رغم سقوط العشرات من شهداء الشرطة مؤخراً، وهم يدافعون عن تراب الوطن، وبالرغم من حرب الوجود التى تخوضها وزارة الداخلية لمواجهة الإرهاب الغاشم، جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة الباسلة، وبالرغم من توقع البعض عزوف كثيراً من الأسر عن الزج بأبنائهم فى أكاديمية الشرطة هذا العام، إلا أن المفاجأة كانت بنزوح آلاف الطلاب على كلية الشرطة للانضمام إلى هذا الجهاز والمشاركة فى خدمة الوطن وصون مقدراته.
اللافت للانتباه، أنه بالرغم من أن العدد المطلوب للالتحاق بالفرقة الأولى لا يزيد عن 1500 طالب، إلا أن هناك نحو 30 ألف طالب سحبوا ملفات أو قدموا عن طريق الإنترنت للالتحاق بكلية الشرطة هذا العام، وأن هذا العدد قابل للزيادة حتى 13 أغسطس الجارى آخر موعد لتلقى طلبات التقدم لكلية الشرطة.
الطلاب المتقدمين للالتحاق بالشرطة أكدوا أن رغبتهم فى الانضمام إلى هذا الجهاز جاءت عن يقين، ورغبة فى المشاركة للذود عن الوطن والدفاع عنه ضد أى عدو سواء من الداخل أو الخارج، وأن سقوط الشهداء المتتالى خاصة على أرض سيناء، وهم يدافعون عن تراب أرض الفيروز، ولم يثنيهم عن فكرتهم، وإنما زاد من إصرارهم، مؤكدين أن رتبة "شهيد" باتت هى الرتبة الأعلى والأسمى فى جهاز الشرطة.
وأكد الطلاب أنهم مؤمنين بالرسالة التى تؤديها الشرطة فى خدمة الوطن، ومن ثم قرروا الالتحاق بالأكاديمية حتى يكونوا جزءً من هذا الجهاز يصونون الأرض والعرض مع من سبقوهم فى الالتحاق بهذه الكلية، وإن كان عدداً من المتقدمين للالتحاق بالشرطة يرون أنها واجهه اجتماعية ووظيفة مضمونة تدر راتبا "معقول" شهرياً وامتيازات أخرى.
لم يتوقف الأمر على الذكور، وإنما شهد هذا العام إقبالاً كبيراً من جانب الإناث، حيث تقدمت أكثر من 3 آلاف طالبة للالتحاق بكلية الشرطة، أملاً ورغبة منهن فى الانضمام إلى الشرطة النسائية، حيث ترى معظمهن أن العقيد "نشوى محمود" ضابطة مكافحة العنف ضد المرأة بمديرية أمن القاهرة نموذجاً مشرفاً وقوياً ظهر مؤخراً، جعل العديد من الفتيات يقررن الالتحاق بكلية الشرطة، تأكيداً بأن المرأة لا تقل أهمية عن الرجل فى الدفاع عن الوطن.
وكان لأبناء الشهداء نصيبا كبيرا فى التقدم لكلية الشرطة، أملاً منهم فى الانضمام للجهاز والثأر لآبائهم الذين سقطوا وهم يدافعون عن الوطن، ورغبة منهم فى الانتقام من الخارجين عن القانون، والعناصر الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار البلاد.
يأتى ذلك تزامناً مع تأكيد اللواء محمد الشربينى مساعد وزير الداخلية، رئيس أكاديمية الشرطة، بأنه "لا للوساطة أو المحسوبية فى القبول.. والكلمة الأخيرة والحاسمة لمن تتوافر لديهم معايير وقواعد القبول بالكلية، وتتوافر لديهم قناعة أن الأمن رسالة قائمة على خدمة المواطن والحفاظ على مقدرات الوطن، وليس وظيفة".
كما حذر رئيس أكاديمية الشرطة، خلال إعلانه شروط قبول دفعة جديدة من الراغبين فى الالتحاق لكلية الشرطة، أولياء أمور الطلاب الراغبين قائلا: "لا تقعوا فريسة فى أيدى النصابين والمحتالين بدعوى إلحاق أبنائكم بكلية الشرطة، فالكلية تفتح أبوابها لجميع أبناء الشعب المصرى دون أى تمييز أو استثناء، والاختيار للأفضل فقط بين كافة المتقدمين".