بعد كشف " انفراد " لكارثة طيبة بالشرقية، بطلها فساد أكياس الدم فى معامل بير السلم، والتى تسببت فى حصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم، وإصابة آخرين بأمراض وفيروسات خطيرة مثل الإيدز، استجابت وزارة الصحة لما نشر، وقررت إنشاء بنك دم، لتوفيره بشكل أمن للمرضى فى مراكز شمال المحافظة، وأطلقت الجهات الرقابية حملات مكثفة على جميع المعامل بالمحافظة، للبحث عن تجار الدم وإحالتهم للنيابة.
الصحة تدشن بنك الدم المتعثر
قال الدكتور محمد سرحان، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، إن العمل جارى على قدم و ساق، لسرعة استكمال إجراءات إنشاء بنك دم فى مركز الحسينية، وذلك لخدمة المرضى فى منطقة شمال المحافظة، وتوفير أكياس دم آمنة، ومن المقرر افتتاحه خلال شهر ، لافتا إلى أن مشروع تدشين بنك فى المنطقة كان متعثر منذ سنوات، موضحاً أن المركز سيوفر الدم لمراكز : الحسينية ، كفر صقر، أولاد صقر، صان الحجر .
وأضاف وكيل وزارة الصحة بالشرقية، لـ"انفراد" أنه تم إطلاق حملات مكثفة، بالتنسيق مع الجهات الرقابية ومجالس المدن، على جميع معامل التحاليل فى نطاق المحافظة، و بالأخص منطقة الشمال، مع تشديد الرقابة عليها للتصدى لظاهرة جمع الدم من المتبرعين وبيعها، وذلك بالمرور عليها وفحص التراخيص الخاصة بها، والتأكد من عدم قيامها بالاشتراك فى هذه التجارة المحرمة.
وأكد سرحان، أنه حيال ضبط أى معامل تقوم بذلك يتم غلقها بشكل فورى، وإحالة صاحبها للنيابة العامة، بالإضافة إلى توقيع محاضر فورية على أي مخالفة أخرى يتم ضبطها وإحالتها أيضا للنيابة، محذراً جميع أصحاب المعامل من إرتكاب أى مخالفات قانونية أو الاشتراك فى تلك التجارة .
مدير المديرية الصحة يناشد المواطنين بعدم التعامل
ومن جانبه، ناشد الدكتور خالد فوزى، مدير مديرية الصحة بالشرقية، المواطنين ، عدم شراء أى أكياس دم إلا من خلال بنوك الدم التابعة لوزارة الصحة، موضحاً أنها تتواجد فى 3 أماكن وهى: "البنك الرئيسى فى مستشفى الأحرار، ومستشفي جامعة الزقازيق، ومستشفي فاقوس"، محذر من مخاطر نقل دم لأى مريض من مصدر غير أمن، مثل معامل التحاليل الخاصة أو معامل تحاليل المستشفيات .
و أكد مدير مديرية الصحة بالشرقية، لـ " انفراد " أن تلك المعامل تقوم بفحص شامل للدم، وبطرق تحليلات معتمدة، وطبقا للمعايير العالمية المتخصصة فى هذا الشأن، حيث يجرى 4 تحليلات فيروسية وهى: " فيرس سى ، فيرس بى ، الإيذر ، وسفلس " لافتا إلى أن معامل التحاليل لا تجرى تلك التحليلات على الدم، و يقوم الفنى بفحص الدم من فيرس سى، بشريط تحليل وتكون نتائجه غير دقيقة، بالإضافة عدم توافر إمكانيات لإجراء فحص تحليل الإيدز .
وفى السياق ذاته، أضافت الدكتورة نانسى عبد الحي، مدير بنك الدم الإقليمى، أن معامل التحليل غير مجهزة للتعامل مع الدم وحفظه أو وزنه ليناسب الوزن مع المادة الفاعلة المتواجدة فى كيس الدم، مما يتسبب فى فساد الدم و يعرض المريض للفشل الكلوى الحاد، والوفاة فى أقل من يومين .
ومن جانبه، اقترح رضا والى، مفتش بإدارة النفايات الطبية بمديرية الصحة ، إلى جانب التصدى لمعامل "بير السلم" ضرورة قيام موظف بنك الدم بالمستشفيات الحكومية، بقص خراطيم الكيس الذى إنتهت صلاحيته ، قبل تسليمه للمحرقة، ذلك لعدم فتح الباب للتلاعب بالأكياس غير الصالحة وهى فى طريقها للمحارق، وللتأكد من إعدام جميع الأكياس غير صالحة .
الصحة تحيل أصحاب المعامل للنيابة
وكانت شنت إدارة العلاج الحر، بمديرية الصحة بالشرقية، برئاسة الدكتور حسام قمحاوى مدير الإدارة، حملات مكثفة وتم من خلالها ضبط عدد من المعامل و مستشفيات خاصة، تقوم بيع الدم للمواطنين، أو قيام أهل المريض نفسه بالتبرع، ويتولى المعمل إجراء التوافق وتحليلات بدائية على الدم، و تسليهم الدم للمريض، والتى وصل عددهم حتى الآن 10 بينهم 3 مستشفيات خاصة .
ضحايا أكياس الدين يروون لـ"انفراد" معاناتهم
والتقى "انفراد" عددا من الضحايا، الذين سقطوا بسبب عمليات نقل دم إليهم، من بينهم موظفا كان يعانى من الفشل الكلوى و تلقى دم نتج عنه إصابته بالإيدز.
والحالة الأخرى، توفيت أم وجنينها بمركز فاقوس، بعد نقل دم فاسد لها من أحد المعامل خلال الولادة، أدى لإصابتها بفشل كلوى حاد وفاتها بعد 3 أيام.
والحالة الثالثة أم لأربعة أطفال، وافتها المنية بعد نقل دم فاسد، من معمل بمستشفى خاص بفاقوس خلال الولادة، وتعرضت هى الأخرى لفشل كلوى حاد، و تم حبس الطبيب صاحب المعامل 6 أشهر فى الواقعة .