كشفت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم، الثلاثاء، أن المتبرعين لمؤسسة كلينتون استطاعوا دخول الخارجية الأمريكية للقاء هيلارى كلينتون وقت توليها الوزارة.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن أحد المديرين التنفيذيين فى مجال الرياضة والذى كان متبرعا كبير لمؤسسة كلينتون ودفعت شركته لبل كلينتون، الرئيس الأمريكى الأسبق، ملايين الدولارات رسوم استشارية، أراد مساعدة للحصول على تأشيرة للاعب كرة قدم بريطانى له سجل جنائى.
كما أن أحد المتبرعين الأساسيين للمؤسسة أراد مساعدة فى بث حى لمحطة الفضاء الدولية خلال الحفلات الموسيقية. وفى هذه الحالات، ووفقا لرسائل بريد إلكترونى تعود للوقت الذى أمضته كلينتون فى الخارجية الأمريكية، كانت الطلبات موجهة إلى مساعدة كلينتون المقربة منها هوما عابدين، التى تواصلت مع كبار المساعدين الآخرين وفى بعض الأحيان مع كلينتون نفسها بشأن كيفية الاستجابة.
ووفقا لرسائل البريد الإلكترونى، ففى هذه الحالات وأخرى مشابهة لها، لم يحصل المانحون دائما على ما يريدونه، لاسيما عندما كانوا يطلبون ما هو أكثر من مجرد لقاء.
إلا ان الرسائل التى تشمل حوالى 725 صفحة من المراسلات من عابدين، وتم الكشف عنها كجزء من دعوى قضائية من قبل جماعة "المراقبة القضائية" المحافظة، توضح الطريقة التى كانت بها شبكة أصدقاء كلينتون الدوليين والمتبرعين لمؤسستها قادرين بها على الوصول إلى وزيرة الخارجية السابقة والدائرة المقربة منها خلال فترة توليها الوزارة.
وقالت "واشنطن بوست" إن الكشف عن هذه المراسلات يأتى عقب الكشف عن رسائل داخلية تظهر نمطا مماثلا من وصول متبرعى مؤسسة كلينتون لها فى الخارجية، وتأتى فى الوقت الذى يزعم فيه الجمهوريون أن المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية استخدمت منصبها فى إدارة أوباما من أجل إسداء خدمات لأصحاب التبرعات، وهو الأمر الذى نفته كلينتون والمؤسسة التى أسستها مع زوجها.
ووفقا لما ذكرته واشنطن بوست، فإن الكشف عن هذه المعلومات يلقى بشكوك جديدة على مزاعم كلينتون السابقة بأنها سلمت كل رسائل البريد الإلكترونى المتعلقة بعملها من خادمها الخاص إلى الخارجية الأمريكية من أجل إزاحة الستار عنها للرأى العام.
من ناحية أخرى، ذكرت مجلة فورين بوليسى أن رسائل البريد الإلكترونى الخاص بهيلارى كلينتون، والتى سمحت وزارة الخارجية الأمريكية بنشرها مؤخرا، تثير أسئلة جديدة حول ما إذا كان لمؤسسة كلينتون دور فى مساعدة الجهات المانحة على الحصول على معاملة خاصة من وزارة الخارجية خلال فترة عمل كلينتون وزيرة للخارجية.
وتضيف المجلة الأمريكية، أن الرسائل التى نشرتها منظمة "جاديكال ووتش"، المحافظة، تُظهر أن ولى العهد البحرينى الأمير سلمان حاول ترتيب لقاء مع كلينتون فى مايو 2009، من خلال إستخدام إتصالاته بالمؤسسة الخيرية الخاصة بها بعد فشله فى الوصول إليها عبر القنوات العادية فى وزارة الخارجية الأمريكية.
الرسائل الإلكترونية تظهر أن هوما عابدين، مساعدة كلينتون فى وزارة الخارجية، ودوج باند، أحد كبار المسئولين التنفيذيين لمؤسسة كلينتون، ناقشا طلب ولى عهد البحرين للقاء كلينتون فى يونيو 2009.
وتوضح المجلة أن باند أبلغ عابدين بطلب الأمير لقاء كلينتون وردت المساعدة عليه بأنه تقدم بطلب من خلال القنوات العادية أيضا لكن الوزيرة قالت أنها لا تريد الإلتزام بأى مواعيد فى ذلك الوقت.ووفقا لموقع مؤسسة كلينتون، فإن البحرين قدمت تبرعات للمؤسسة بـ100 ألف يورو.
ونفت حملة المرشحة الديمقراطية للرئاسة، فى بيان أمس الاثنين، تقديم كلينتون أى معاملة تفضيلية لصالح الجهات المانحة لمنظمتها وقت أن كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، ذلك ردا على ما نشرته مجموعة المراقبة جاديكال ووتش.
وقال جوش شويرين، المتحدث باسم الحملة، "لا يهم كيف تحاول هذه الجماعة تشويه هذه الرسائل، فتظل الحقيقة أن هيلارى كلينتون لم تتخذ قط أى فعل أو قرار تفضيلى بسبب التبرعات لمؤسستها الخيرية".