مصر أن تتدخل لدعم الشرعية الليبية فى المنطقة الشرقية عبر دعوة مجلس الأمن للانعقاد للتأكيد على أن القصف الأمريكى تم دون أى تشاور مع المؤسسات الشرعية فى ليبيا ويعد انتهاكا للسيادة الوطنية، محذرا من توجه عناصر تنظيم داعش الإرهابى نحو الدول الإفريقية واللجوء لمدن درنة وبنغازى فى الشرق الليبى.

وأوضح قائد سلاح الجو الليبى أن الدول الغربية تدعم "حكومة ظالمة ورئيس وزراء جاء على فرقاطة إيطالية" يقودها الجنرال الإيطالى باولو سير، متهما رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى ونوابه بالسعى لتقسيم ليبيا إلى جزءين وهو ما ترفضه الشرعية الليبية، على حد تعبيره.

وأكد الجروشى أن سلاح الجو الأمريكى يدعم الميليشيات المسلحة المتمركزة فى الغرب الليبى لتتمكن من السيطرة على مدينة سرت والحقول النفطية الليبية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو قصف الجيش الوطنى الليبى فى الشرق الليبى وإعطاء الثقة لحكومة السراج وتقديم برهان أنها نجحت فى قتال داعش، متهما أمريكا بـ"الغطرسة" و "العربدة" و"التحيز" لصالح جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا.

وأشار قائد سلاح الجو إن قوات الجيش الليبى تقاتل عناصر تنظيم داعش الإرهابى وتحقق انتصارات، موضحا أن قوات الجيش ستتجه شرقا نحو مدينة درنة للقضاء على عناصر التنظيم الإرهابى بشكل كامل.

وأضاف الجروشى نطالب الدول العربية بموقف واضح وقوى فى حال أقدمت القوات الأمريكية على استهداف قوات الجيش الوطنى الليبى.. سنقاتل لآخر رجل حتى لو دمرت كافة آلياتنا العسكرية.

واتهم الجروشى الغرب الليبى ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى بدعم الميلشيات المسلحة، مؤكدا أنه يرغب فى وقف أى دعم يقدم لقوات الجيش الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، متهما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بدعم تنظيم داعش الإرهابى.

وحذر الجروشى من التحركات البريطانية فى ليبيا والتى تسعى للحفاظ على حكم جماعة الإخوان فى الدولة الليبية لاستهداف مصر، مؤكدا أن بريطانيا ترغب فى استهداف مصر التى قضت على تنظيم الإخوان الإرهابى وذلك عبر بوابة ليبيا التى تمتلك موارد نفطية كبيرة ودولة غنية مساحتها كبيرة وعدد أبناء شعبها قليل، فهم يرغبون فى تفريغ بلادنا لجماعة الإخوان لتنفيذ مخططهم فى المنطقة، على حد تعبيره.

وأوضح أن قوات الجيش الوطنى الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر تستعد لتطهير الشرق الليبى بشكل كامل من التنظيمات الإرهابية المتطرفة قبل توجهها إلى العاصمة طرابلس، مؤكدا أن قوات الجيش على أهبة الاستعداد ويتم تدريب العناصر وتسليحها استعدادا للمعركة الكبرى مع الدواعش، مشيرا إلى أن تحرك الجيش الليبى عقب تنظيف بنغازى سيكون فى درنة ثم الاتجاه لمدينة سرت "حصن داعش" يعقبها التحرك فى كامل المنطقة الغربية لمكافحة التنظيمات الإرهابى والحفاظ على ثروات ليبيا.

وأكد الجروشى أن عناصر تنظيم داعش الإرهابى لن تؤثر فيهم الطيران الأمريكى فى سرت لأن الاستراتيجية الناجحة للقضاء على التنظيم هو تواجد قوات على الأرض مؤهلة عسكريا وتحظى بدعم أهالى المناطق المجاورة للصمود أمام التنظيم المتطرف.

وقال إن ميليشيات مصراتة فقط هى التى تقاتل داعش فى سرت ولا تدعمها أيا من مدن الغرب الليبى، مشيرا إلى أن الجيش الليبى فى الشرق يحظى بدعم كبير من أهالى المدن وعلى رأسها مدينة بنغازى التى قدمت 3 آلاف شهيدا فى المعركة ضد الإرهاب وهو العدد الذى تم تعويضه بقبول متطوعين جدد فى الجيش الوطنى الليبى، مؤكدا أن القتلى فى صفوف مصراتة لا يتم تعويضهم لعدم تقديم أهالى المدن الغربية فى ليبيا لأى دعم لتلك القوات.

وأوضح رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، أن الطيران الأمريكى بدأ الاثنين شن أولى الضربات الجوية على مواقع محددة لتنظيم داعش فى مدينة سرت الليبية، مشيرا إلى أن الغارات أدت لخسائر كبيرة فى صفوف التنظيم الإرهابى، مؤكدا أن ليبيا انضمت للتحالفين الدولى والإسلامى لمحاربة الإرهاب.

وأكد السراج فى كلمة تليفزيونية منذ قليل، أن العمليات التى سيقوم بها سلاح الجو الأمريكى فى هذه المرحلة تأتى فى إطار زمنى محدد، ولم تتجاوز ‏سرت وضواحيها، مجددا الدعوة لكل الذين لم ينضموا للوفاق الوطنى أن يتركوا الخلاف جانبا لتخليص ليبيا من داء الإرهاب. وأشار السراج إلى رفضه التام لتدخل أى دولة كانت، وأن أى دعم مقدم يجب أن يكون بطلب مباشر من حكومة الوفاق الوطنى، مجددا التحية والتقدير لكل الدول التى تساند الشعب الليبى فى هذه المحنة.

وفى سياق متصل قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) فى بيان إن الجيش الأمريكى نفذ الاثنين ضربات جوية ضد تنظيم داعش، فى مدينة سرت الليبية. وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات نفذت بطلب من حكومة الوفاق الوطنى، وأن الرئيس باراك أوباما أجاز تنفيذها عقب توصية من وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر والجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة. وأضاف البيان أن مزيدا من الضربات الأمريكية ضد التنظيم فى سرت "سيمكن حكومة الوفاق الوطنى من تحقيق تقدم حاسم واستراتيجى". يذكر أن غرفة عمليات البنيان المرصوص التى تقاتل فى الغرب الليبى وجهت رسالة للمجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبى لطلب تدخل جوى أمريكى عبر القنابل الموجهة، لاستهداف مواقع خطيرة ومحصنة (لم تعلن عن أماكنها) تابعة لتنظيم داعش الإرهابى. وكان العميد محمد الغصرى المتحدث الرسمى باسم عملية البنيان المرصوص أعلن فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" من ليبيا مساء السبت الماضى، أنهم طلبوا من المجلس الرئاسى تدخل طيران أمريكى لقصف مواقع داعش فى سرت، مشيرا إلى أن القوات فى الغرب بحاجة لسلاح جو لاستهداف مواقع وتمركزات التنظيم الحصينة.

فيما أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص عن شن قوات الدعم الدولى "الطيران الأمريكى" 5 غارات على مواقع تنظيم داعش الإرهابى فى مدينة سرت الليبية.

وأكدت الغرفة فى بيان صحفى، الثلاثاء، أن القوات الجوية التابعة لقوات الدعم الدولى شنت 5 غارات استهدفت أهداف وعناصر تنظيم داعش المتمركزين فى سرت.

-