حالة من الفرح فى بيت بسيط، داخل قرية المحفوظة بمركز بلقاس، بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد عودة مسعود عبد الحفيظ النجار، المختطف بليبيا إلى قريته عقب تمكن القوات الخاصة الليبية من تحريره، و23 مصريا آخرين.
"مسعود" الذى ذهب لليبيا من أجل العمل وكسب قوت يومه، كان على موعد مع لقاء بعض المليشيات التى قطعت طريقه عليه أثناء عودته إلى مصر، بعد أن عزم على أن لا يعود إلى الغربة أبدا جراء ما رآه من ويلات الحرب والإنفلات الأمنى.
مسعود مع والده وأعمامه وأشقائه.
يقول "مسعود": "حزمت أمتعتى وسافرت عبر مكتب من مدينة طرابلس، إلى مصر، للعودة النهائية إلى بلدى، حيث عزمت أن لا أعود لليبيا أبدا ، ومضيت بالسيارة ما يزيد عن 400 كيلو، وتوقفت السيارات وكنا 3 ، بهم 32 مصريا، على مقهى للراحة، وقال لنا السائقون إن المنطقة الآتية خطرة، ولن نذهب إليها ليلا، وسوف نبيت هنا فى هذا المقهى.
ويضيف "مسعود": " حاولنا شراء أى أطعمة من المقهىن فقالوا لنا إن الخبز قد نفذ، وبعد قليل أتى خبز وقلنا له نريد طعاما فقال لنا أن اللحم قد نفذ فشعرنا بشئ غريب ، وبعد قليل أتت سيارة محملة بالطماطم، مرت من أعلى مطب صناعى بقوة، فوقعت كمية كبيرة من الطماطم على الأرض فقمنا بأخذها، وغسلناها وأكلنا طماطم بخبز، ليس فى ذهننا أى شئ سوى أننا نريد العودة إلى مصر.
عائلةمسعود والفرحة بعودته
ويتابع"مسعود" قائلا وبعد أن أكلنا قال لنا السائق هيا نتحرك من هذا المكان، تعجبنا وقلنا ألم تخبرنا، أن المنطقة الآتية خطرة، قال سنتحرك لمقهى آخر، ركبنا مغلوبون على أمرنا لا نعلم فى هذا المكان شيئا، وبعد قليل أتت سيارة أمريكى رباعى الدفع، وحاولت اللحاق بنا وإيقاف سيارتنا، قام السائق بمفاداتها والهرب منها، وبعد نصف كيلو حضرت سيارات أخرى واستوقفتنا بالقوة ، وقام مستقلوها بثقب كاوتوشك السيارات التى كانت تقلنا، وربطونا من الخلف وغموا أعيننا.
ويكمل "مسعود" حديثه قائلا: " حينها ظننا أننا لن نعود لأهلنا بعدما ربطونا لقتلنا، ونقلونا فى سيارة إلى الجبل، بالقرب تقريبا من المكان الذى أوقفونا فيه مسافة كيلو ونصف متر، وظلوا يتجولون بنا فى الجبل مسافات طويلة، ثم أدخلونا فى حوش كبير، واستقبلونا بحفلة ضرب بالخراطيم والأسلاك، والضرب بالعصيان والجلد.
مسعود يقبل رأس والده
ويتابع "مسعود" صورونا على إننا منتمون لجماعات إرهابية، وإننا دواعش ، وجئنا الى ليبيا من أجل القتل والتخريب، وأننا ننفذ عمليات إرهابية فى ليبيا، وأدخلونا فى حجرة سلاح ، وقاموا بتصويرنا على أننا دواعش، واحتجزونا ولم يطلبوا منا فدية، وبعدها طلبوا من كل واحد 5 آلاف دينار ، وبدءوا ضربنا بشكل مستمر، وقاموا بتعرية بعضنا وتصويرهم لإذلالهم، وبدأو يلعبون بأعصابنا ، تارة يقولون لنا ستموتون، وتارة يقولون ستخرجون.
وأضاف "مسعود": "خاطفونا يكرهون جميع القيادات المصرية ، رغم أن بينهم شخص مصرى ، كان أسوأ واحد فيهم، وكان يعذبنا أكثر، وكان يعلم كيف نتكلم، وماذا نقصد، فكان يتفنن فى إذلالنا وضربنا وتعذيبنا، وبعد أن دفعنا الفدية، قال لنا سنقتلكم ولن تخرجوا مرة أخرى.
مسعود يشكر والده
عبد الحفيظ النجار والد مسعود، إنه مصاب بالشلل الرعاش، غير ان خبر اختطاف نجله، زاد مرضه، مشيرا إلى أن تفاصيل ما حدث لنجله صعبة، بسبب التعامل غير الآدمى الذى لاقاه ورفاقه من المليشيات المسلحة بليبيا.
أهالى القرية يهنئون مسعود بعودته
بينما يعاود مسعود الحديث حول كيفية تحريرهم فيقول "أنه بعد أن قاموا بدفع الفدية، سلموهم لعصابة أخرى كى تفاوض الحكومة المصرية على أموال، وقامت القوات الخاصة الليبية بقيادة بعض الضباط الشرفاء، بتحريرنا، بعدها أكرمونا وأطعمونا وذهبوا بنا إلى منازلهم، وقدموا لنا كل يد العون حتى حضرت المخابرات المصرية وأوصلتنا حتى منازلنا".
واضاف : "عثرت القوات الليبية علينا بالصدفة خلال كمين، وقاموا بتحريرنا، وطمأنونا على أهالينا وطمأنوا أهالينا علينا، وطيبوا خاطرنا، ثم أتت المخابرات المصرية، وعبرت بنا الأراضى الليبية والجمارك وقاموا إنهاء إجراءاتنا".
مسعود وأبنائه
ووجه "مسعود" الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة المصرية، بعد تحريرهم والعودة بهم من الأراضى الليبية إلى مصر، ومساعدتهم حتى وصلوا لقراهم سالمين آمنين.
مسعود وأحد بنائه وشقيقه