نقلا عن العدد اليومى...
سمعنا وقرأنا كثيرا عن المهنية والموضوعية والإعلام ودوره، من عدد لا بأس به من الإعلاميين، الذين صوروا للناس أنهم مضطهدون ومطاردون وممنوعون، مع أنهم ينشرون كتبهم فى مصر، ولم يمنعهم أحد، لكنها التجارة الرائجة.. يروج هذا الكاتب أو الأديب أنه ممنوع من كتابة مقالاته حتى يرفع سعره أمام الممول الأجنبى.. مشهد رأيناه مرات عديدة، من شهور استغنت بعض الفضائيات عن بعض الإعلاميين لأسباب تجارية، لأنهم يقدمون برامج لا يشاهدها أحد سوى أصدقائهم، ولأنهم يستعينون بنفس الأصدقاء كمصادر، كما فسخت بعض الصحف تعاقدها مع كتاب لأسباب مالية، وبقدرة قادر قدم هؤلاء أنفسهم على أنهم مضطهدون ومحاصرون.
والهدف مغازلة لقنوات ومواقع تقدم التمويل والمساحات، وتشترط أن تكون البرامج والمقالات باتجاه واحد، مهاجمة كل شىء وأى شىء يحدث فى مصر، ويبدو مثيرا للعجب أن تركز قناة أو صحيفة أوروبية فى ألمانيا أو تركيا على مصر، وتتفرغ للبحث عن السلبيات فقط، بالمناسبة لا مانع من أن يقدم هؤلاء المهنيون انتقادات أو يستعرضوا قضايا، ووجهات النظر المختلفة، لكن ينسى الإعلامى الألمانى أى حديث عن الموضوعية أمام اليورو والمارك والليرة.
إحدى تاجرات الاضطهاد التحقت بالقناة الألمانية إياها، ولكنها اختفت بعد فشل برامجها، ولم يعرف أحد إن كانت تقدم هجماتها أم أنها توقفت. ولحقها زملاؤها وأعلنوا استعدادهم لتقديم كل ما يلزم للتشهير بمصر، حسب سياسة القناة المتخصصة فى تقديم كل الهجامين، وقدم الإعلامى حلقات برنامجه واكتشف أنه لا رد فعل، فاخترع فصولاً إضافية لزوم الشيطنة، يرسم لنفسه بطولات وهمية وفتوحات مهنية، وليت هؤلاء يكفون عن ترديد مقولات حول المهنية ويعلنون أنهم يريدون التمويل واليوروهات، مثل زملائهم فى القنوات التركية، ممن يخترعون شائعات وتحولوا إلى أراجوزات يتراقصون على الشاشات بتعليمات الأجهزة القطرية.
وقد عرفت مصر سابقًا هذه النوعيات من الإعلاميين طلاب المال، وأشهرها أن البريطانيين عندما كانوا يخوضون عدوانا على مصر ضمن العدوان الثلاثى افتتحوا إذاعة مخصوصة لهارب مصرى، كان ينطق باسم العدوان، ويحصل على راتبه من الخزانة البريطانية، مع أن الأوروبيين غير معروف عنهم أنهم ينفقون أموالهم بلا حساب، لكن تمويلات القنوات والإذاعات التابعة تصرف من المصروفات السرية .
وذكرنا من قبل كيف مهدت الإدارة الامريكية لغزو العراق، ودعمت وكالة الأمن القومى الأمريكى المعارضة بقيادة أحمد الجلبى وكنعان مكية، بـ200 مليون دولار، وخصصت لهم قنوات ومساحات فى الصحف ينشرون الأكاذيب عن أسلحة الدمار، اتضح كذبها واعترف كولن باول، وزير خارجية أمريكا، بعد الغزو أن هؤلاء المعارضين كانوا ينشرون ويعرضون ما يمليه عليهم «السى أى إيه».
ونحمد الله أننا فى عصر الاتصالات والمعلومات، وأن تجار الاضطهاد أقلية يفضحون مهنيتهم بما يقدمونه من مصادر مخصوصة وتويتات وبوستات معينة، وهم مجرد باحثين عن تمويل أو نجومية، بعد أن انسحبت عنهم الأضواء، وتساقطت مصداقيتهم.