يبدو أن مشهد "الذئاب المنفردة" سنراه كثيرا فى العديد من دول أوروبا، فبعد ألمانيا وفرنسا وقبلهم بلجيكا، بدت مشاهد الطعن وسط عاصمة الضباب "لندن"، حيث قتلت إمرأة وأصيب 5 آخرون بجروح فى حادثة طعن بسكين فى ميدان راسل وسط العاصمة البريطانية لندن مساء الأربعاء.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC ألقت الشرطة القبض على المهاجم والذى اتضح لاحقا بأنه يبلغ من العمر 19 عاما فقط، واحتجزته تحت حراسة مشددة فى أحد المستشفيات.
وقال مساعد رئيس الشرطة للعمليات الخاصة، مارك رولى، إن قيادة القوات تتولى التحقيق فى الهجوم، بمساعدة من وحدة مكافحة الإرهاب.
وحول دوافع المهاجم، قال فى تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية،"فى هذه المرحلة علينا أن نكون منفتحى العقول بشأن الدافع، ولا يزال الإرهاب كدافع مطروحا للبحث خلال التحقيق".
وقال إن سكان العاصمة سيرون تكثيفا فى وجود الشرطة بالشوارع، وكذلك الشرطة المسلحة، لـ"توفير الطمأنينة والأمان".
فى حين قال أحد السكان ويعيش بالقرب من الميدان إنه شاهد جثة امرأة "على الرصيف" وإن المنطقة طوقتها "قوات شرطة مسلحة مكثفة".
وأضاف الشاهد لـ"BBC"، "لم أر من قبل مثل هذا الحضور للشرطة فى تلك المنطقة منذ 7 يوليو 2005 "فى إشارة إلى الهجمات الإرهابية على أنظمة مواصلات لندن فى هذا العام".
وقالت شرطة لندن، إن الدلائل الأولية تشير إلى أن الصحة العقلية عامل مهم فى الهجوم، لكنها أكدت أنها لا تستبعد "الإرهاب" كدافع وراء الهجوم.
من جانبه، أدان عمدة لندن صادق خان الهجوم، داعيا السكان إلى الهدوء والحذر وإبلاغ الشرطة عن أى تحركات مشبوهة، مشددا على أن سلامة سكان لندن تأتى فى صدارة أولوياته.
وكانت السلطات البريطانية أعلنت تعزيز الأمن فى شوارع مدينة لندن، عبر نشر عناصر شرطة إضافية عالية التسليح والتدريب، وذلك بعد تنامى ظاهرة "الإرهاب" فى أوروبا.
ورفعت بريطانيا منذ أغسطس 2014 مستوى الإنذار من تهديد إرهابى إلى الدرجة الرابعة مما يشير إلى أن وقوع اعتداء "مرجح".
وبعد هجمات باريس فى نوفمبر 2015، أعلنت شرطة لندن أنها ستزود عناصرها بأسلحة يدوية وأسلحة نصف آلية ومسدسات للصعق الكهربائى.
وقررت السلطات البريطانية أمس نشر 600 شرطى مسلح إضافى فى أنحاء العاصمة لندن ضمن إجراءات لمواجهة أى هجمات محتملة.
وفى تصريحات لبرنارد هوجان هاو، مفوض شرطة العاصمة، نقلها "راديو سوا"، "كل من تابع الأحداث في أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية سيفهم السبب وراء رغبتنا فى إظهار عزمنا على حماية الناس".
وأضاف أن الاضطرار إلى التعامل مع مهاجمين مسلحين هدفهم القتل يحتم الاستعانة بأفراد شرطة مسلحين يستخدمون القوة لمنع هؤلاء المهاجمين من تحقيق غايتهم". وتابع "جنودنا المسلحون هم الذين سيهرعون صوب الخطر". ووفقا للأساليب التى تنتهجها شرطة لندن، لا تحمل الغالبية العظمى من أفرادها أسلحة نارية.
وتابع سيجوب هذا العدد الإضافى من أفراد الشرطة المسلحة شوارع لندن سيرا أو فى سيارات.
وحذرت العديد من دول أوروبا من هجمات "الذئاب المنفردة"، وهم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، كما يطلق هذا الوصف أيضا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى.
وتكمن خطورة تلك الهجمات فى عدم التنبؤ بحدوثها، حتى من أقوى الأجهزة الأمنية كفاءة فنيا وبشريا.
وتبنت بعض المنظمات الإرهابية كـ"داعش" هجمات من هذا النوع مثل هجوم أورلاندو" فى الولايات المتحدة الأمريكية والذى راح ضحيته أكثر من 50 شخصا.
وكانت الشرطة قد كشفت صباح اليوم عن بعض تفاصيل الحادث، مشيرة إلى أنها تلقت بلاغا بعد الساعة العاشرة والنصف من مساء أمس يفيد بأن رجلا مسلحا بسكين يهاجم المواطنين فى ميدان "راسل سكوير" بمنطقة "كامدين"، مضيفة أن العديد من الاتصالات بدأت تنهال عليهم بين العاشرة والنصف مساء حتى الحادية عشر مساء تفيد بهجوم رجل يحمل سكينا على المواطنين بين ميدان "راسل سكوير" وشارع مونتاج، وميدان بلومزبرى، وشارع جريت راسل، وأوضحت أن الشرطة المسلحة وصلت إلى مكان الحادث بعد خمس دقائق من تلقيها أول اتصال.
يشار إلى أن 3 أشخاص على الأقل جرحوا فى عملية طعن جرت أحداثها فى مترو لندن، وذلك فى نهاية العام الماضى، واعتقلت الشرطة وقتها رجلا يشتبه فى أنه منفذ الهجوم.