مازالت تداعيات الانخفاض المستمر لأسعار البترول تسيطر على الأسواق وتزيد من عملية القلق لدى العاملين فى مجال البحث والاستكشاف، تخوفاً من نزول الأسعار إلى 20 دولار وهو من شأنه التأثير على نشاط الحفر عالمياً.
وسجلت أسعار النفط،30.44 دولار للبرميل لخام مزيج برنت، وبلغ سعر 30.83 دولار لخام غرب تكساس الوسيط الامريكى وهو أدنى مستوى للنفط منذ 12 عاما.
ويؤكد الدكتور جمال القليوبى أستاذ هندسة البترول فى الجامعة الأمريكية، ومدير مركز المستقبل للدراسات الاقتصادية، أن مصر مستفيدة بنسبة 100% من هبوط أسعار البترول لمستوى 30 دولار للبرميل، موضحاً أن عملية التراجع تعتبر فرصة ذهبية لن تعوض، ويجب ألا تمر كفترة استثمارات عادية بدون اتخاذ التدابيرمن قبل الدولة لاستغلالها فى دعم وتنمية الاقتصاد المصرى.
وأضاف أستاذ هندسة البترول فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه يمكن استغلال الفرصة من خلال التركيز على تخزين استرتيجى للدولة فى حيز الـ12 شهر القادمة، إما ببناء خزانات أرضية أو فى مناطق الصحراء الغربية أو فى المناطق الصخرية فى كافة أنحاء البلاد.
وأشار إلى أنه إذا تم استغلال الخزانات واستيراد البترول وفقا لانخفاض أسعارها سيتم تدعيم هذا الانخفاض فى معامل التكرير المصرية، وتوفير 40% من قيمة تصنيع سلع الوقود التى ستتطلبها الدولة، لافتاً إلى أنه ما سيتم توفيره فى الموازنة العامة للدولة من مخصصات الوقود، سيدعم منظومة التعليم والصحة.
وتابع:" وأكبر دليل على ذلك ما حدث فى موازنة 2014-2015 من انخفاض أسعار البترول وتوفير 22 مليار جنيه تم ضخها فى منظومة الصحة والتعليم، إضافة إلى أن توفير هذا الكم من منظومة الدعم من 114 مليار جنيه فى 2013 حتى 73 مليار فى 2014 -2015 ثم انخفاض سعر البرميل الى 30 دولار سيؤدى إلى تخفيض المصروفات على دعم الوقود إلى 53 مليار جنيه، ما يعطى قوة دفع تحويل جزء كبير من الدعم فى موازنة 2016 ، وبالتالى دفع عجلة الاقتصاد المصرى.
وأوضح أن استغلال انخفاض أسعار البترول فى ذلك التوقيت سوف يؤدى إلى توفير جزء كبير من الموازنة العامة ويؤدى أيضا إلى انتعاشه تصل إلى معدلات نمو تزيد عن 8%.