على الرغم من خروجه المفترض من دائرة الضوء فى بلاده، إلا أن رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون يواجه أزمة واتهامات بالمحسوبية بسبب قائمة الشرف الخاصة به، والتى تضم أسماء شخصيات يريد من رئيسة الوزراء الحالية تريزا ماى تكريمهم، وشملت الأسماء فى غالبيتها مؤيدون لبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى والمساعدة الشخصية لزوجته ومصممة أزياء.
تفاصيل القائمة
وكانت صحيفة "صنداى تايمز" البريطانية قد نشرت يوم الأحد الماضى تفاصيل القائمة التى تقدم بها كاميرون، والذى استقال من منصبه فى يونيو الماضى عقب قرار البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبى، وشملت القائمة عدد من المتبرعين البارزين لحملة البقاء إلى جانب أربعة وزراء من حكومة كاميرون وحلفاء مقربين للمحافظين.
ومن الشخصيات التى يريد كاميرون أن ينعم عليها بالألقاب والأوسمة، وزير ماليته جورج أوزبورن الذى خسر منصبه بعد استقالة كاميرون، ويريد الأخير منحه وسام "كومبانيون أوف أونار" وهو أرفع وسام شرف فى بريطانيا.
تكريم الأثرياء
كما يريد كاميرون تكريم الثرى أندرو كوك رئيس شركة ويليام كوك للهندسة، والذى أعار كاميرون طائرته الخاصة أكثر من 20 مرة لاستخدامها في سفرات شخصية وعائلية.
وأيضا إيان تايلور أحد أقطاب صناعة النفط العالمية ورئيس شركة فيتول للنفط التي تورطت فى صفقات غير قانونية مع نظام حكم الرئيس العراقى السابق صدام حسين ومع التنظيمات المسلحة في ليبيا وصفقات أخرى مع صربيا، والذي يدير أعماله من سويسرا ومتهم بالتهرب من دفع الضرائب، ويأتى تكريمه لتبرعه بثلاثة ملايين جنيه استرلينى لدعم حملة كاميرون لاحتفاظ بريطانيا بعضويتها فى أوروبا علاوة على تبرعات أخرى لصندوق حزب المحافظين.
ووصف النائب المحافظ أندرو روزينديل تكريم هذين الرجلين تحديدا بأنه صفعة على الوجه لبريطانيا كلها.
تكريم 24 من العاملين بالحكومة البريطانية
وضمت القائمة كذلك 24 من العاملين بالحكومة البريطانية منهم إزابيل سبيرمان، المساعدة الشخصية لسمانتا كاميرون، زوجة رئيس الوزراء البريطانى السابق، ومستشارتها للأزياء وتنظيم الحفلات، والتى قالت صحيفة دايلى ميل إنها سيدة تبلغ من العمر 37 عاما، تقاضت 60 ألف يورو كراتب دفع من الضرائب مقابل الاهتمام بشعر زوجة كاميرون وشراء ملابسها، كما سيتم منحها وساما بريطانيا رفيعا تقديرا من كاميرون لاهتمامها بشعر زوجته.
وشملت قائمة المكرمين ثيا روجرز ، مصففة شعر جورج أوزبورن ومستشارته للياقة البدنية وتخفيف الوزن التى كانت تتقاضى من الحكومة راتباً سنوياً قدره 98 ألف جنيه إسترلينى، إضافة إلى سائقة كاميرون الخاصة مارتا جوتيريز فيريز، وسائقه الخاص سين ستورى، وهو ما دفع صحيفة دايلى ميل إلى التعليق على ذلك ساخرة بأنه لم يتبقى سوى القط لارى فى داوننج ستريت الذى لن يحصل على وسام شرف.
هجوم على القائمة المقترحة
وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية رفضت التعليق على القائمة المقترحة، إلا أن تفاصيلها أثارت حالة من الغضب بين أحزاب المعارضة وحتى داخل حزب المحافظين.
ومن جانبها وصفت صحيفة الإندبندنت تلك القائمة بأنها ليس أكثر من اعتراف بمن كان قريبا من رئيس الوزراء السابق، بدلا من الاعتراف بمن جدير بالتكريم نظرا لإنجازاته وخدماته التى قدمها لبريطانيا. ودعت الصحيفة إلى ضرورة إصلاح نظام قوائم الشرف ومنح الأوسمة والأنواط الملكية للابتعاد عن المحسوبية.