- غزة غير مستعدة لإعادة الإعمار الآن
- تقسيم المنطقة إلى مذاهب محرقة للعرب.. وإيران تخشى وجود محطات نووية مصرية
- على الحكومة المصرية مراقبة الكليات والمعاهد الخاصة لعدم اعتراف دول بشهاداتها
قال الدكتور عادل إبراهيم الحديثى أمين عام اتحاد المهندسين العرب، إن ما تشهده المنطقة العربية من هجمات إرهابية وظهور جماعات متطرفة، نتيجة لرغبة الكيان الصهيونى فى الحفاظ على وجودة فى قلب المنطقة.
وأكد "الحديثى"، خلال حواره مع "انفراد"، أهمية أن محاربة الإرهاب كفكر وعدم الاكتفاء بمواجهته بالسلاح، من خلال تعاون المؤسسات الدينية برئاسة الأزهر الشريف فى توضيح القرآن والأحاديث النبوية بشكل سليم، ومراقبة الحكومات للإعلام فى ظل وجود عدد من القنوات التى تسىء للإسلام تنتشر فى عدد من الدول العربية، مشيرًا لأن دور الاتحاد مهنى ولا يتدخل فى الأمور الداخلية للدول الأعضاء به.. وإلى نص الحوار:
- هل طالبت بعض الدول من أعضاء اتحاد المهندسين العرب نقل مقر الأمانة العامة خارج مصر خلال فترة تولى الجماعة الإرهابية حكم البلاد؟
لا، لم يحدث سابقًا أو لاحقًا، على العكس الهيئات الهندسية فى الدول العربية جميعها تتمسك بوجود مقر الأمانة العامة فى مصر اعتزازا بها وبدورها، رغم وجود بعض المصاعب فى الحصول على اعتمادات دخول بعض الجنسيات العربية، لكنه لم يتم طرح الأمر مطلقا.
ونحاول بذل جهود بالتعاون مع النقابة المصرية لحل تلك المشكلة، لأن هناك بعض القرارات التى نحتاج إلى اتخاذها فى اجتماعاتنا، ولا يمكن إصدارها إذا دولة واحدة حجبت من الدخول ولا ينعقد الاجتماع دونها، لكننا عقدنا الجلسة الطارئة أخيرا فى شرم الشيخ لدعم مصر رغم أن تونس والجزائر لم يتمكنا من الحصول على تصاريح الدخول رغم حرصهم على المشاركة به، وهى مشكلة حقيقية بالنسبة إلينا، ونحاول بالتنسيق مع وزارة الخارجية والجهات الأمنية المعنية بحل هذه المشكلة لأنها الوحيدة التى نعانى منها فى مصر.
- وماذا عن علاقة الاتحاد بالنقابة المصرية خلال تلك الفترة؟
نحن نبتعد كليا عن السياسات الداخلية لأى دولة عربية، لتلاشى حدوث مشاكل داخل الاتحاد أو انشقاقات، فالاتحاد لم يحدث به أى انشقاق، حتى فى فترة توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد خلال فترة الرئيس انور السادات، كل الاتحادات انتقلت من مصر إلا اتحاد المهندسين، حيث ابتعدت مصر لدوره واحدة ثم عادت مجددا.
والاتحاد لديه ثوابت، مثل دعم قضية فلسطين، والسيادة العربية، ونحن ضد أى اعتداء وضد أى تدخل أجنبى على دولة عربية مهما كانت هى الدولة، فالتدخل الأجنبى نتائجه مأساوية على الدول العربية.
- لماذا لا تتولى مصر أحد المناصب القيادية بالاتحاد منذ فترة طويلة؟
مصر لم تغيب عن المناصب القيادية، ففى عام 2006 كان رئيس الاتحاد المهندس صلاح الحاذق يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد ثم رئيس الاتحاد، والأمر كان يسير طبقا لدورية الحروف الهجائية، حتى فى فترة وجود حراسة قضائية على نقابة المهندسين المصرية، وعدم الاعتراف بها لأنها لجنة غير منتخبة، قرر المجلس الأعلى للاتحاد باعتباره أعلى سلطة به، أنه طالما دور مصر فى تولى المنصب فيتولاه حارس قضائى أو نقيب للمهندسين احتراما لها، لكن حاليا أصبح الأمر بالانتخاب ومن ينطبق عليه المعايير العامة الخاصة بالمنصب يتقلده.
- ماذا عن دعم الاتحاد لإعمار غزة؟
الدولة حاليا غير مستعدة لإعادة الإعمار، لكن اتحاد المهندسين العرب، والهيئات الأربعة بالاتحاد واللجان جميعها، ساهمنا ماديا فى إنشاء مركز طبى بغزة بالتعاون مع النقابات الأخرى، وأكدنا أننا مستعدين فى المساهمة علميا، وفى لبنان أبدينا استعدادنا للمساعدة، ونتمنى أن تنتهى تلك الأحداث التى تشهدها سوريا واليمن وليبيا، ونحن على أتم الاستعداد فى المساهمة فى إعادة إعمار ما تم هدمه فى الحروب التى وقعت فى كل البلدان العربية.
- لماذا لم تعتبر توصيات الجلسة الطارئة لاتحاد المهندسين العرب قطر دولة إرهابية؟
الدول العربية المتهمة بدعم الإرهاب هى أمور تعود للحكومات وليس النقابات، ونحن نعلم أن الإرهاب مصدره واحد وهو كيفية الحفاظ على الكيان الصهيونى فى قلب الأمة العربية، ولولا وجود ما يسمى بإسرائيل بالدول العربية لما حدث ما نراه الآن، ونعلم أنهم منذ زمن يعملون على إضعاف العراق وسوريا ومصر وجيوشهم وجعلهم دول مقسمة، وهو ما نراه الآن فى العراق وسوريا، ونرجو ألا يحدث فى مصر، فعندما تضعف الدول الثلاثة إسرائيل تطمئن.
ونحن نحارب الإرهابيين لا الإرهاب، إذن فالإرهابيين لن نقضى عليهم، لأننا لا نهتم بمحاربة الفكر، لذا يجب أن تعمل المؤسسات ورجال الدين وعلى رأسهم الأزهر الشريف فى نشر الثقافة حول الدين الإسلامى والتفاسير الصحيحة الخاصة بأحاديث الرسول، والحكومات عليها أن تراقب الإعلام خاصة ما يثير منه، فهناك عددا من القنوات المنتشرة بعدد من الدول العربية التى تسيء للإسلام ولكل الأديان السماوية، فالإرهاب ليس فقط بالمسلمين، ولكن بالمسيحيين واليهود وغير الأديان السماوية، لكن ظهور داعش والحركات الأخيرة التى تفسر القرآن والأحاديث بطرق ليست صحيحة وتفسرها لمصلحتها، لذلك المفروض أن يحدث فى العالم العربى نهضة ثقافية دينية علمية تساهم بها رجال الدين والإعلام وكافة القطاعات لتوعية المواطنين، وعدم ترك الفرصة لهم، لأن استغلال الفقر والجهل والفساد المنتشر بالمجتمعات العربية سهل جدا للجهات الخارجية.
لابد من محاربة الإرهاب كفكر، لأنه لن ينتهى بالبندقية أو المدفع والطيارة، وإلا فقد يختفى من منطقة ويظهر مجددا فى منطقة أخرى، وما تعانى منه منطقتنا العربية الآن هو الابتعاد، فقد عاشت المنطقة مقسمة لمذاهب طائفية لسنوات طويلة، والطائفية ستتحول محرقة للعرب، وبالغرب تهمه الإرهاب تم إلصاقها بالعرب جميعا.
ونحن كاتحاد المهندسين العرب سنأخذ دورنا فى التوعية، فأنا زرت شرم الشيخ لأكثر من مرة، لكنها الآن أصبحت شبه منعزله، ونؤكد أن الحوادث تصير فى كل الدول العالم، سواء حادث فنى أو إرهابى، ودعينا كل الكيانات الهندسية بدعم شرم الشيخ وزيارتها هى وكافة المدن العربية المتضررة جراء الإرهاب مثل تونس، حيث تضررت منطقة سوسة بعد تعرضها لتفجير، ولبنان.
- هل سيبادر الاتحاد بتقديم مشروعات تنموية موحدة لحكومات المنطقة العربية بها؟
نعم، طرحنا الأمر بالاجتماع الأخير للاتحاد بشرم الشيخ، وكلفنا رئيس جمعية المهندسين الكويتية باعتباره متخصص بتلك الأمور، بإجراء دراسة لإنشاء مشاريع تنموية على المستوى الوطنى أو القومى، وتم تشكيل لجنة لإنهاء الدراسة قريبا، والتى فور استلامنا لها سنجرى دراسة تفصيلية لها للوقوف على مدى إمكانية تطبيقها.
- هل هناك مشروعات مقترحة؟
هناك مشروعات كثيرة، ولكننا سننتظر الدراسة، ودول الخليج بدأت فى هذا المجال بمشروعات ربط السكك الحديد، ولكننا سننظر إلى المشروعات الأكثر أهمية والأسرع فى التنفيذ، وسنقترحه على المجالس المعنية سواء الوزارات، أو جامعة الدول العربية لتنفيذه.
- كيف ترى الوضع النووى فى الدول العربية الآن؟
الدول العربية تحتاج إلى وقت طويل لتعتمد على نفسها فى صناعة المحطات النووية، بجانب إمكانيات مادية كبيرة، نتيجة لتأخرنا كثيرا فى انشائها، فالعراق كانت تستخدمه سابقا فى كل شىء حتى الزراعة، وكان من المفترض أن نبدأ فى إنشائها منذ عشرات السنوات.
وبالطبع صاحبة المصلحة فى ألا يصير لمصر قدرة نووية سلمية أو غير سلمية هى إسرائيل، خاصة فى ظل امتلاكها خبرة كبيرة وقديمة فى هذا المجال، وللأسف تراجعت وليست تقدمت، أحد أبرز العلماء الذين بدؤوا فى أعمال القنابل النووية هم علماء مصريين وتم اغتياله من قبل المخابرات الإسرائيلية، لكن مصر تأخرت حتى اتخذت قرار محطة الضبعة، لذلك نرى أن إيران تخشى من وجود تلك المحطة رغم أن استخدامها سلمى، لأنها تعلم أنه فى حال وقوع حرب قد يصبح غير سلمى.
- كيف سيتعامل الاتحاد مع المهندسين المصريين بالكويت خاصة فى ظل تمسكها بعدم الاعتراف بشهاداتهم؟
الاتحاد شكل لجنة منذ فترة طويلة، معنية باعتماد المناهج الدراسية، وطالبنا المهندسين بمراجعة اعتماد مناهجهم، وأكدنا أن الإجراءات بسيطة للتأكد من توافر متطلبات الاعتماد من الأقسام المعنية، واللجنة تدرس الأمر، ولمصر ممثل باللجنة هو الدكتور فاروق اسماعيل رئيس جامعة القاهرة سابقا، ورئيس جامعة الأهرام الكندية حاليا، وهو معنى بدراسة حل الموضوع من خلال لجنة التعليم الهندسى.
والمسئولون بالكويت أبدوا بعض الملاحظات على الشهادات وفقا للضوابط الموجودة بالعالم كله، والدول العربية ليس بها مشكلة فى التعامل مع الكليات الحكومية، لكن الخاصة والأهلية حتى فى حال اعتمادها من الوزارة والنقابة يتطلب ذلك اعتمادها من لجنة اعتماد المناهج ليتم الاعتراف بالشهادة، وتلك المشكلة تحدث فى الإمارات لكنها وضحت فى الكويت لزيادة عدد المصريين بها، ونعلم أن النقابة المصرية تواجه أزمة مع المعاهد الخاصة.
- هل يتراجع مستوى التعليم الهندسى فى مصر وحدها من بين 18 دولة عضو بالاتحاد؟
لا، التعليم بشكل عام فى العالم كله يتراجع، وليس الهندسى وحده فقط، ولكن فى الدول العربية أكثر والتى من بينها مصر، التعليم تراجع رغم توافر الوسائل المتعددة والأفضل حالا من وقت تلقينا التعليم نحن، والتعليم الأهلى يفترض أن تتولى الدولة ضبطه، ويجب أن يكون للنقابة دور فى ذلك، ومهم أن يكون للهيئات الهندسية دور فى تحديد أعداد القبول بالتخصصات، حيث أصبحت الأعداد ببعض التخصصات كبيرة جدا، فلا يجوز أن يلتحق طالب بكلية الهندسة فى جامعة القاهرة بمجموع 98% وأخر يلتحق بالدراسة نفسها بالكليات الخاصة بمجموع 70%، والإجراءات التى اتخذتها النقابة بعدم قبول من يقل مجموعة بفارق كبير عن الجامعات الحكومية أمر جيد.
- كم تبلغ نسبة اعتماد العالم العربى فى نقل البضائع على النقل البحرى؟
النقل البحرى بالعالم كله هو الأساس، باعتباره الأرخص والأسرع والأكثر انتشارًا عن البرى والجوى، فالنقل البحرى يتحمل أكثر من 90% من التجارة العالمية، لكن الدول العربية تحتاج إلى وجود شبكة نقل بحرى بين الدول وبعضها، لكننا ما زلنا نواجه تأخرًا فيه.