جلبة وأصوات وتكبيرات، وزحام ومارة يتكدس بهم الطريق، وأجواء روحانية، وأطفال يلبسون "الطراطير" ويمسكون صافرات بأيديهم، مشاهد احتفالية بقرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، والتى يقام بها مولد الإمام محمد بن أبى بكر الصديق.
محرر انفراد مع بعض شيوخ الطرق الصوفية
محمد بن أبى بكر الصديق، ابن خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم، أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وربيب بيت على بن أبى طالب أمير المؤمنين، والذى أوفده واليا على مصر وحكمها 6 أشهر، واستشهد فيها فى إحدى المعارك، وسمى شهيد الغدر، ودفن بميت دمسيس، وجاء فى بعض الروايات أنه تم إخفاء جثمانه، ووضع صخرة أعلاه لعدم وصول أحد من أعدائه إلى جثمانه.
أحد مريدى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق يفترش الشارع
يقول الشيخ عصام محمود النائب العام عن طرق الصوفية بدمياط، أنه فى مثل هذا الأسبوع من كل عام يأتى الناس من كل حدب وصوب إلى مقام محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه من أجل إحياء ذكراه، وعمل الخيرات فيتم فى الاحتفالية إطعام الطعام وعقد جلسات الذكر، وتوزيع الحلوى والإعانات على المحتاجين، ويتم عمل بعض الدروس والندوات الدينية، ويكثر الناس من ذكر الله خلال تلك الاحتفاليات، ويذكرهم شيوخ الطرق الصوفية بالله وبأحاديث رسول الله ويتعلم الناس من خلال هذه الاحتفاليات.
بعض زور الإمام محمد بن أبى بكر الصديق
ويقول محمد أحمد على قاسم خادم مقام محمد بن أبى بكر الصديق: "أفضل شيء فى مولد الإمام محمد بن ابى بكر الصديق رضى الله عنهما المحبة، وليست المحبة بين المسلمين وبعضهم فقط، أو بين أبناء الطرق الصوفية المختلفة فقط، إنما بين المسلمين وبين المسيحيين.. عقب فراغك من زيارة المقام، وأثناء خروجك تجد فى وجهك مباشرة كنيسة مارى جرجس داخل القرية، والتى يمتزج فيها الناس بتنوع جميل وحب وتلاحم منقطع النظير".
السيدات يفترشن ساحة الضريح
ويقول أحد مريدى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق: "هذا الإمام بن الإمام بن خليفة رسول الله، له مكانة عظيمة فى نفوس المسلمين وإيمان عظيم عمت بركته الدنيا، والحروب التى حدثت بينه وبين يهود خيبر هنا فى هذا المكان ظهر جثمانه هنا سنة 1950 ميلادية، والمولد هنا يختلف تمام الاختلاف هنا روحانيات وإيمانيات مختلفة وكاملة وكلها محبة بين الناس".
سيدة تتوسل وتدعو الله فى ساحة الضريح
القرية الهادئة والتى تبعد عن مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية 35 كيلو متر، تعرف دائما زيارة الصالحين وأبناء ورجال الدين من الطرفين المسلم والمسيحي، حيث تقوم بعض الأسر المسيحية بطبخ الأطعمة وإعدادها للترحيب بالضيوف المسلمين الذين يتوافدون على ضريح الإمام محمد بن أبى بكر الصديق، ويقومون بالترحيب بهم يوما بعد يوم وحتى الليلة الكبيرة التى يختلط فيه المسلمون بالمسيحيين فى مشهد واحد أمام الضريح.
إقبال الزوار على الضريح
يقول الشيخ فكرى عبد المنعم بدري، إمام وخطيب مسجد الإمام محمد بن أبى بكر الصديق: "المقام تم اكتشافه عام 1950 وهو ابن خليفة رسول الله وهو آخر ابنائه تزوج سيدنا أبى بكر من أسماء بنت عميس بعد وفاة زوجها جعفر الطيار وتربى فى بيت الإمام على بن ابى طالب وسمى ربيب بيت علي، وقتل شهيدا فى زمان الفتنة وسمى شهيد الغدر حكم مصر 6 أشهر، وحرق جسده وخبئ فى جسد حمار، وكانت الصخرة موضوعة على رأسه لتخبئته وعدم اكتشاف مكانه وتم كتابة بياناته على تلك الصخرة"، على حد قوله.
ضريح الإمام محمد بن أبى بكر الصديق
فى ساحة ضريح الإمام محمد بن أبى بكر الصديق، تجد الكثير من السيدات والرجال قد افترشوا الساحة وقاموا بنصب الخيام، ويتكلمون بلهجات مختلفة، ولكنات غريبة عن محافظة الدقهلية، مما يدل على أنهم أتوا من محافظات مختلفة، ومن كل فج عميق من محافظات مصر، للتبرك بضريح ابن خليفة رسول الله الأكرم.
الصخرة التى تم تخبأة الجثماة تحتها
وتقول أم عائشة، من محافظة كفر الشيخ: "كل عام آتى إلى ضريح الإمام محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنهما، وأتبرك به وادعو الله عساه يستجيب لي، وأمسح مقام الإمام، أشعر براحة كبيرة وعظيمة، وأجلس على الصخرة التى حمت جثمانه وأكون فى قمة السعادة، ولا أذهب إلى أى مولد آخر غير مولد الإمام محمد بن أبى بكر الصديق".
ويقول المغاورى البكرى أحمد الراعي، خادم مقام الإمام محمد بن أبى بكر الصديق: "الحجر كان يحمى جثمان الإمام، وكانوا يريدون بناء مسجد فحفروا فى عام 1950 فظهر لهم الحجر، ومن يومها والحجر موضوع أمام المقام وكان مغطى به الضريح، والزوار يزدادون كل عام أكثر من العام الماضي، وهناك الآلاف من مريدى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق يأتونه كل عام فى ذكراه، ويأتونه طيلة أيام العام.
كسوة ضريح الإمام
بعض مريدى الإمام
أحد مريدى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق يفترش الشارع