وجد نفسه فى ظروف صعبة، تحاصر حياته الديون والمشاكل، بحث بشتى الطرق عن فرص عمل فلم يجد، فقرر اللجوء للسرقة، حتى يجمع المال بطريقة سريعة، ولم يدرِ أن المال الحرام لن يدوم طويلاً، ليسقط فى قبضة الأمن ويجلس خلف قطبان السجون يندم على ما فات.
التقى انفراد بالمتهم، "محمود.ع" فى العقد الثالث من العمر، الذى سرد كواليس دخوله السجن، وحرمانه من أطفاله، حيث قال المتهم بكلمات متعلثمة: "كنت شخصا خلوقا مثل البنت البكر لا يسمع أحد صوتى، " كنت باحاول امشى جوا الحيط مش جنب الحيط"، لكن الظروف الصعبة والحياة القاسية صنعت منى مجرماً، يلجأ للسرقة ليكفى متطلبات الحياة الصعبة وغلاء الأسعار الذى بات لا يُقاوَم".
ويضيف المتهم، ضعيف الجسد قصير القامة، "لم أجد سوى السرقة للحصول على المال، فسرقت أول مرة ومرت الأمور بسلام، فكررتها مراراً وتكراراً حتى انتهى الأمر بدخولى السجن، وأيقنت أن الحرام لا يدوم كثيرا، وأنه لا أفضل من المال الحلال حتى لو كان قليل، فالبركة فيه، هو المال الذى يبنى ويعمر، لدرجة أننى عندما كنت أسمع أغنية "قولوا للى اكل الحرام يخاف بكرا اللى كله يفسده" كنت أشعر أنها تتحدث عن تفاصيل قصتى.
وأردف المتهم، "دخلت السجن فى حكم ٣ سنوات، وكانت الأيام الأولى قاسية وشديدة، أيام طويلة تكاد ساعتها لا تمر، ليلها بطىء لا يتحرك سريعا، لا يشغلنى سوى التفكير والندم فى ما اقترفت يدى من ذنوب، إلا أننى سرعان ما تأقلمت على الأجواء هنا داخل السجن وأصبح لدى أصحاب.. تعلمت هنا عدة حرف ومهن تدر على أموالا أستطيع بموجبها الإنفاق على أسرتى من مال حلال عندما أخرج من السجن، وأصبحت أتشوق للخروج من هنا حتى أرى أولادى وزوجتى وأبدأ حياة جديدة، ليس بها جريمة، حياة عنوانها العمل والجد والاجتهاد والبعد عن الحرام".