"الأفراح الشعبية".. قبلة المسجلين والعاطلين والبلطجية.. "دولاب" مخدرات مجانى للمعازيم.. وراقصات عاريات على المسرح للترفيه.. وصوت الطلقات النارية لا ينقطع.. والداخلية "ودن من طين والتانية من عجين"

إذا كنت من مدمنى المخدرات ولم تجد فى جيبك ما يكفى لشراء جرعة الكيف اليومية، وإذا كنت من مهاويس اللحم الأبيض الرخيص، وتأمل فى قضاء ليلة حمراء مجانية، وإذا كنت ممن يحلمون بمشاهدة أكبر تجمع لمشاهير البلطجة والمسجلين خطر.. الأمر بسيط وسهل لكل أصحاب الأمزجة المختلفة.. فقط ابحث عن الأفراح الشعبية.     سرادق كبير وسط الطريق يحمل بين حناياه كل أنواع الفساد والإجرام التى تدوم لساعات متأخرة من الليل.. أضواء مبهرة وأفرع زينة تمتد بطول عشرات الأمتار وصولا إلى مقر الفرح.. خلية نحل لا تهدأ.. رجال يستقبلون الضيوف، وآخرون يرحبون بهم ويصحبونهم لموائدهم، التى تستقبلهم بكل أنواع المخدرات والخمور، معظم المعازيم من المسجلين والبلطجية، يدخلون الحفل شاهرين أسلحتهم النارية، يطلقون الرصاص بشكل هستيرى – واجب المضيف – الرؤية داخل السرادق ضبابية نتيجة سحب الدخان الأزرق الكثيف المتصاعدة.. إذا كنت من الضيوف المحظوظين أو المهمين، ستجد مكانا مميزا تحت المسرح مباشرة، يوفر لك زاوية رؤية تمكنك من الاستمتاع بالنظر إلى راقصة عارية تحمل أطنان من اللحم تهتز بشكل مبتزل لإغراء الضيوف.     أبناء المناطق الشعبية والأقاليم لن يندهشوا مما يقرأوا، لأنهم بالتأكيد يتعايشون معه بشكل يومى، أما قاطنى المدن والمناطق الراقية، فسيشعرون أنهم يشاهدوا مشهد درامى فى أحد الأفلام، ولهم العذر فى ذلك، فأنا شخصيا ما كنت لأصدق هذا الوصف لولا أن الصدفة دفعتنى لمعايشته على أرض الواقع.     بعد دقائق من دخولى هذا الماخور المسمى زعما بالفرح، تزاحمت فى رأسى تساؤلات عديدة، كيف استطاع القائمون على تنظيم هذا العرس، قطع الطريق وتشييد مثل هذا السرادق فى وسط الطريق دون أى رقابة من الأجهزة المحلية، وهل هناك تصريح يسمح لأى مواطن بقطع طرق المارة وشلل حركة الطريق، وهل هناك تصريح يسمح بتعليق مكبرات صوت تدوى بطلاسم وعويل ونواح حتى سطوع ضوء النهار، تؤرق مضاجع المرضى والطلبة والسكان الذين لا ذنب لهم ولا جنيه.     السؤال الذى احترت فى الوصول لإجابته، كيف وصلت هذه الكميات من المخدرات المتنوعة، والتى يتم توزيعها بشكل مجانى على معازيم الفرح، خاصة وأن هذا النوع من الأفراح يتم التجهيز له عدة أيام، ويكون لدى الجهات الأمنية المسئولة عن المنطقة المقام فيها الفرح، معلومات كافيه عنه وعن أصحابه وعن نوعية المعازيم والضيوف.     وأيضا، أين أجهزة ورجال الداخلية من ترسانة الأسلحة التى يتم إشهارها علنا، بصحبة معازيم وأصحاب الفرح، وإذا افترضنا على غير الحقيقة جهل رجال الشرطة بوجود تلك الأسلحة، فماذا عن أصوات الأعيرة النارية التى لا تتوقف طوال الليل فترهب السكان والمارة الآمنين.     الأهم والأهم، فقرة الرقص الإباحى التى يؤديها عشرات الراقصات العاريات، يتمايلن على المسرح العريض، لمراودة الحضور المساطيل بإيحاءات وإيماءات جنسية مبتذلة، طمعا فى تحفيزهم على إخراج ما فى جيوبهم، و"تسخين النقطة"، من المسؤول عن السماح بوصولهم إلى ذلك الملهى الليلى الذى تم بنائه فى 24 ساعة، لممارسة كل أنواع الفجور والرذيلة وسط الطريق والأسر الطيبة.     السؤال أكثر أهمية، السرداق تم بنائه على قارعة الطريق دون رقابة من جانب الأجهزة المحلية المسئولة، ومكبرات الصوت تدوى دون رادع، والمسجلين والبلطجية استمتعوا بقضاء ليلة من ليالى العمر وفق معايير حياتهم المهترئة، وبائعات الهوى تقاضوا مقابل مجهودهم، هنا السؤال: من يوفر الحماية لأبناء المنطقة وسكانها الآمنين من تعديات وبلطجة رواد الفرح المساطيل والمحششين، الذين لا يردعهم رادع ولا مكان للعيب داخلهم؟!.     هذا الموضوع يحمل فى ثناياه بلاغ رسمى لوزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار ورجاله، الذين يستطيعوا تحقيق رقم قياسى من الضبطيات إذا ما كلفوا أنفسهم مشقة مداهمة هذا الوكر، والقبض على المسجلين والبلطجية وتحريز كميات المخدرات والأسلحة النارية المنتشرة داخل جنبات هذا السرادق.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;