أزمة كبيرة يواجهها 43 مصنعا لصهر وتصنيع منتجات الألومنيوم بمدينة "ميت غمر"، محافظة الدقهلية، وذلك بعد تخفيض عدد أسطوانات الغاز "للأغراض الصناعية" المقرر على تسليمها لتلك المصانع، من 3 آلاف أسطوانة يوميا إلى 200 أسطوانة فقط، وهو الأمر الذى يهدد بتوقف تلك المصانع عن العمل، نظرا لأن صناعة الألومنيوم تعد من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
ومن جانبه أكد المهندس محمد المهندس، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن الغرفة كانت قد توصلت لاتفاق مع شركة بتروجاس، على إمداد مصانع ومسابك الألومنيوم بمنطقة ميت غمر، وعددها 43 مصنعا ومسبكا، بـ3 آلاف أسطوانة غاز "للأغراض الصناعية" يوميا، وذلك لسد حاجة تلك المصانع من الغاز لحين إمداد منطقة ميت غمر بالغاز الطبيعى، إلا أن أصحاب تلك المصانع فوجئوا منذ مطلع شهر أغسطس الجارى بتخفيض تلك الكمية إلى 200 أسطوانة فقط لجميع المصانع، وهو الأمر الذى يهدد بتوقفها تماما عن العمل، خاصة أن عمليات تصنيع الألومنيوم، وتحديدا بمرحلة "الصهر"، تحتاج إلى استهلاك كميات كثيفة من الغاز.
وأضاف المهندس، أن مصانع الألومنيوم بميت غمر مختصة بالأساس بتصنيع منتجات الألومنيوم المنزلية المصدرة لدول أفريقيا، وتخفيض الغاز بتلك الصورة يهدد عمل تلك المصانع فى ظل وجود التزامات لديها بتسليم كميات متفق عليها مسبقا من منتجاتها للجهات المصدرة، كما أن اصحاب المصانع لن يستطيعوا استخدام الوقود البديل فى التصنيع، مثل السولار والمازوت، لتجريمه قانونا منعا لتلوث البيئة، فى حين أن اللجوء للسوق السوداء لشراء الغاز يضاعف من تكلفة الإنتاج، فعلى سبيل المثال يبلغ ثمن أسطوانة الغاز رسميا 27 جنيها، فى الوقت الذى تباع فيه بالسوق السوداء بـ40 جنيها، وهو أمر لا يتحمله أى منتج.
وفى سياق متصل، أكد يحيى عابدين، صاحب أحد مصانع الألومنيوم بمنطقة ميت غمر، لـ"انفراد"، أن أصحاب المصانع يحصلون على 3 آلاف أسطوانة غاز سائل يوميا منذ عام 2012، مع اللجوء إلى توفير باقى الاحتياجات من السوق السوداء، إلا أنهم فوجئوا بتخفيض الكمية إلى 200 أسطوانة يوميا، وهو ما يشكل احتياجات مصنع واحد فقط لإتمام عمليات التصنيع، موضحا أن إنتاج مصانع ألومنيوم ميت غمر تمثل حوالى 85% من منتجات الألومنيوم المتوفرة بالسوق المصرى.
وتساءل عابدين عن سبب عدم مد خطوط الغاز الطبيعة لمدينة ميت غمر حتى الآن، على الرغم من مده لمدن مجاورة، مثل كفر شكر وأجا وزفتى، على الرغم من أن ميت غمر تعد من أكثر المدن الصناعية استهلاكا للغاز لتخصصها فى صناعة الألومنيوم، التى تصدر منتجاتها لدول أفريقية مثل السودان ونيجيريا وتشاد، بملايين الجنيهات، قائلا إن وقف الغاز ليست المشكلة الوحيدة التى يعانى منها أصحاب مصانع الألومنيوم، لأنهم محملون بعدد من الضرائب بجانب رفع أسعار الكهرباء، وهو ما ينعكس على أسعار المنتجات فى النهاية.