تحدثنا مرات كثيرة عن أهمية إعادة الاعتبار للفلاح ودعمه، باعتباره أحد أهم ركائز الإنتاج فى مصر، ومع هذا تعرض لظلم على مدى سنوات.
وخلال الفترة الماضية كانت هناك خطوات فى دعم مزارعى القمح من خلال تسلم المحصول بسعر أعلى من المستورد، ونفس الأمر مع مزارعى القصب.
وقبل شهور قررت الحكومة مساندة مزارعى قصب السكر، والموافقة على استمرار العمل باستلام محصول قصب السكر من المزارعين لموسم 2016 بسعر 400 جنيه للطن، وأن تتحمل شركة السكر المصرية 300 جنيه للطن، وتدفع وزارة المالية 100 جنيه فرق السعر للمزارع، بما يحقق نوعًا من العدالة، ويعوض الفلاح الذى يواجه أزمة فى التوريد، خاصة أن صناعة السكر وطنية تواجه منافسة غير عادلة.
ومؤخرًا تم اتخاذ قرار وقف تصدير الأرز للخارج، وشراء المحصول من الفلاح بسعر 2400 للطن، والقرار استجابة لمطالب الفلاحين، وذلك لتوفير احتياجات السوق المحلى، وهو ما يسهم فى الحفاظ على استقرار الأسعار طوال السنة.
وفى حال النجاح فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح والأرز والسكر نكون نجحنا فى توفير أساس السلع، ويبقى الزيت وهو ما يفترض التفكير فى تحقيق اكتفاء منه، وفى هذه الحالة يمكن وقف نزيف الاستيراد، وتوفير السلع والمحاصيل الأساسية.
وبالتالى فإن دعم الفلاح من شأنه أن يساهم على المدى المتوسط فى خفض الاستيراد، وأيضًا يخفض من التضخم فى الأسواق، ومعروف أن هناك خطوات لحل مشكلات تتعلق بالسماد والبذور، لمواجهة السوق السوداء والاحتكار من الوسطاء.
كان قرار تسلُم القمح بسعر جيد مهمًا، وتكشفت بعد ذلك أحداث فساد الصوامع، لكن بقيت فكرة دعم مزارعى القمح وقصب السكر، ثم أخيرًا الأرز صحيحة، وبالطبع باقى المنتجات الزراعية لأنها هى التى تمثل عمود الاكتفاء الذاتى من جهة، وأيضًا مصادر التصدير مع وجود سوق واسع يحتاج إلى دراسة وتفهم ودعم للفلاح لأن أى دعم للفلاح يعود إلى المواطن عمومًا، من هنا كان مشروع المليون ونصف فدان.
هناك حديث عن برامج واضحة للتعامل مع المسألة الزراعية، وضرورة وجود تشريعات تضمن حياة كريمة للفلاح تأمين صحى واجتماعى، مع توفير مستلزمات الزراعة كالبذور والأسمدة بكميات وأسعار مناسبة، وضمان أن يجد الفلاح مجالا لتسويق منتجاته، مع دعم زراعة المحاصيل القابلة للتصدير، ودعم الزراعات التقليدية مثل القطن وقصب السكر والأرز، وهى محاصيل تواجه أزمات، وأهم ما يمكن أن يحصل عليه الفلاح هو شعوره بناتج لعمله ومقابل عادل لجهده.
لقد آن الأوان لأن يحصل الفلاح على المكانة التى تليق به، حتى يمكن الحديث عن تنمية ومواجهة لابتلاع الأراضى الزراعية.
ابن الدولة