• ميرفت زوجته المصرية.. من طالبة فى معامله بجامعة الإسكندرية لأم بناته "مها وأمانى" ورفيقة دربه إلى أمريكا.. عقلها أهم ما جذبه إليها.. وتطلعهما للعلم هو سر الانفصال
• "ديمة" السورية التى خطفت قلب زويل.. قال عنها: هى السبب فى كل إنجازاتى.. ولولاها ما كنت "أحمد زويل"
رحل فى هدوء كما اعتاد دائماً أن يحقق إنجازاته صامتاً، وجد فى مصر وطناً طالما حلم به قوياً صامداً، ووجدت فيه مصر فخراً طالما عبرت عنه بشغف كلما أخذها الحنين للتباهى بأبنائها، يصفه العالم "بالفذ"، بينما نعتبره نحن عموداً راسخاً طالما استندنا على اسمه فى طمأنينة من يملك كنزاً غالياً سينقذه حتماً وقت الأزمة، رحل عنا عالم مصرى رفع رأسنا بحق طوال سنوات كان فيها مجتهداً نشيطاً، متقدماً، لم يتوقف عند جائزة نوبل التى حصل عليها فى الكيمياء عام 1999، واستمرت مسيرته المهنية ممتدة بين الأبحاث والمشروعات العلمية التى لم يبتعد عنها "زويل" حتى وفاته، ولكنه أيضاً كان زوجاً، أباً، بل وعاشقاً لما فاق شغفه بالكيمياء، عشقاً لزوجته "ديمة الفحام" التى لم يتحدث عنها كثيراً، ولكنه قال عنها إنها السبب خلف ما نعرفه نحن ب"أحمد زويل".
الحياة الشخصية للعالم الراحل "أحمد زويل"..
لم يبدأ الفصل الأول من قصة للجانب الآخر من حياة العالم الجليل "أحمد زويل"، من حياته مع زوجته الأخيرة "ديمة الفحام"، ولكنها بدأت قبل سنوات من لقائه بها، وتحديداً فى صيف عام 1969 عندما حصل وقتها على الموافقة النهائية من وزارة التعليم العالى للسفر للمنحة بأمريكا، وهى القصة التى تحدث عن تفاصيلها فى كتابه "رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل" والذى تم تلخيصه فيما بعد فى كتاب "عصر العلم".
لم يكن قرار سفره المفاجئ فى هذا الوقت بالأمر السهل، وقال "زويل" عن هذه الفترة المرتبكة فى حياته، "بعد أن وقع الدكتور "عبد الرحمن الصدر أوراقى، كنت فى حيرة من أمرى هل أسافر بمفردى، أم أتزوج وأسافر مع زوجتى". ومن هنا بدأ حديثه عن "ميرفت" زوجته الأولى، التى كانت واحدة من طالباته فى السنة الثالثة فى الدروس المعملية والمحاضرات، وقال عنها "زويل": كانت طالبة وقورة وجادة، أعجبت بمواصفاتها وتقدمت طالباً يدها من والدها، وحضر والدى ووالدتى وخالى وقتها إلى الإسكندرية، واجتمعنا لإتمام الخطبة، وفى الحقيقة "تعجلنا"، بل ركضنا لإتمام الزواج".
نتيجة هذا الاستعجال كما ذكره "زويل" فى سرده لرحلته لنوبل، لم يشعر به الطرفان سوى بعد عدة سنوات من سفرهما معاً لأمريكا فى أغسطس عام 1969 إلى فلادلفيا، بدأ "زويل" رحلة العمل الشاق التى لم يكن يعرف وقتها أنها ستدفعه دفعاً للحصول على جائزة نوبل كأول مصرى وعربى يحصل على الجائزة فى الكيمياء، شعر هو وزوجته بالاندماج فى المجتمع، واتجهت زوجته "ميرفت" للدراسة، وبالفعل تم إدراج اسمها ضمن طلاب الدراسات العليا فى قسم الكيمياء بجامعة "تمبل" ثم إلى جامعة بنسلفانيا، وكان "زويل" وقتها قد تقدم بطلبات منح أخرى بعد الانتهاء من الدكتوراه، ثم تقدم للعمل فى جامعات أمريكية، ووقع اختياره على جامعة "كالتك" الممتازة، وتسلم العمل بها رسمياً فى مايو 1967، وفى الوقت نفسه بدأت حياته الزوجية تتعرض للتصدعات التى أجهزت على العلاقة بعد عدة سنوات.
طريق مسدود، إلى هذا المصير سارت علاقة "زويل" بزوجته الأولى، فما بين حصولها على الدكتوراه فى بيركلى ووظيفة التدريس فى كلية امبسادور وأعباء وظيفتها الجديدة، وبين مسئوليات الأمومة حيث كانا قد أنجبا طفلتهما الأولى "مها"، وكانا فى انتظار طفلتهما الثانية "أمانى"، ولكنهما على الرغم من انتظارها، قررا الانفصال فى هدوء، وأن يسير كل منهما فى طريقه بعيداً عن الآخر، ويكرس حياته للعلم.
متى التقى "زويل" بحبه الأخير.. "ديمة الفحام" ؟
10 سنوات كاملة قضاها "زويل" فى العمل، والدراسة، كرس حياته كاملة للعلم، ولكنه حين التقى بالسورية "ديمة الفحام" تغير كل شىء.
جزء آخر من كتابه تحدث فيه "زويل" عن قصة حبه بـ"ديمة الفحام" منذ اللقاء الأول الذى كان محض صدفة ذات معنى فى المملكة العربية السعودية، وتحديداً بالرياض، كان والدها هو العالم الجليل الدكتور "شاكر الفحام" رئيس مجمع اللغة العربية بسوريا، وكان وزيراً وسفيراً، ووصفه "زويل" بأنه شخصية شديدة الاحترام.
اللقاء جاء أثناء وجود "زويل" بالسعودية لاستلام جائزة الملك فيصل فى العلوم، بينما كان العالم "شاكر الفحام" يتسلم الجائزة نفسها فى مجال الأدب العربى، ثم التقى "ديمة" وتغير كل شىء.
تحدثا عبر الهاتف لفترة، وبعد عودته لأمريكا، وتحديداً فى مايو 1989، قرأ الفاتحة، وتمت الخطبة فى يوليو، وتم الزواج فى سبتمبر من العام نفسه، وأنجب منها أبناؤه "نبيل" وهانى".
بحب وتقدير هكذا كان يذكر "زويل" حبيبته "ديمة"، قال عنها فى لقائه بالإعلامى "خيرى رمضان" إنها السر خلف وجوده فى هذه المكانة، قال عنها متلمساً لها الأعذار أمام الجمهور أنها لا تحب أن تظهر فى وسائل الإعلام، ولهذا السبب لا يظهر بصحبتها كثيراً، ولكنها السبب فى إنجازاته، بل لولا وجودها ما كان "أحمد زويل" هو العملاق الذى يعرفه العالم بهذه العبقرية.