تشير دراسات علم النفس الحديثة إلى مرض "هايبرسيميثيا"، الذى يوفر للمصابين القدرة على الهروب من الواقع، والعيش في ذكريات الماضي بكافة تفاصيلها، الأمر الذى نلاحظه مع جماعة الإخوان وحلفائها الذين عادوا إلى ما قبل ثورة 1952 التى قام بها الضباط الأحرار، حيث طالب عددا من المتحالفين مع الجماعة لرفع علم مصر أيام "الملكية" واستكمال ثورة 19 معتبرين ذلك خطوة لتوحيد الصفوف، فيما هاجم عاصم عبد الماجد أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية هذه الأمر واصفا إياه بالفكرة الخبيثة.
المعركة بدأت بعدما نشر الإرهابى محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة السلفى، والقيادى بتحالف الإخوان، علم الملكية وطالب بأن يكون هذا هو العلم الرسمى، داعيا إلى تأييد ثورة 19.
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"سألونى كثيرا ما هى النجوم ال 3 فى علم مصر "الأهلى" الذى رفعه الشعب فى ثورة 1919 والذى ندعو الثورة للتوحد عليه فى حملة (العلم - النشيد - التكبير)، قيل إن الهلال فى ذلك الوقت يرمز للإسلام ضد الاحتلال البريطانى وأن النجوم ترمز لوحدة مصر والنوبة والسودان. وقيل أنها ترمز لوحدة مصر والسودان وليبيا وقد اقترح بعض الأفاضل أن نجعل النجوم ترمز لـ (الحرية - العدل – الكرامة).
وتابع: "سواء كانت الأولى أو الثانية فهى ترمز عندنا للاثنين معا أى وحدة (مصر والسودان وليبيا)، هدفنا من حملة توحيد الثورة على (العلم - النشيد - التكبير) أن نندمج تاريخيا مع أجدادنا ونوحد بين الثورتين (ثورة 19 وثورة 25 يناير) فنحن امتداد لهم، والأهم أن تكون للثورة تدريجيا أدواتها وراياتها وهويتها سواء العقدية أو الفكرية أو الشعارات المسموعة والمرئية.
فى المقابل شن عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، هجوما عنيفا على هذه الفكرة، وقال فى تصريح له :"فكرة العودة لعلم الملكية الأخضر فكرة خبيثة وبامتياز.، فهى تعزلك عن جمهور المصريين الذين يكرهون فترة الملكية، وتعطى الفرصة لزيادة التحريض عليك".
وأضاف فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "وهى تزرع خلافا وتقسيما لمعسكرنا، ففريق سيرفض وفريق سيوافق، وهى تعطى انطباعا لمؤيدينا البسطاء بالدور القيادى لمقترحى العلم الجديد ومنهم المرأة التى تعرفونها.
واستطرد عاصم عبد الماجد :"لماذا تتم محاولة تمرير فكرة العلم الجديد بعيدا عن تحالف دعم الإخوان، ولماذا يصمت التحالف على هذه الألاعيب؟! دعونى اليوم أحذركم من الأغبياء".
ورد عليه محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة قائلا: "هل العلم الأهلى لثورة 1919 علم الملكية؟! مخطئ جدا من يقول أن علم الثورة هو علم الملكية، فهو يقع تحت تأثير معارضينا، فالعلم اسمه العلم "الأهلى" لأنه العلم الوحيد المعتمد الذى رفعه الأهالى فى ثورة 1919 والذى اضطر الملك والإنجليز فى ذلك الوقت أن يتماهوا معه فى محاولة لاحتواء الثورة والتى خرج فيها الشعب من المولد "بلا حمص" حسب تعبير الشعب فى ذلك الوقت .
من ناحيته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن محاولة بعض حلفاء الإخوان طرح علم الملكية من جديد هو محاولة للهروب من الواقع وعيش فى ماض له ظروفه وأوضاعه الخاصة به والتى لم تعد قائمة الآن فاحدى هذه النجوم الثلاث هى السودان وهى دولة مستقلة الآن بل صارت نجمتان بعد إنفصال الجنوب وللأمانة التاريخية.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن الإخوان أسهموا بحظ وافر فى وصول السودان الى ما وصل له اليوم من انقسامات وحروب أهلية، وهم يعيدون الكرة ويحاولون بنفس الأسلوب تكراره ما حدث فى السودان مع مصر بتلك الاستدعاءات التاريخية والمشاريع الأيدلوجية الأحادية التقسيمية ، وما يفعلونه ينم عن جهل فاضح بالواقع وبالتاريخ سعياً لاشعار المهووسين بهم كونهم متميزون بشئ لكن هذا الشئ تميزه فقط يكمن فى أنه جزء من تاريخ مصر وقد كان له بريقه وقيمته فى وقته .
وتابع :"ظروف العرب اليوم وأوضاعهم لا تحتمل تلك الأطروحات الحالمة والجدل بشأنها ويكفى على العرب أن يصلحوا ما أفسدته الجماعات والميليشيات وممولوهم فى تركيا وقطر فى ليبيا وسوريا والعراق قبل أن يتحدث الاخوان عن ضم السودان لمصر"